11 عامًا على ذكرى حريق "ثقافة بني سويف" صاحب الـ50 شهيدًا
في مثل هذا اليوم من عام 2005 شهدت "بنى سويف" حادث رثت له جميع محافظات مصر، وكان ذكرى تركت طابعًا مُحزنًا فى نفوس الكثيرين منذ "11 سنة"، ففي مثل هذا اليوم اشتعلت النيران في "المسرح الثقافي" ببني سويف وفقدت مصر 50 مبدعًا من أبنائها الذين ذهبوا أنذاك لحضور عرضا مسرحيا وانتهت حياتهم بانتهاء العرض، وتركوا تساؤلات لم تتوقف حتى يومنا هذا، من المتسبب؟، من المهمل في تأمين منافذ الثقافة ومن المسئول عن وقوع تلك الحادث؟
بداية الحادث
بدأ الحادث عندما قامت مجموعة من المبدعين المصريين لحضور عرض مسرحي لفرقة "نادى طامية "بالفيوم، بقاعة الفنون التشيكلية الملحقة بقصر ثقافة بنى سويف، ليتفاجئوا بنهاية غير متوقعة وغير التي رتب لها مؤلف العرض لتأتي نهاية 50 فردًا منهم مع نهاية المسرحية بسبب سقوط "شمعة" من خلفية ديكور العرض أحدثت حريق في القاعة بأكملها حسب تقرير لجنة تقصي الحقائق وقتها، وكانت هناك محاولات لإخماد الحريق، لكن كرات اللهب تمسكت في الستائر والسجاد وجميع أنحاء القاعة، وكان من السهل عليها ذلك بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال في المكان، وتساقط "الفوم" المتحول لنيران سائلة من فوق رؤس الجمهور.
ووصلت رجال الإسعاف بعدها بساعات حالهم حال رجال المطافئ برغم تلقيهم استغاثات، الأمر الذي جعل الذين نجحوا فى الخروج من الحادث الذهاب للمستشفيات مستقلين سيارتهم أو سيرًا على الأقدام.
سيارة إسعاف واحدة
وذكر تقرير لجنة تقصى الحقائق التى شكلت وقتها أن الراحل حسن عبده مدير المهرجان، طلب من ادارة الدفاع المدنى تأمين المكان قبل العرض ولكنها لم تأمنه بالشكل اللازم، وحسب شهادات أهالي المتوفين، كانت هناك معاملة غير آدمية للجثث حيث كان يتم نقلها من المسرح إلى سيارة اسعاف واحدة وباستخدام كيس واحد مخصص لنقلها، وبعد أن اكتفت سيارة الإسعاف بالجثث استوقف الأهالي سيارة نقل وحملوا الجثث عليها، وفي المشرحة القوا الجثث جميعها على الأرض حتى وصل الأهالي ليروا أوجه المتفحمين وأجزاء منفصلة ملقاه بجوار بعضها.
ردود فعل المسئولين
كما جاءت بعد ردود الأفعال فى تقدم فاروق حسني وزير الثقافة وقتها باستقالته بعد أيام من الحادث، ولكن الرئيس السابق محمد حسني مبارك لم يقبلها،وشكلت لجنة تقصي حقائق من قبل جماعة أطلقت على نفسها "جماعة 5 سبتمبر" للوصول إلى ملابسات الحادث ومعرفة من الجاني.
وكرد فعل علي الحريق تم تشكيل لجنة تقصي حقائق من جماعة أطلقت علي نفسها "جماعة 5 سبتمبر" لمعرفة ملابسات الحادث ومحاسبة المسئولين عن وقوع تلك الحادث والإهمال في المحافظة على أراوح المواطنين، كما شكلت هيئة دفاع قانونية عن شهداء وضحايا الحريق للمطالبة بحقوق المجني عليهم.
حكم المحكمة حول الحادث
صدر حكم محكمة جنح بندر بني سويف فى عام 2006 ضد المتهمين المتورطين فى الحادث،هم مصطفي علوي رئيس هيئة قصور الثقافة وقتها و7 آخرين من الموظفين بالحبس لمدة 10 سنوات مع الشغل وكفالة 10 آلاف جنيه لكل منهم، كما الزمت المحكمة دفع تعويضات من قبل وزير الثقافة لأهالي الضحايا.
وفي مارس 2007 برأت محكمة جنح مستأنف بني سويف أربعة من المتهمين في الحادث، من بينهم مصطفي علوي، وتم تخفيف الأحكام ضد 4 متهمين آخرين، عادل فراج مصطفي فراج، مدير عام فرع ثقافة بني سويف والذي حكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، بهجت جابر محمد القباري، مدير قصر الثقافة بالسجن لمدة سنتين، وكلًا من سمير عبدالحميد حامد، رئيس قسم المسرح بقصر الثقافة سنة مع الشغل، ورجب عبدالله محمد عطوة أخصائي أمن بقصر ثقافة بني سويف سنة مع الشغل.
تصريحات وزير الثقافة عام 2012
وفي ذكرى هذا الحادث من عام 2012 جاءت تصريحات وزير الثقافة لوسائل الإعلام كالتالي، حيث أكد أن الحادث كان مأساويًا ويتمنى ألا يتكرر مره أخرى وقال إنه واجب على الدولة تأمين وحماية منافذ الثقافة، وكان رده حول عدم الوصول لهوية المتسبب فى هذا الحادث أو الوصول إلى الأسباب الحقيقة قائلا "المسألة متروكة للقضاء حيث أجرت النيابة تحقيقات وصدرت أحكام ولا تعليق على الأحكام، وطالب المواطنين أن من لديه معلومات جديدة لا يقدمها لوزير الثقافة وإنما يقدمها إلى النيابة فأنا لست طرفًا فى القضاء، وعلينا في النهاية أن نحترم الأحكام القضائية".