أزمات حسمها الجيش.. "لبن الأطفال" أبرزها.. لماذا عجزت الحكومة عن حلها؟.. خبير عسكري: الأمن القومي يشمل القوة والاقتصاد والسياسة.. وآخر: نفقد الانضباط في المؤسسات العامة
أزمات عديدة تشهدها البلاد في الآونة الأخيرة، وسط تجاهل الحكومات الحالية وفشلها في إيجاد حلول جذرية للخروج من الأزمة مما أدى إلى تدخل الجيش في أكثر المشكلات والتي لم تكن الأولى تدخل بها الجيش والذي ثار العديد من التساؤلات هل استبدل الجيش وظيفته في حماية البلاد وفرض الأمن وتولى دور الحكومة؟
وكان آخرها مشكلة "ألبان الأطفال" التي أثارت جدلًا واسعًا بعد اختفاء عبوات الألبان وخروج الأمهات وسط تظاهرات، أمام مقر الشركة المصرية لتجارة الأدوية اعتراضًا على عدم توافر "علب لبن الأطفال" وارتفاع سعرها بنسبة 60% وتدخل الجيش لحل الأزمة وضخ 30 مليون علبوة مع تخفيض يصل لـ50%
ورصدت "العربية نيوز" الأزمات التي تدخل فيها الجيش:-
1- أطباء مطروح:-
تدخلت القوات المسلحة، في حل أزمة أطباء مستشفى الحمام بمطروح، عقب الاشتباكات التي حدثت بين المواطنين والأطباء داخل المستشفى وأدت إلى إحداث تلفيات بالمستشفى وإصابة عدد كبير من الأطباء.
2- إضراب سائقي النقل العام بالإسكندرية:-
دفعت القوات العسكرية، بأتوبيسات إضافية على المسارات الرئيسية لسد العجز وتقديم الخدمة للمواطنين في الإسكندرية، لحين الانتهاء من الأزمة وقام المئات من العاملين بهيئة النقل العام بالإسكندرية في إضراب كامل عن العمل، محتجين على رد فعل نائب محافظ الإسكندرية برفض مقابلتهم، وعدم وفاء رئيس هيئة النقل العام بتنفيذ مطالب العاملين، وأغلقوا جميع جراجات النقل العام "سيدي بشر والعجمي وسموحة ومحرم بك"، ومنعوا السيارات من الخروج منها.
3- أزمة القمامة:-
حيث أدخلت وزارة الدفاع فيما يقرب من 50 سيارة للمساعدة في تنفيذ أعمال النظافة إذ قررت وزارتا البيئة والدفاع التعاون مع محافظة الجيزة للتصدي لمشكلة النظافة، في شوارع وميادين الجيزة.
4- أزمة عمال شركة حديد عز:-
نجحت في حل إنهاء المشكلة التي نشبت بين إدارة شركة الوطنية للصناعات الحديدية بالسويس و650 عاملًا بالشركة بعد أن قررت إدارة الشركة صرف الأرباح للعاملين، حيث عقد الجيش بالسويس اجتماعا مشتركا بين ممثلي العاملين والإدارة وانتهى الاجتماع بحل الأزمة والتوقيع على قرار صرف الأرباح المتأخرة.
5- ضبط الأسعار:-
وذلك حين أشار الرئيس إلى أن القوات المسلحة تدخلت كطرف في السوق للعمل على كبح الأسعار وطرح سلع ضرورية للمواطنين بأسعار تقل عن السوق الخارجية بأكثر من 40% عن مثيلاتها.
6- إطفاء الحرائق:-
عادة ما تدفع القوات المسلحة معدات للمساعدة في السيطرة على الحرائق. وتساعد قوات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق.
7- أزمة اللحوم:-
قامت القوات المسلحة بالتدخل لحل أزمة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في محافظة الوادي الجديد، حيث ارتفع سعر كيلو اللحوم إلى أكثر من 90 جنيهًا.
الأمن القومي يشمل القوة والاقتصاد والسياسة
قال اللواء نبيل فؤاد الخبير العسكري، إن أكثر ما يقوم به الجيش الآن ليس له علاقه به، ولكن الجيش أحد الأجهزة الرئيسية المسئولة عن الأمن القومي للدولة.
وأضاف فؤاد في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن الأمن القومي لا يعني القوة العسكرية فقط بل يعني القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية وهذا هو المعنى العلمي للأمن القومي.
وتابع الخبير العسكري، إذا كان هناك مشكلة تواجه أمن البلاد كمشكلة "ألبان الأطفال" الذي اختفى وتدخل الجيش بحل الأزمة منوهًا بأن حلول الجيش تختلف عن باقي أجهزة الدولة فهي تقدم الحلول المنجزة لافتًا إلى أن رغم ذلك ليس على القوات المسلحة التدخل لأنه يزيد من أعباء مهماتهم.
الجيش يحمل المسؤوليات على عاتقه للخروج من الأزمة
قال اللواء نبيل أبوالنجا الخبير الاستراتيجي، إن تدخل الجيش لحلول الأزمات يرجع إلى أن الجيش شريحة من نسج الوطن وتدخل للخروج من الأزمات مؤكدًا أن القوات المسلحة تحاول علاج التقصير نحو المؤسسات الأخرى.
ونوه أبوالنجا في تصريحات لـ"العربية نيوز" بأن الجيش يقدم كل ما لديه للنهوض بالبلاد ويحمل مهام صعبة على عاتقيه مؤكدًا أن مشكلة ألبان الأطفال الأخيرة جاءت بعد احتكار مافيا التجار لها مشيرًا إلى أن لا يوجد فرق بين شرطة وجيش وإعلام والمؤسسات تكمل بعضها في مهامها.
وتابع أن الاتهامات التي تم توجيها إلى القوات المسلحة أثارت غضبي فالجيش لا يمكن أن يصطنع تلك الأزمات، مؤكدًا أن الجيش ليس بحاجة لأعمال تبرز مجهوداته فيكفي إنهم يحمون البلاد حتى يعمها الاستقرار، لافتًا إلى أن المؤسسة العسكرية من المؤسسات المنضبطة الملتزمة ونفتقد نحن ذلك في باقي الأجهزة بالدولة.