عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

هل تستغل مصر رئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي في حل النزاعات؟.. دبلوماسي سابق: مؤشر قوي لعودتها لريادة القارة السمراء.. أستاذ تفاوض دولي: "ملف إثيوبيا" في مقدمة الأولويات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي..مجلس السلم والأمن الإفريقي أرشيفية

استلمت مصر رئاستها لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، والممتدة على مدار شهر سبتمبر الجاري بأكمله، وذلك في إطار العضوية المصرية بالمجلس الأفريقي، والتي بدأت منذ شهر أبريل 2016 ولمدة ثلاث سنوات مقبلة، بحيث يمثّل مصر داخل أروقة المجلس، السفير أبوبكر حفني محمود، سفير جمهورية مصر العربية بأديس أبابا ومندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الإفريقي.

وظهرت بعض التساؤلات حول دور مصر فى حل القضايا والنزاعات الإفريقية من خلال رئاستها لمجلس الأمن الإفريقى، وكذلك حل أزمة الصراع المائي مع الجانب الإثيوبي.

تعريف مجلس السلم والأمن الإفريقي

مجلس السلم والأمن الإفريقي هو جهازٌ تابعٌ للاتحاد الإفريقي والمسؤول عن تنفيذ قرارات الاتحاد وهو مشابه إلى حد ما لمجلس الأمن الدولي ويتم انتخاب الأعضاء من قبل جمعية الاتحاد، ويتكون المجلس من خمسة عشر بلدا، منها خمسة بلدان يتم انتخابها كل ثلاث سنوات، وعشرة دول لمدة سنتين، ويتم عقد المجلس فى العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا".

وقد تم اقتراح إنشاءه من قِبَل الأعضاء الأفارقة في مؤتمر قمة لوساكا عام 2001، ليتم إنشاؤه عام 2004، بعد اعتماده من الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي يوليو 2002، بموجب بروتوكول القانون التأسيسي، وعرف المجلس بأنه المحقق للأمن الجماعي للشعوب الإفريقية، ودوره الإنذارات المبكرة للدول والأنظمة في الوقت المناسب للأزمات والصراعات الناشئة بالقارة، كما يسند البروتوكول مسؤوليات أخرى إلى المجلس، تشمل منع وإدارة وتسوية الصراعات، ووضع سياسيات للدفاع المشترك، وإعادة بناء وتأسيس السلام بعد انتهاء الصراعات.

الهدف من المجلس

تم إنشاء المجلس من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في القارة وحماية وحفظ حياة وممتلكات ورفاهية الشعوب وبيئتها، وكذلك خلق الظروف المواتية، وترقب ومنع النزاعات، وفي حال حدوث النزاعات تكون مسؤولية مجلس السلم والأمن تولي مهام إحلال وبناء السلام لتسوية هذه النزاعات، وتعزيز وتنفيذ الأنشطة المتعلقة ببناء السلام، وإعادة التعمير في فترة ما بعد النزاعات، وذلك لعدم تجدد أعمال العنف، كما يهدف المجلس للتنسيق بين الأعضاء في مكافحة الإرهاب الدولي بكافة جوانبه.

ترشح مصر للمجلس

لقد سبق لمصر الترشح للمجلس عن مقعد السنتين للفترتين 2006 – 2008، و2012 – 2014، لكن العضوية الأخيرة لم تكتمل؛ نظرًا لتعليق عضويتها في عام 2013، وبعد ثورة يونيو، علق مجلس السلم والأمن الإفريقي مشاركة مصر في المنظمة الإفريقية، وهو القرار الذي عدل عنه بعد مرور 11 شهرًا، وبالتحديد في يونية 2014.

قامت مصر بالترشح لمقعد الثلاث سنوات في مجلس السلم بعد غياب سنتين عن المجلس وقد نجحت في الانضمام إلى عضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي لمقعد الثلاث سنوات "2016 – 2019" عن إقليم الشمال، وذلك بتأييد 47 دولة من دول الاتحاد الإفريقي، وذلك خلال اجتماع المجلس التنفيذي الوزاري للاتحاد الإفريقي المنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ويأتي فوز مصر بالعضوية استكمالًا لجهود ونجاحات الدبلوماسية المصرية.

عودة لريادة مصر الإفريقية

يقول السفير جلال الرشيدي، سفير مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا، لـ"العربية نيوز" إن رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الإفريقي يعكس مدى الدعم الكبير للدول الإفريقية لمصر، ومدى ثقتهم في الرؤية والقيادة المصرية، وكذلك رؤية مصر نحو الدول الإفريقية، لافتا إلى أن مصر في الفترة الأخيرة عادت بقوة تجاه القضايا الإفريقية وبالتالي سيكون للدبلوماسية المصرية دور كبير في حل بعض النزاعات والمشاكل الموجودة في الكرة منذ سنوات.

وأكد سفير مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا، أن مصر تراجع دورها في السنوات السابقة خاصة وقت ثورة يناير مع عدم وجود قيادة ورؤية ثابتة للدولة، إلا أن الوقت الراهن يشهد تطويرا كبيرا في العلاقات المصرية مع الدول الإفريقية، كما أن مصر سيقع على عاتقها مسؤلية كبيرة بعد أن ترأست مجلس السلم والأمن الإفريقى.

سد النهضة في مقدمة الأولويات 

وأوضح الدكتور حسن وجيه أستاذ التفاوض الدولي، أن مصر الآن في ظروف أفضل في علاقتها مع الدول الإفريقية، لافتا إلى أن مصر أصبح قريبة بشكل كبير إلى الدول الإفريقية، الأمر الذي سوف يساعدها في حل القضايا المصرية بشكل خاص وعلى رأسها أزمة سد النهضة مع الجانب الإثيوبى، وكذلك مع باقة دول حوض النيل.

وأضاف أستاذ التفاوض الدولي، لـ"العربية نيوز" أن مصر أصبحت مسؤولة عن الدول الإفريقية بشكل كبير بعد أن أصبحت عضوا في مجلس السلم والأمن الإفريقي وكذلك بعد عضويتها الغير دائمة في الأمم المتحدة، فهذه مسؤولية كبيرة كما أنها تعبر عن مدى ثقة الدول الإفريقية في مصر.