"ديلما روسيف" رئيسة البرازيل المعزولة.. سنوات من الحنكة السياسية قضى عليها مجلس الشيوخ
تعتبر" ديلما فانا روسيف" المولودة في 1947، هي الرئيس السادسة والثلاثين للبرازيل منذ الأول من يناير عام 2011، وهي أول امرأة برازيلية في المنصب، وهي عضو في حزب العمال البرازيلي، عينت كوزيرة لشئون الرئاسة عام 2005 من قبل الرئيس لولا دا سيلفا، لتصبح أول امرأة تتولى ذلك المنصب.
رشحت لرئاسة البرازيل في الانتخابات الرئاسية البرازيلية لعام 2010 وفازت بنسبة 58% من إجمالي الأصوات مقابل حصول منافسها مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرازيلي المعارض جوزيه سيرا على نحو 44% من الأصوات في الجولة الثانية، وتسلمت المنصب رسميًا في الأول من يناير 2011.
النشأة
ولدت ديلما في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية لأب مهاجر بلغاري، والتحقت بصفوف أقصى اليسار وناضلت ضد سياسة القمع التي انتهجها الحكم الاستبدادي، فأمضت ثلاث سنوات من حياتها في السجن واستعادت حريتها سنة 1972.
التدرج السياسي والوصول للسلطة
درست الاقتصاد وهي في حزب العمال وأيّدت التيار المعتدل فيه، ثم عيّنها الرئيس دا سيلفا وزيرة الطاقة، حت كلفها بتشكيل الحكومة بعد استقالة عدد من أصحاب الأسماء الكبرى بسبب فضيحة فساد هزّت البلاد.
واجهت حكومة ديلما روسيف احتجاجات واسعة في يونيو 2013، كان رفع أسعار تذاكر النقل العام شرارتها، وفي 20 يونيو نزل إلى الشوارع نحو 800 ألف متظاهر.
وفي أول خطاب لها، وعدت ديلما روسيف بميثاق كبير لتحسين الخدمات العامة، ولاحقًا دعت إلى استفتاء شعبي لتشكيل جمعية تأسيسية لإجراء "إصلاح سياسي".
وخلال أربع سنوات من دورتها الرئاسية، تابعت روسيف المعركة التي بدأها لولا لمكافحة التفاوت الاجتماعي في البرازيل، لكن اداءها خلّف خيبة أمل لدى بعض البرازيليين لا سيما في الشق الاقتصادي، ومع ذلك أعيد انتخابها عام 2014م.
منعطفات نحو الإقالة
تم إيقاف رئيسة البرازيل ديلما روسيف عن ممارسة مهامها الدستوريّة، ولم يفيدها نفيها جميع التهم الموجهة إليها في إطار إجراءات عزلها في شيء، مصرحة بتحذيرات في الوقت ذاته من تعرض الديمقراطية في البلاد لخطر.
فقالت روسيف، خلال الكلمة التي ألقتها في مجلس الشيوخ دفاعا عن نفسها: "نحن أمام انقلاب".. وأضافت في معرض دحض الاتهامات الموجهة إليها بالتلاعب في أرقام الموازنة العامة لتجميل العجز: "لم أرتكب جريمة تخالف مسئوليتي".
وكانت أغلبية الثلثين المطلوبة لعزل روسيف متوافرة بالفعل بالمجلس التشريعيّ، وذلك لأسباب منها أن الكثيرين لم يعودوا يثقون في قدرة روسيف على انتشال البلاد من الركود الذي أصابها منذ سنوات.
وألمحت روسيف لأعضاء مجلس الشيوخ بأنهم لا يريدون أن تتولى امرأة أعلى منصب في البلاد، وذكرت بالفترة التي عاشتها في أقبية التعذيب أثناء الحكم الدكتاتوري كما ذكرت أنها نادت دائما بمجتمع حر وعادل، وأصبحت مهددة بالإقالة من قبل حكومة غير شرعية.
الكارت الأخير
أغلق أنصار رئيسة البرازيل ديلما روسيف، الموقوفة عن العمل، الطرقات في مدينة ساو بأولو، قبيل تصويت مجلس الشيوخ بشأن عزلها من منصبها، بحسب تقارير إخبارية، اليوم الأربعاء، 31 أغسطس 2016.
وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي) أن تظاهرات مؤيدة لـ"روسيف" انطلقت أمس الثلاثاء في مدينة سان بأولو، الأمر الذي قابلته الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
"النهاية"
لم يفد ديلما محاولات تظاهرات البعض، فصوت مجلس الشيوخ البرازيلي لصالح عزل الرئيسة ديلما روسيف من منصبها بأغلبية 61 صوتًا إلى 20، فأنهى عزل روسيف تولي حزبها اليساري، حزب العمال، للسلطة التي يتولاها منذ 13 عامًا، حيث صوت أكثر من ثلثي عدد أعضاء المجلس لصالح عزل روسيف، وهو النصاب القانوني للموافقة على القرار.
ما بعد "ديلما روسيف"
من المفترض أن يتولى ميشيل تامر القائم بأعمال الرئيس، الرئاسة حتى نهاية المدة الرئاسية لروسيف في الأول من يناير 2019، ومن المتوقع أن يؤدي تامر، رئيس حزب "الحركة الديمقراطية" يمين الوسط، اليمين القانونية في الساعات القليلة المقبلة.