بمناسبة اليوم العالمي لـ"محو الأمية".. مستقبل مصر في خطر.. نسبة الجهل ترتفع إلى 14.5 مليون نسمة.. وعود المسئولين مسكنات للمرض الفتاك.. والسياسات الخاطئة السبب
يحتفل العالم في الثامن من سبتمبر من كل عام، بالعيد العالمى لمحو الأمية الذي يوافق اليوم الخميس، والذى أقره المؤتمر العام لليونسكو في الدورة الرابعة عشر عام 1965، واعتبار محو الأمية حقًا من حقوق الإنسـان، وأداة لتعزيز القدرات الشخـصية ووسيلة لتحقيق التنمية الاجتماعية والبشرية تحت شعار "التعليم حق للجميع".
وتعتبر مصر من أكثر البلدان في العالم التي تعاني من انتشار الأمية والجهل، فالحكومات المتعاقبة دائمًا ما تعلن عن محاربة الأمية التي باتت مرضًا متفشيًا في المجتمع.
وتعلن كل حكومة جديدة عن محاربة الأمية والقضاء عليها في غضون سنوات، لكن المؤشرات تدل على عكس ذلك، فوفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حول عدد الأميين في مصر، فقد أكدت آخر الإحصائيات أنها وصلت إلى 14.5 مليون نسمة فى الفئة العمرية من 10 سنوات فأكثر، الأمر الذي يعكس فشل تجارب الحكومات في القضاء على هذا المرض.
مصر لم تحقق أي إنجازات
يقول الدكتور كمال غيث الخبير التربوي في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إن مصر لم تحقق أي إنجازات في القضاء على الأمية والجهل الموجودين في البلاد، مضيفًا أن النسبة المعلنة تزداد بشكل كبير.
وأضاف الخبير التربوي: "تزامنًا مع اليوم العالمي لمحــو الأمية الذي يوافــق يوم 8 سبتمبر من كل عام، أن وعود المسئولين بالقضاء على الأمية مجرد تصريحات وهي في الحقيقة مسكنات للأمر فقط، مضيفًا أن الدولة بل مشروع وطني وبل عقد اجتماعي، مشيرًا إلى أن مصر من الدول القادرة على إنهاء محو الأمية في ظرف سنة واحدة دون تكليف أو معاناة".
وأكد "مغيث" أن مواجهة الأمية والجهل متوقف فقط لعدم وجود نية قوية أو هدف لإصلاح ذلك، مضيفًا أن التلاعب في المنظومة التعليمية جعل الدولة في أمية دائمًا.
ارتفاع نسبة الأمية مؤشر خطير
وأوضح الدكتور شبل بدران، الخبير التربوي وعميد كلية التربية جامعة الإسكندرية سابقًا، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن "عدد الأميين في مصر أصبح في تزايد"، مشيرًا إلى أن الأساليب التي يتم اتباعها لا تجعل الأمي يسعى إلى التخلص من أميته، موكدًا أن الإرادة السياسية هي المتحكم في نسبة الأمية الموجودة في البلاد.
وأضاف الخبير التربوي، أن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة الأمية في مصر تجاوزت 40%، أي ما يقترب من نصف الشعب، وهذا مؤشر خطير جدًا في بلد تكافح من أجل القضاء على الأمية والجهل والفقر.
وتابع "بدران" أن النظم العربية من مصلحتها بقاء نسبة الأمية، بل أن تتم زيادة هذه النسبة، لأن حكام البلدان العربية لا تريد مفكرين ومثقفين.
السياسات الخاطئة السبب
وأكد الدكتور عصام قمر، أستاذ أصول التربية ورئيس شعبة بحوث السياسيات التربوية بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز" أن الأمية وانتشارها في مصر لم تكن مشكلة جهاز محو الأمية بمفرده ولكنها مشكلة دولة بأكملها، لافتًا إلى أنه يجب وضع خطة عامة وبعض السياسات لمواجهة الأمية والجهل.
وأضاف رئيس شعبة بحوث السياسيات التربوية، أن من الخزي ظهور نسبة عالية من الأمية في مصر في ظل التقدم الذي يشهده العالم، مشيرًا إلى أن الأمية أو الجهل ليس إلا "الجهل بالقراءة والحساب والكتابة" وهما المهارات الأساسية في كل تعليم أساسي، مضيفًا أن التعليم هو سلاح التنمية في أي دولة، وأن النسبة الآن كبيرة ومتمثلة تقربيًا في ربع الشعب.
وأشار "قمر" إلى أن الأمية متفشية في الصعيد والمجتمعات الريفية، كما أن نسبة تعليم الإناث أقل من الذكور، لافتًا إلى أن الانتهاء من الأمية في مصر لن ينتهي في سنتين أو ثلاث.