روشتة العلاج للحد من حوادث القطارات.. "عقيل": الاعتماد على الكفاءة وتدريب العاملين أولى خطوات الإصلاح.. "الشاهد": العامل البشري يزيد نسبة وقوع الأخطاء ولا بد من مواكبة التكنولوجيا
مسلسل لم تنته حلقاته بعد، فبين الحين والآخر نشاهد إحدى الحلقات المأساوية الكارثية، فحوادث القطارات في مصر، باتت مثل الصداع الذي ينخر في رأس الحكومة والدولة، بسبب تكرارها في الفترة الأخيرة في ظل عجز الحكومات المتعاقبة على حل هذه الأزمة المتكررة.
صباح اليوم، استيقظ المصريون على حادث القطار رقم 80 القاهرة – أسوان، المتجه من القاهرة للصعيد بعد أن خرج عن مساره في مركز العياط، بسبب اصطدامه بالصداد الخرساني الخاص بسكة التحويلة بمحطة البليدة، وأسفر الحادث عن وقوع عدد من الإصابات والوفيات، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، ارتفاع حالات وفيات قطار العياط إلى 5 وفيات وإصابة 27 آخرين حتى الآن، وفور وقوع الحادث توجه اللواء مدحت شوشة رئيس هيئة سكك حديد مصر للموقع.
تعويضات مادية لأسر ضحايا
ومصابي حادث العياط
من جهته أعرب رئيس هيئة السكة الحديد، مدحت شوشة
لـ"العربية نيوز" عن أسفه الشديد للشعب المصري، مقدما خالص تعازيه لأسر
ضحايا قطار العياط الذي راح ضحيته 5 وفيات و27 مصابًا إثر انحراف القطار عن قضبانه
ومن ثم الصدام بحائط خرساني صداد.
وقال رئيس هيئة السكة الحديد، إنه تم التواصل مع
الدكتورة غاده والي، وزيره التضامن الاجتماعي بشأن صرف تعويضات مادية لأسر ضحايا
هذا الحادث المؤلم التي بالتأكيد لا تعوض عزيز.
وأشار شوشة إلى أن قطار 80 المتجه إلى أسوان من
القاهرة اصطدم بحائط خرساني صداد بالمحطة نتيجة سرعته الفائقة التي تعدت السرعة
المحددة مما أدى إلى انقلاب العربة الجرار وميل عربة الركاب التي أدت إلى الوفيات
والمصابين، مشددًا عن أسفه وبالغ حزنه لهذا الحادث.
نحتاج لسنوات طويلة لتطوير السكة الحديد
وأكد الدكتور أسامة عقيل خبير الطرق والنقل،
لـ"العربية نيوز" أن السكك الحديد في مصر تحتاج سنين لتطويرها، فما يحدث
الآن ليس إلا صيانة روتينية وتعويض للمعدات التي تم استهلاكها فقط، لافتا إلى أن
هيئة السكك الحديدة إذا تلف بها 200 عربة فإن الهيئة تعوضها بـ200 آخرين، إذا
تهالك رصيف فإنها تعيد بناءه، وإذا توقفت إشارة يتم تغييرها بأخرى، وهذا هو مفهوم
التطوير لديهم.
وأضاف خبير الطرق والنقل، أنه لا يوجد أي تطويرات
حقيقية وإصلاحات جذرية تمنع الحوادث والكوارث التي تحدث بين الحين والآخر، فمعظم
القطارات بها عربات في حالة متردية وأبوابها متهالكة غير صالحة للاستخدام وفرامل
وجرارات معطلة وغيرها من التقصيرات لا تستوعبها خطة التطوير أن وجدت، مطالبا
بتدريب العاملين في الهيئة.
وأشار "عقيل" إلى أن سبب فشل هيئة السكك
الحديد، ليس الفساد فقط بل وصول أناس إلى مناصب قيادية وهم غير كفء أو مؤهلين
لذلك، كما أن الدولة تجاهلت دور الخبراء تماما.
إهمال الصيانة والعنصر
البشري سبب الفشل
وفي السياق ذاته أوضح اللواء مجدي الشاهد خبير الطرق
والنقل، لـ"العربية نيوز" أن تطوير هيئة السكك الحديد بعيد كل البعد عن
السكك الحديد الموجودة في باقي دول العالم، لافتا إلى أننا في مصر ما زلنا نعتمد
على العامل البشري في كثير من المجالات الأمر الذي يزيد من نسبة وقوع الأخطاء التي
تسبب كوارث بعد ذلك.
وأكد "الشاهد" أن حوادث القطارات في مصر
دائما ما تحدث نتيجة الإهمال في الصيانة، بجانب أخطاء العنصر البشري، لافتا إلى أن
العاملين في سكك حديد مصر لا يحصلون على تدريبات جيدة ومستمرة ترفع من أدائهم،
مشيرًا إلى أن المسئولين لا يتعلمون من الحوادث المتكررة للقطارات، خاصي التي
حدثت في الفترة الأخيرة.