مفاجأة.. الفراعنة أسسوا الحضارة الصينية.. عالم صيني يكتشف المفارقة.. وصف إمبراطورية "شيا" مطابق لجغرافية مصر.. مكونات الآثار المعدنية أثبتت مصريتها.. والصينيون متخبطون حول أصولهم
"مصر، الصين، اليونان" أقدم ثلاث حضارات عرفتهم البشرية في تاريخها بأكمله، انطلقت من نبراس ثلاثتهم أشعة الحضارة والعلم والأصالة إلى الحضارات الوليدة، سواء أكانت بالوراثة أم بالنقل والتأثر.. ظلت هذه النظرية قائمة حتى فجر أحد علماء الجيوكيمياء الصينيين معلومة غير معروفة مفادها أن الحضارة الصينية قامت على أكتاف مهاجرين من الدولة المصرية القديمة.
فقد نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرًا لها بعنوان "هل أسس المصريين القدماء الحضارة الصينية"؟.
الفراعنة مؤسسو الحضارة الصينية
وذكرت المجلة في تقريرها أن عالم صيني فجر المفاجأة أثناء إلقائه إحدى محاضراته، بدأت تفاصيل الواقعة أثناء إحدى المحاضرات التي كان يلقيها عالم الجيوكيمياء الصيني صن ويدونج، في مدينة خفي عاصمة مقاطعة آنهوي غير الساحلية في الصين الشرقية.
واستشهد "ويدونج" بأعمال كلاسيكية من الصين القديمة منها وصف المؤرخ "سيما كيان" لطوبوغرافيا إمبراطوية "شيا"، التي تُعد السلالة الحاكمة المؤسسة للصين، ويرجع تاريخها إلى الفترة بين عام 2070 و1600 قبل الميلاد.
وصف إمبراطوية "شيا" مطابقة لجغرافية مصر
يكتب "سيما كيان" في تاريخه للقرن الأول في كتاب "سجلات المؤرخ الكبير"، "شمالًا، ينقسم النهر ويصبح 9 أنهار"، ويضيف: "بعد أن يتحد يُكوّن النهر الذي يجري بعكس اتجاه بقية الأنهار ويتدفق إلى البحر".
بعباراتٍ أخرى، لم يكن "النهر" محل التساؤل هو النهر الأصفر الشهير بالصين، والذي يتدفق من الغرب إلى الشرق، ويتساءل العالم: "هناك نهر رئيسي واحد فقط في العالم يتدفق إلى الشمال؟ ما هذا النهر؟".
يجيبه أحدهم بأنه "نهر النيل"، بعدها أظهر صن خريطة للنهر المصري الأشهر ودلتاه، مع 9 من تفريعاته تتدفق إلى البحر الأبيض المتوسط، وهنا ارتسمت البسمة على أوجه المستمعين وبدأوا في التهامس، مندهشين من أن تلك النصوص الصينية القديمة بدت أنها متوافقة على نحوٍ أفضل مع جغرافيا مصر أكثر من جغرافيا الصين.
"ويدونج" ينشر نظريته
لم تكن هذه الواقعة بمحض الصدفة، ولكن "ويدونج" وهو عالم رفيع، أثار جدلًا ساخنًا في الرأي العام بعد ادعائه على شبكة الإنترنت، أن مؤسسي الحضارة الصينية لم يكونوا بأي وجه من الوجوه صينيين لكنهم في الواقع مهاجرون من مصر.
بنى "ويدونج" نظريته مطلع التسعينيات أثناء إجرائه اختبار القياس الإشعاعي لقطع برونزية للصين القديمة؛ ولدهشته، فإن مكوناتها الكيميائية كانت أقرب للقطع البرونزية التي ترجع إلى المصريين القدماء من تلك المنتمية للصينيين الأصليين.
تشذ أفكار صن والجدل المحيط بها عن تقليد أقدم بكثير لعلم الآثار القومي في الصين، الذي سعى لأكثر من قرنٍ من الزمان أن يُجيب عن تساؤل علمي أساسي تم تسييسه على نحوٍ هائل: من أين يأتي الشعب الصيني؟
الهكسوس ناقلو الحضارة
يذهب صن إلى أن تقنيات العصر البرونزي للصين، والتي يعتقد جمهور واسع من العلماء أنها دخلت لأول مرة إلى الشمال الغربي للبلاد عبر طريق الحرير العتيق، جاءت في الواقع عبر البحر. وفقًا له، كان الهكسوس هُم حاملوها، وهُم شعوب آسيا الغربية الذين حكموا أجزاءً من شمال مصر باعتبارهم أجانب في الفترة بين القرن الـ17 والـ16 قبل الميلاد، حتى طُردوا في نهاية المطاف.
ويُشير إلى أن الهكسوس امتلكوا في أزمنةٍ مبكرة كافة التقنيات المذهلة تقريبًا – الصناعات المعدنية البرونزية والعربات ومعرفة القراءة والكتابة والنباتات والحيوانات المستأنسة – التي اكتشفها علماء الآثار في مدينة ين التاريخية، عاصمة الصين أثناء السلالة الحاكمة الثانية، شانغ، بين عامي 1300 و1046 قبل الميلاد.
وبما أن الهكسوس معروف عنهم أنهم طوّروا سفنًا للحرب والتجارة مكّنتهم من الإبحار عبر البحر المتوسط والأحمر، فإن صن يخمّن أن نسبة صغيرة من السكان هربوا من مملكتهم المتداعية مستخدمين تقنية السفر عبر البحار التي أتت بهم في نهاية المطاف وبثقافة عصرهم البرونزي إلى ساحل الصين.
وكتب صن على الإنترنت: "أن فحص جذور الحضارة الصينية من جديد، ربما يبدو أمرًا سخيفًا في أعين البعض، لأن المؤرخين أقروا بوضوح منذ زمنٍ طويل: بأن نحن أبناء اليان والإمبراطورية الصفراء".
منع "ويدونج" من نشر أبحاثه
عام 1996، كان صن لا يزال طالب دكتوراه في مختبر الإشعاع بجامعة العلوم والتكنولوجيا. ومن بين القطع البرونزية التي وصل عددها إلى 200 قطعة، والتي كان صن مسئولًا عن تحليلها، جاء بعضها من مدينة ين.
ووجد صن أن النشاط الإشعاعي لتلك القطع البرونزية على وجه الخصوص (ين-شانج)، يتماثل في خصائصه مع القطع البرونزية المصرية القديمة، ورجح أن المصدر الخام لكل تلك القطع، يأتي من المصدر ذاته: المناجم الإفريقية.
وبعد هذا الاكتشاف، رفض المشرف على رسالة صن للدكتوراه أن يسمح لصن بالإعلان عن النتائج التي وصل إليها في ذلك الوقت، ربما لأنه توقع الدخول في جدل خطير وقتها.
وطُلِب من صن تسليم البيانات التي حصل عليها، وتَسَلّم مشروع آخر. والآن، بعد 20 عامًا من بداية البحث الذي قام به صن، وبعد أن أصبح صن أستاذًا جامعيًا، فإنه على استعداد أن يكشف عن كل ما يعرفه بخصوص ين-شانج والعصر البرونزي في الصين.
يذكر أن الشعب الصيني متخبط حتى الآن في تحديد أصوله التاريخية، ومن أين قدم الصينيون القدامى، في محاولات سياسية لبعض التيارات والأصول العرقية لإدارة الأمر بشكلب سياسي يخدم على مصالح بعض الأعراق.