الحجر الأسود في انتظار ثوبه الجديد.. ألمانيا وإيطاليا تزينان الكعبة بأسلاك من الحرير والذهب.. مصر ظلت ترسل "الكسوة المباركة" إلى مكة حتى 1962
الحجر الأسود في انتظار ثوبه الجديد
ألمانيا وإيطاليا تزينان الكعبة بأسلاك من الحرير والذهب
مصر ظلت ترسل "الكسوة المباركة" إلى مكة حتى 1962
في هذه الأيام المباركة، تستعد السلطات السعودية لاستبدال كسوة الكعبة بأخرى جديدة، ويبدأ ذلك في التاسع من شهر ذي الحجة.
ومن المعروف أن الكعبة تُستبدل كسوتها مرة واحدة كل عام وذلك أثناء فريضة الحج وبعد أن يتوجه الحجاج إلى عرفة، ويتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، استعدادًا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.
تجهيز ثوب الكعبة يحتاج لشهور وكميات كبيرة من المعادن الثمينة والحرير، فيما يتولى نحو مائة وسبعين حرفيًا العملية التي تمر بمراحل مختلفة إلى أن تصبح الكسوة جاهزة.
ارتفاع الكعبة:-
ارتفاع الكسوة 14 مترًا وحزامها 95 سنتمترا وبطول 47 مترًا والمكون من ستة عشر قطعة. ويوجد تحت الحزام آيات قرآنية يكتب عليها "يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين" ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.
على باب الكعبه تسدل ستارة ويطلق عليها لفظ "البرقع" مصنعة من الحرير بارتفاع حوالي ستة أمتار ونصف وبعرض ثلاثة أمتار ونصف مكتوب، مطرزة تطريزا بارزًا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.
الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجهًا من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض.
وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة المشرفة، بالإضافة إلى الأعلام والقطع التي تقوم الدولة بإهدائها لكبار الشخصيات.
وظلت كسوة الكعبة المشرفة ترسل إلى مكة من مصر عبر القرون، باستثناء بعض الفترات الزمنية القصيرة إلى أن تم توقف إرسالها نهائيًا من مصر سنة 1962.
مصنع الكعبة
يضم 170 عاملًا، وينقسم لسبعة أقسام: المصبغة والمختبر والنسيج والطباعة والتطريزوالخياطة، والتي تتكلف في صناعة ثوب للكعبة تبلغ كلفته قرابة 20 مليون ريال سعودي.
كما أن القماش الحرير المستخدم في صناعة الكسوة 670 كيلوجراما تقريبا، من بينها عشرات الكيلوجرامات من أسلاك الذهب الرفيعة المطلية بالفضة التي تشبه الخيوط، ومثلها من أسلاك الفضة الخالصة، التي تشكل بدورها الآيات المخطوطة على حزام الكسوة.
أما عن الحرير والصباغ يستورد من إيطاليا، بينما الذهب والفضة من ألمانيا، ويستغرق إنجاز الكسوة من 8 إلى 10 أشهر من العمل الدؤوب في جميع أقسام المصنع.
كسوة في عهد الرسول:-
بعد فتح الرسول (صلى الله عليه وسلم) مكةَ المكرمة لم يستبدل كسوة الكعبة ولم يستبدلها، حتى احترقت على يد امرأة تريد تبخيرها، فكساها الرسول، بالثياب اليمانية، ثم كساها الخلفاءُ الراشدون من بعده، أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب (رضى الله عنهما) بـالقباطي، وعثمان بن عفان (رضى الله عنه) بـالقباطي والبرود اليمانية، حيث أمر عاملَه على اليمن، بصنعها، فكان عثمانُ أولُ رجلٍ فى الإسلام، يضع على الكعبة كسوتين، أما على (رضى اللهُ عنه)، فلم يذكر المؤرخون أنه كسا الكعبة، نظرًا لانشغاله بالفتن، التى وقعت فى عهده، ومنذ عام الفتح وحتى يومنا هذا، انفرد المسلمون بكسوة الكعبة المشرفة.