السيسي يزور الهند للمرة الثانية خلال عام.. "جوهرة التاج البريطانية" تجمعها علاقات طيبة مع رؤساء "المحروسة".. البداية مع عبدالناصر.. "نيودلهي" دعمت السادات في مبادرة السلام.. ومنحت مبارك جائزة "نهرو"
خطوة جديدة في التعاون المشترك بين مصر الهند يخطوها الرئيس عبدالفتاح السيسي نحو علاقات ثنائية وترابط قوى بين البلدين، من خلال الزيارات الرسمية التي يقوم بها، حيث بدأت اليوم زيارة الرئيس للهند والتي ستستمر ثلاثة أيام متتالية قبل انعقاد قمة العشرين فى الصين.
وتأتى هذه الزيارة في إطار حرص البلدين على تعزيز الروابط والعلاقات على جميع الأصعدة، وتتلخص هذه الزيارة عن اتفاقيات ثنائية على الصعيد الاستراتيجي والتجاري وتشجيع المستثمرين على إقامة مشروعات استثمارية داخل مصر.
تاريخ العلاقات المصرية الهندية
فالعلاقات الهندية المصرية ليست وليدة الآن، ولكن تمتد جذورها لسنوات طويلة مضت حيث جمعتهم حركة عدم الانحياز في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وصولا بعهد الرئيس السيسي والذي جائت زياراته لتشهد على استمرار العلاقات الودية بين البلدين.
جمال عبدالناصر
جائت زيارة الرئيس جمال عبد الناصر في الخمسينات إلى الهند في إطار الوساطة لتحسين العلاقات بين نيودلهي وإسلام آباد في النزاع حول"كشمير"، مما منع وقوع حرب دولية بين البلدين.
ففي مطلع السيتينات كانت لعبد الناصر زيارة أخرى للهند وتقابل حينذاك مع أنديرا غاندي رئيسة الوزراء، وزار حينها مآثر إسلامية في نيودلهي، وألتقطت لهما صورة تارخية أثارت ضجة حينها، حيث توضح الصورة"أنديرا" وهى تضع يدها على عينها وكأنها تبكي، وعُرف السبب فيما بعد بأن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أشاد بتاريخ والدها وأنه لن ينسى له موقفه أثناء زيارته لمصر قبل عدوان 56.
السادات
واستمرت العلاقات الودية بين مصر والهند بعد تولي
الرئيس الراحل أنور السادات رئاسة الجمهورية كما أيدت الهند مبادرة السلام للرئيس
السادات في نوفمبر 1977، ووصفت زيارته للقدس بأنها شجاعة وايجابيه. واعتبرت
اتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية عام 1979 خطوة أولى في طريق التسوية العادلة
لمشكلة الشرق الأوسط.
محمد حسني مبارك
وقام الرئيس المخلوع حسنى مبارك بزيارة الهند عامي
1982 و1983 لحضور قمة عدم الانحياز، كما منحت الهند مبارك جائزة جواهرلال نهرو
للسلام والتفاهم الدولي لعام 1995.
وفيما يتعلق بالقضايا الدولية، يجري التنسيق بين مصر
والهند على نحو وثيق من خلال الاجتماعات الثنائية، وأيضًا الاجتماعات في المنتديات
الدولية، خاصة حركة عدم الانحياز، ومجموعة الـ 15، وتلتزم مصر بموقفها الثابت في
منظمة المؤتمر الإسلامي من أن الهند وباكستان عليهما حل مشاكلهما حول إقليم كشمير
من خلال الحوار السلمي.
زيارة المعزول
وجائت زيارة الرئيس المعزول محمد مرسي في إطار توطيد الإستثمارات والمشروعات المتبادلة بين الطرفين وشدد على اهتمام مصر العميق بالانضمام إلى تجمع "البريكس "، الذي يضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا لتحريك الاقتصاد المحلي.
وأشاد "مرسي" بالاقتراح الخاص بإنشاء بنك "البريكس"، الذي سيدعم الدول لتحقيق معدلات نمو أعلى، وليكون بمثابة دور مكمل لصندوق النقد والبنك الدوليين والمؤسسات المماثلة.
خريطة العلاقات
الاقتصادية
تتمثل أهم الصادرات المصرية للهند في البترول الخام
ومنتجاته، الغاز الطبيعي، بجانب القطن المصري، وبعض بزور المحاصيل الزراعية،
والفحم والفسفات المصرى، بجانب الرصاص وبعض المعادن الأخرى.
وتتمثل أهم الواردات المصرية من الهند في التبغ وقطع
غيار السيارات والمحركات، بعض المنتجات البترولية، بجانب اللحوم والسيارات
والاطارات.
وتبلغ الاستثمارات الهندية في مصر حوالي 2.5 مليار
دولار، تشمل استثمارات في الغزل والنسيج والبترول والبتروكيماويات.