عاجل
الأربعاء 06 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بالفيديو.. "مكامير الفحم" أكل العيش على حافة النار.. اليومية تتراوح ما بين 40-70 جنيهًا.. في لعبة الدخان الحرق بعد الرص والتجفيف.. وعامل: الظروف تحكم ولا تحمي

جانب من الحدث فيديو
جانب من الحدث فيديو

ليس كل أبيض نقي، ولا كل أخضر نظيف، فهدوء الأفدنة الخضراء والطرق الزراعية في مصر ليس هو الطريق الذي في مخيلة الكثيرين ممن يظنون أن قاطني تلك البقاع ممن يهنأون ببيئة نقية وحياة رخية، وبال مستريح، ففي وسط الرقعة الخضراء تظهر السحابة السوداء، وبين الأفدنة الزراعية تكثر الأبخرة والدخان الصاعد من مكامير الفحم، التي يسهل أن تجعل منها شيطانًا يهلك النباتات والمحاصيل، أو ملاكًا مظلوم أهله وعماله و(أبنائه)، تدفعه اليومية ليعمل وسط الأدخنة الغازية الضارة والسامة، دون تأمين أو معاشات أو حق في العلاج، أمام مسئولين لا يعبأون ببعض أهال الحرف السُفلي ومتطلباتهم التي لا يُنظر إليها إلا وقت اشتعال الحرائق الكبرى.



مكامير فحم "الشرقية"

في مكامير الفحم بالشرقية، وعلى طريق مدينة الزقازيق، وسط الأراضي الزراعية والمباني السكنية، تواجدت كاميرا "العربية نيوز" لتسمع من البطل الحقيقي الذي يراه البعض ملاكًا فيما يراه الكثيرون شيطانًا.


فكرة المكامير

في البداية، أخبرنا خالد محمد أحد العاملين بالمكمرة عن طبيعة المهنة، فقال نأتي بقطع أخشاب الأشجار، ثم يترك ليجف فترات زمنية طويلة، ثم يُرص ويحرق آخذًا مراحل مطولة حتي يطفأ ويتفحم بعد التنشيف.

وأضاف محمد "أن الفحم في النهاية يتم بيعه داخل مصر أو التصدير حسب قدرات صاحب المكمرة وإمكاناته وعلاقاته".


اليومية تحكم ولا تحمي

ومن جانبه، قال الحاج محروس أحد الذين أضناهم العمل بالمهنة، إن العديد ممن امتهنوا المهنة منذ زمن قد تركوها غير قادرين على تحمل متاعبها، موضحًا أن اليومية تتراوح في الغالب بين 40 جنيهًا للأطفال، 50 للشباب، و70 للرجال، بالاضافة إلى الأكل والشراب وقت العمل.

وأضاف الحاج أنه لا توجد تأمينات ضد الإصابات الواردة بشدة في هذه المهنة، مؤكدًا أنهم لا ينعمون بما يهنأ به عمال المصانع والشركات من تأمينات ومعاشات وعلاج وإجازات.


كارثة المكامير

من خلال الجولة داخل المكمرة، وما يحيط بها لوحظ أن مكامير الفحم تمثل خطرًا فادحًا على العاملين بها والقاطنين بجوارها، وبسؤال العاملين وأصحاب المكامير انحصرت الإجابات بين أن المسئولين كثيرًا ما وعدوا بتأسيس المناطق التي تسمح بتواجد المكمرة كالمناطق الجبلية، لكن لا حياة لمن تنادي، وكما ذكرنا سلفًا، لن نشعر بالمكامير إلا عند اشتعال الحريق!.