خيري شلبي.. صاحب "الوتد" و"الواقعية السحرية" و"السنيورة".. لُقب بروائي الستينيات
"فبما أن العري ليس قرين الفسق بالضرورة، كما أن الستر ليس دليل الفضيلة بأي حال من الأحوال، فإن الفضيلة تكمن في منطقة أخرى داخل النفس البشرية، في تربية الشخصية، في تربية الإنسان على الحرية والانطلاق وتسمية الأشياء بأسمائها، في تنمية الوعي والإدراك حيث يصبح الإنسان مدركا لمعنى الفضيلة حاميا لها بنفسه وليس خوفا من قوى خارجية تهدده بالويل والثبور وعظائم الأمور إن هو حاد عنها".
قالها صاحب ثلاثية الأمالي وكاتب السنيورة ومبدع الشطار والوتد، أعلنها خيري شلبي الكاتب والروائي الكبير، كما قال غيرها الكثير في أعمال بزغت في ساحة الأدب العربي باسمه، لكن تبقى رواية صالح هيصة عن قصة شخصية مثيرة للجدل من عموم الشعب المصري لها آرائها الخاصة في الحياة، ونسف الأدمغة عن عصابة تتاجر ببعض البقايا البشرية لكي تنتج أنواعا أشد فتكا من المخدرات، وزهرة الخشخاش عن قصة شاب مصري من عائلة معروفة في منت، هي أروع كتاباته.
في سطور
خيري أحمد شلبي مواليد قرية شباس عمير، مركز قلين، محافظة كفر الشيخ. رحل في صباح يوم الجمعة 9 سبتمبر 2011، عن عمر يناهز الـ73 عامًا، وهو كاتب وروائي مصري له 70 كتابًا من أبرز أعماله مسلسل الوتد عن قصة بنفس الاسم قامت ببطولتها الفنانة المصرية الراحلة هدى سلطان في الدور الرئيسي "فاطمة تعلبة".
الواقعية السحرية
رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، وتعد روايته رحلات الطرشجي الحلوجي عملا فريدا في بابها.
كان من أوائل من كتبوا مايسمى الآن بالواقعية السحرية، ففي أدبه الروائي تتشخص المادة وتتحول إلى كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر، وتتحدث الأطيار والأشجار والحيوانات والحشرات وكل ما يدب على الأرض، حيث يصل الواقع إلى مستوى الأسطورة، وتنزل الأسطورة إلى مستوى الواقع، ولكن القارئ يصدق ما يقرأ ويتفاعل معه، على سبيل المثال روايته السنيورة وروايته بغلة العرش حيث يصل الواقع إلى تخوم الأسطورة، وتصل الأسطورة في الثانية إلى التحقق الواقعي الصرف، أما روايته الشطار فإنها غير مسبوقة وغير ملحوقة لسبب بسيط وهو أن الرواية من أولها إلى آخرها خمسمائة صفحة يرويها كلب، كلب يتعرف القارئ على شخصيته ويعايشه ويتابع رحلته الدرامية بشغف.
الجوائز
حاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981، كما حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981.
حاصل على جائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993، وعلى الجائزة الأولى لاتحاد الكتاب للنفوق عام 2002.
حاصل على جائزة ميدالية نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية "وكالة عطية" 2003. حاصل على جائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية "صهاريج اللؤلؤ" 2002. حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005. رشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب. يرأس حاليا تحرير مجلة الشعر (وزارة الإعلام). رئيس تحرير سلسلة: مكتبة الدراسات الشعبية (وزارة الثقافة).
أشهر الأعمال
من أشهر رواياته: السنيورة، الأوباش، الشطار، الوتد، العراوي، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالي (أولنا ولد - وثانينا الكومي - وثالثنا الورق)، بغلة العرش، لحس العتب، منامات عم أحمد السماك، موت عباءة، بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين.
الرحيل
توفي روائي الستينيات الكبير إثر اصابته بأزمة قلبية حادة عن عمر ناهز73 عاما وتم تشييع جثمانه عصر يوم 9 سبتمبر 2011، من قريته شباس عمير التابعة لمركز قلين بمحافظة كفرالشيخ.