بالمستندات.. فساد في "المدينة الباسلة".. "نائبة بورسعيد" تكشف: مديرة البوابة الإلكترونية السابقة تعيّن 40 من محاسيبها بـ"مسابقة وهمية".. ورسالة للمحافظ: الأمر بين يديك
كشفت النائبة رانيا السادات، عضو لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، عن تورط مدير البوابة الإلكترونية السابق المهندسة سحر لطفي، في تعيين 40 شابًا وفتاة من محاسيبها في مسابقة وهمية جاري التحقيق معها فيها من قبل النيابة الإدارية، تفاجأت بأن هذه القضية فتحت بابًا جديدًا يكشف وراءه تورط "مقررة قومي المرأة" في واقعة فساد أخرى، وهذه المرة ارتبطت بقضية أمن قومي تمس المواطن البسيط ألا وهي "الإسكان".
وقامت "السادات" برفع مذكرة تشمل تفاصيل الواقعة، للواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، والذي وعد بالتحقيق في الأمر وسرعة الرد فيما يخصه.
"التعيين للمحاسيب"
وجاء في المذكرة: "ورد إلينا العديد من الشكاوى، والتي يشتكي بموجبها عدد من مواطنى بورسعيد والعاملين بديوان عام المحافظة بشأن واقعة فساد نتج عنها خلل كبير يتمثل فى قصور عمل بعض الجهات، ومنها على وجه الخصوص إدارة التسكين بالمحافظة نتيجة اختراق والتلاعب بقاعدة البيانات الخاصة بها ثم تجميدها، وكانت البداية بمذكرة مقدمة من مدير مركز نظم المعلومات الجغرافية - المهندسة سحر لطفي- بتاريخ 14/7/2016 تطلب فيها إجراء تنمية تكنولوجية لـ 9 إدارات بالمحافظة، وبالفعل لم يتم ميكنة سوى إدارة التسكين فقط، وذلك باستخدامها برنامج قاصر معرض للاختراق وغير فعال، وعلى الرغم من هذا تم صرف مبلغ 1800000 جنيه "مليون وثمانمائة ألف جنيه" للميكنة لم تتم حتى تاريخه كما ورد فى الشكاوى.
أدمن لبرنامج تسكين غير مؤمن
وأوضحت النائبة في مذكرتها كيف تم العبث بقاعدة بيانات إدارة التسكين قائلة: "إن المهندسة سحر لطفى مدير إدارة العامة لتكنولجيا الاتصالات بالمحافظة هى المسئولة عن ميكنة إدارة المحافظة التى لم تتم إلا أنها قامت بالاتفاق على إعداد برنامج خاص بإدارة التسكين تكون هى بشخصها المتحكم فيه "أدمن – admen"، وهذا البرنامج كما ورد فى الشكاوى هو من أسوأ بل من أخطر البرامج على إدارة التسكين حيث إنه غير مؤمن ويجوز تعديل البيانات فيه، وعلى الرغم من سرية البيانات والملفات المحملة عليه والخاصة بـ 128000 ملف خاص بإدارة التسكين التى تبين تفاصيل كل وحدة سكنية خاصة بالمحافظة فى هذا الوقت وقاعدة البيانات الوحيدة الخاصة بإدارة التسكين، والتى يمنع فتحها خارج إدارة التسكين لسهولة اختراقها وتعديلها لضعف البرنامج إلا أنها قامت بإعطاء رمز الدخول، وفتحها بمكتب السكرتير العام المساعد الأسبق "نشوى" ــــ كما ورد بالشكوى ـــــــ بل وقامت بتحميل البيانات على الموقع الرسمى للمحافظة، "على الرغم من أن البرنامج سهل اختراقه".
"كشف المستور"
وتابعت "السادات" في مذكرتها: "أنه لم تستجب للعديد من الشكاوى من الموظفين والخاصة بعدم فتح البرنامج من المكان المخصص له أو تحميله على الموقع الرسمى للمحافظة أو حتى للشكاوى الفنية والخاصة بتأمين البرنامج وعدم إجراء تعديلات فيه إلا أنه قد تم إخفاء الخانة الخاصة بالملاحظات من على البرنامج وهذه الخانة لا يجوز لأحد أن يزيلها إلا الأدمن على السيرفر الخاص بالبرنامج ولا يجوز لأى مستخدم للبرنامج أن يزيلها وهى الوحيدة (المهندسة سحر لطفى) الأدمن على هذا السيرفر، مما ترتب عليه شكوى الموظفين بتاريخ 1/2/2012 وتجميد الشبكة والبرنامج وعدم تحميل أى بيانات جديدة عليها سواء الخاصة بالإزلات أو العشوائيات أو حتى إجراء بحث عن الأسماء السابقة استلام وحدات سكنية من عليها؛ مما ترتب عليه فتح باب كبير للفساد الخاص بالتسكين وتخصيص الوحدات وتشكيل أزمة بالرأى العام وتوارث قناعات عن فساد إدارة التسكين بالمحافظة تعوق أى تطهير لحق بها".
"النيابة العامة"
وأكدت النائبة أنه بناءً على ما سبق قرر اللواء المحافظ السابق باجتماعه مع رؤساء الأـحياء والإدارات بإحالة الموضوع إلى النيابة العامة بتاريخ 29/5/2013 وذلك بعد علمه بحذف خانة الملاحظات من على البرنامج ثم إعادتها مرة أخرى، مما تسبب فى الحصول كثير من غير المستحقين لوحدات سكنية بدون وجه حق تم تحرير المحضر رقم 338 لسنة 2013 نيابة ادارية بتاريخ 15/1/2012 بهذا الأمر ولم ينتهِ التحقيق فيها حتى تاريخه.
أسئلة تدور في أذهان "أبناء بورسعيد"
وطرحت "نائبة بورسعيد" العديد من الأسئلة التي تدور بأذهان المواطنين في مذكرتها، وكان لابد من الإجابة عليها حيث إنهم لم يجدوا الإجابة عنها حتى وقتنا هذا، ومنها من المستفيد من استخدام برنامج ضعيف غير مؤمن ضد اختراقه، وإعطاء اسم مستخدم ورقم سرى لآخر خاص بالسيرفر ثم إخفاء خانة الملاحظات، وبعد إثارة الشكاوى يتم رجوعها؟، من المستفيد من تجميد السيرفر، وما يحويه من بيانات كان الديوان العام للمحافظة فى أمس الحاجة لما به من بيانات، من المستفيد فى البداية من إهدار المال العام فى برنامج ضعيف ثم غلقة؟!.
رسالة للوزير المحافظ
واختتمت المذكرة برسالة للمحافظ تقول سيادة الوزير: "إنها بؤرة فساد كبيرة ونحن نعلم أن اللواء عادل الغضبان، هو عادل فى الحق غضبان على الفساد، أننا نضع الأمر بين يديك ونأمل فى إعادة فتح باب التحقيق مرة أخرى فى هذه الكوارث التى يعانى بسببها أغلب مواطنى بورسعيد فهى ليست قاصرة على إهدار المال العام، بشأن صرف مبالغ خصة بميكنة إدارات المحافظة لم تتم حتى الآن، ولا حتى استخدام برنامج والتلاعب في بيانات وتسليم وحدات سكنية لغير مستحقيها، بل هى بؤرة فساد كبيرة وجدنا طرف صغير منها، وخاصة أن تلك الموظفة السابق ذكرها فى هذه المذكرة لم تكن أخطاؤها الواردة بها بمحض الصدفة أو بخطأ غير متعمد؛ ولكن أثبتت الأيام، وتبدل القيادات أنها يد من أيادى الفساد تعبث فى كثير من أروقة وإدارات المحافظة بهدف تحويلها إلى شبكة عنقودية تخدم ما وراؤها من فساد".