"الجارديان" عن تمثال "أم الشهيد": يعكس معاناة أصحاب الفكر بمصر
أبت موجة الجدل العاتية التي أثارها الرأي العام في مصر بسبب تمثال "أم الشهيد" المزمع إقامته بأحد ميادين محافظة سوهاج، أن تتبدد وتسكن دون إطلالة من الإعلام الغربي على الواقعة.
فقد أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير لها اليوم على الواقعة بانها تعكس الصعوبات التي يواجهها الفنانون والمفكرون في مصر التى يهيمن عليه الطابع الديني المحافظ على مدار الـ40 إلى الـ50 عامًا الماضية.
وتحدثت الصحيفة في تقريرها عن ملابسات الواقعة، والردود الحكومية وردود الفعال الشعبية على التمثال، فقد ذكرت الصحيفة ان الشارع المصري شهد حالة من السخط في بسبب الوضعية غير الملائمة التي ظهر عليها تمثال "أم الشهيد" الذي لم يُفتتح رسميًا بعد في أحد الميادين العامة في محافظة سوهاج التي تعد واحدة من محافظات الوجه القبلي التي يغلب على سكانها الطابع الديني المحافظ بدرجة تفوق سكان المحافظات الأخرى في مصر.
ويذهب بعض منتقدي التمثال الذي يصل ارتفاعه الـ8.5 متر إلى أن المنحوتة تظهر نوعًا من التحرش الجنسي مع سيدة يُفترض أنها ترمز لمصر، ويصور التمثال فلاحة نحيلة ترمز عادة لمصر، ممدودة الذراعين، وخلفها يقف جندي مرتديا خوذة، ينظر إلى كتفها، وقد طوقها بذراعيه.
وأمر محافظ سوهاج، أيمن عبد المنعم بفتح باب التحقيقات مع الجهة المكلفة بالإشراف على عملية نحت التمثال والممثلة في المجلس المحلي لمدينة البلينا، مؤكدًا على أنه كان ينبغي استشارة المحافظة قبيل البدء في نحت التمثال البالغ كلفته 250 ألف جنيه مصري.
وذكر عبد المنعم: “أحيانًا، تتصادم رؤية فنان مع ثقافة المجتمع، وإذا كان هدفنا معاملة المواطنين باحترام، لا ينبغي أن نفعل أي شيء يسيء لمشاعرهم، نحن جميعا نحترم جيشنا ووطننا".
النحات وجيه يني، 60 عامًا، بدأ عملية تعديل في التمثال، عبر إزالة الجندي ووضع فرع زيتون في يدي المرأة، كما سيشكل هلالا فوق رأس المرأة من خلال الحمام الأبيض الذي يرمز للسلام.
ودافع يني في تصريحاته لوكالة " أسوشيتيد برس" للأنباء عن الشكل الأصلي للعمل، مشيرًا إلى أن الجندي يمثل "روح الشهيد" الذي يحمي مصر.
وزاد: "لا زلت مقتنعًا بالفكرة الأصلية للتمثال، ولن تغير التعديلات منها شيئا، لكني أشعر وبصفة شخصية أنه من المهم بالنسبة لي أن يسعد الجميع بهذا التمثال."