مؤتمر الشيشان يهدد العلاقة بين مصر والسعودية.. توصيات شيخ الأزهر أغضبت علماء المملكة.. أزهريون: خطوة نحو التخلص من الأفكار الإرهابية.. "قزامل": الفكر الوهابي مرجعية للمتطرفين
يبدو أن هناك أزمة جديدة بدأت تظهر على الساحة في الأيام الأخيرة بين مصر والسعودية، لكن هذه المرة يعد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أحد أركانها، خاصة بعد حضوره مؤتمر الشيشان، الذي أقيم في العاصمة "جرزوني" تحت عنوان من هم أهل السنة والجماعة؟، والذي يهدف لتعريف هوية "أهل السنة والجماعة"، الأمر الذي أثار غضب التيارات السلفية، خاصة السعودية، التي تم استثناؤها من الحضور.
توصيات المؤتمر
وخرجت توصيات المؤتمر أن أهل السنة والجماعة هم "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً"، واعتبر المشاركون أن المؤتمر يمثل "نقطة تحول هامة وضرورية لتصويب الانحراف الحاد والخطير الذي طال مفهوم أهل السنة والجماعة، إثر محاولات اختطاف المتطرفين لهذا اللقب الشريف، وقصره على أنفسهم، وإخراج أهله منه"، لكن هذا المؤتمر استثنى في توصياته التيار السلفي من التعريف، بجانب عدم إدراج أي مؤسسة دينية تابعة للسعودية.
توظيف الأزمات لتوجهات سياسية
على خلفية ما حدث فى المؤتمر وما خرج من توصيات، حذرت هيئة كبار العلماء السعودية من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، مؤكدة أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء.
وأضافت الهيئة الدينة السعودية في بيان لها تعليقًا على البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد بمدينة جروزني- الشيشان، أنه "ليس من الكياسة ولا من الحكمة والحصافة؛ توظيف المآسي والأزمات لتوجهات سياسية، وانتماءات فكرية، ورفع الشعارات والمزايدات والاتهامات والتجريح، محذرة من النفخ فيما يشتت الأمة ولا يجمعها، وعلى كل من ينتسب إلى العلم والدعوة مسؤولية أمانة الكلمة، ووحدة الصف، بخلاف أهل الأهواء الذين يريدون في الأمة اختلافًا وتنافرًا وتنابذًا؛ يؤدي إلى تفرق في دينها شيعا ومذاهب وأحزابًا".
وعلق الكاتب المعروف، محمد آل الشيخ، الذي غرّد عبر تويتر بالقول: "مشاركة شيخ الأزهر بمؤتمر غروزني الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع مصر فوطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب.. كنا مع السيسي لأن الإخوان والسلفين المتأخونين أعداء لنا وله، أما وقد أدار لنا ظهر المجن في غروزني وقابلنا بالنكران فليواجه مصيره منفردا".
واعتبر آل الشيخ أن المؤتمر يستهدف المملكة وبوضوح، متهمًا الاستخبارات الإيرانية والروسية بالوقوف خلفه لإخراج المملكة من أهل السنة والجماعة، وختم بالقول: "اختلف مع المتطرفين الغلاة ونالني منهم الكثير لكن إذا تعلق الأمر بتقزيم الوطن وتهميشه سأتحول الى أكبر متشدد؛ فالوطن قضية موت وحياة في معاييري".
وعلق على هجوم المملكة السعودية على مؤتمر أهل السنة والجماعة، الدكتور عبدالغفار هلال عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وعضو مجلس الشؤون الإسلامية، قائلا: مؤسسة الأزهر الشريف لا تستبعد أحد من المسلمين في هو منارة الإسلام في كل دول العالم على مر العصور، لافتا إلى أن الأزهر لا يكفر أي ملة أو جماعة إلا بوجود دلائل قاطعة، مؤكدا أن الفكر الوهابي لا يمكن اعتماده على أنه من أهل السنة والجماعة.
وأضاف عضو مجلس الشؤون الإسلامية، لـ"العربية نيوز"، أن شيخ الأزهر من خلال جولاته الخارجية يحاول أن ينشر الدين الإسلامي الوسطي الصحيح، وحماية الشباب المسلم من الوقع تحت تأثير الفتاوى المضللة والأفكار التكفيرية والتطرفة، لافتا إلى أن الفكر الوهابي متشدد في طبعه، فيجب على الأزهر أن يتصدى لكل الأفكار المتشددة خاصة الجماعات والفرق التي تعتمد على تكفير من يخالفها.
الفكر الوهابي مرجعية التنظيمات الإرهابية
وأكد الدكتور سيف رجب قزامل عميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر، أن زيارات شيخ الأزهر الخارجية لا يمكن لأحد إنكارها وإنكار تأثيرها في تغيير وجهة نظر العالم عن الدين الإسلامي التي تشوهت في الفترة الأخيرة بسبب ما كانت تنشره الجماعات الإرهابية، لافتا إلى أن استبعاد الحركة الوهابية من مؤتمرات الأزهر الشريف أمر جيد لا يمكن هجوم الأزهر عليه ولا يمكن اعتباره تقسيم للأمة.
وأضاف عميد كلية الشريعة، لـ"العربية نيوز"، أن تعدد المذاهب في المنطقة العربية هو من أشعل الفتن والحروب بين المسلمين، مؤكدا أن التنظيمات الإرهابية أخذت الفكر الوهابي مرجعية لها، فكان واجب على الأزهر أن يتصدى لهذه الأفكار التي تواجه الأمة.
التصدي للأرهاب
بينما قال الدكتور محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن "زيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لجمهورية الشيشان جاءت علامة فارقة في تاريخ هذا البلد الذي خرج رئيسًا وقادةً وشعبًا ليعبر عن فرحته بمقدم شيخ الإسلام والمسلمين".
وأضاف عفيفي في تصريح صحفي، أن تلك الزيارة جسّدت عالمية الأزهر ورسالته التي ينشرها في العالم من خلال تعليم الوافدين وتقديم المنح الدراسية لهم، ودور مبعوثي الأزهر في مختلف أنحاء العالم. كما أنها تأتي في إطار الدعم الخارجي الذي يقدمه الأزهر للمسلمين في العالم لأجل مواجهة الإرهاب والعنف والقتل باسم الدين وتكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم.