عاجل
الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الإسلام يتبرأ من براثن الجماعات المتطرفة.. الكاتبة البريطانية سارة خان: أبناء الدين الحنيف عليهم تصحيح صورة العقيدة.. سامح عيد: إساءة تفسير القرآن أفرز "داعش".. الخرباوي: البخاري نكبة أصابت الأحاديث

 ثروت الخرباوي و
ثروت الخرباوي و سامح عيد

بعدما قالت الكاتبة البريطانية المسلمة سارة خان الناشطة في مجال حقوق الإنسان، حسب ما نشرته وكالة رويترز بالأمس، إن مكافحة تنظيم داعش تقع عاتقها على المسلمين، مضيفة أنه يمكن فقط مواجهة عنف التنظيم الإرهابي إذا قام المسلمون بالدفاع عن عقيدتهم وإظهار الإسلام الحقيقي، فأعلنت في كتاب جديد لها إن مكافحة تنظيم داعش تحتاج تطوير نقاش ديني مضاد للتطرف العنيف، داعية إلى نشر تعاليم الدين المضادة لأيديولوجية الإسلاميين، ذلك فى سبيل وقف تجنيد الشباب البريطاني المسلم من قبل الجماعات الإسلامية، فكيف تحولت صورة الإسلام الحقيقة إلى صورة يظهر بها هذا اللبس المشين؟

مزيد من الديمقراطية
وتقول خان في كتابها "المعركة من أجل الإسلام في بريطانيا"، إن مواجهة أي نوع من التطرف تكمن في نصرة حقوق الإنسان الأساسية وتحقيق الديمقراطية، وكلاهما لا يتناقض مع الإسلام". مضيفة "إذا أردنا أن يكون لدينا أي أمل في هزيمة التطرف الإسلامي، يجب علينا جميعًا حماية الأرض الوسطي بيننا".

التفاسير المغلوطة للقرآن أفرزت داعش
فيقول سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إن ما يشاع عن الخلط في رسالة الإسلام العالمية بعد التشويه الممنهج من خلال داعش وأخواتها، يدفعنا إلى فكرة النصوص الدينية، والتي تنقسم إلى 3 نصوص أساسية، القرآن، والحديث، والفقه، والخلط يحدث في قطع ثبوت، أو ظنية النص.

وأضاف عيد أن القرآن قاطع الثبوت وظني الدلالة، لأن الدلالة ترجع إلى التفاسير الموضوعة، والتي صنعت في توقيت يؤدي إلى داعش، حيث الدولة العباسية وخصوصًا الأموية، والتي اتصفت بتوسيعات للإمبراطورية الإسلامية، وبالتالي الاحتياج إلى مقاتلين، ومجاهدين، فإذا اعتمدنا على التفاسير، سنجد أن الآية القرآنية لها ألف تأويل، والأزهر غير قادر على التنقية والتمحيص، لأنه لا يتعلق بالتراث والتاريخ فقط، بل وصل إلى درجة التقديس، فيدافع عن دولة معاوية، ويزيد، والدولة العباسية، والعثمانية، والذي اتسموا بالثيوقراطية، والأوتوقراطية، وحكم الفرد كعصور استبدادية، ولا أعتقد أن الأزهر قادر على التخلص من ذلك العبء. 

وأوضح الباحث في شؤون الجماعت الإسلامية أن شيخ الأزهر يضطر بالخارج على إعلاء الشق التسامحي للإسلام، مستشهدا بالآيات التي تؤكد ذلك، غافلا عن الآيات التي تكفر صراحة غير المسلم، أو الآيات التي تدعو إلى الجهاد والقتال، وأن تلك الآيات يجب أن تفسر في السياق التي صيغت فيه هذه الآية، وحقبتها التاريخية، وبالتالي لن نخرج من مأزق التأويل، إلا ببحث تاريخية النص، الذي بات للأسف الشديد أصل الفقه، والعديد من أصول الفقه يجب تحطيمها وتجاوزها في حقيقة الأمر، فالمفسرون والمشرعون، يعتبروا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وعليه يؤخذ النص القرآني على استقامته في عصرنا الحالي دون صياغة تاريخية لموقفه، فبالتالي بعض النصوص القرآنية إذا فسرت دون النظر التاريخية لنزولها، قد يدفع النص إلى داعش مباشرة.

"سدنة المعبد" أساءوا للدين بفرض تأويلاتهم
وأكد ثروت الخرباوي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، أن ما يشاع عن الخلط في رسالة الإسلام العالمية بعد التشويه الممنهج من خلال داعش وأخواتها، يرجع إلى بعض الشخصيات من سدنة المعبد، والذي أقاموا للإسلام معبد وكهنوت.

وأضاف "الخرباوي" أن الإسلام لم ينزله الله دينًا للخاصة ليحجبوا بعض أفكاره عن العامة، إنما ديًنا للعامة يحق لهم أن يعلموه ويفهموه ككل، موضحًا أنه قد تناقش من قبل مع 3 من شيوخ الأزهر، فوجدهم مؤمنين تمًاما بفساد علوم الحديث، وأن البخاري نكبة أصيب بها الإسلام، وعندما طالبهم بقول ذلك في الندوة رفضوا ذلك بحجة عدم إثارة البلبة للعامة والاكتفاء بقول ذلك إلى الخاصة.

وأشار الخرباوي إلى أنه لا يوجد منطق يقر أن يكون هناك جزء من الدين غير مفهوم، والله أعلن أنه لا يكلف نفًسا إلا وسعها، والفَهم من ضمن الوسع، فكيف نُعلن غموض جزء من الدين وأننا بانتظار من يعلمنا إياه، وبالتالي فإنه يجب أن يؤخذ عن الرسول ما لا يحدث لبس على المسلمين، خصوصًا إذا كان مخالفًا لنصوص القرآن، كحديث "أمُرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله"، والذي يعاكسه تمامًا النص القرآني "لا إكراه في الدين"، وحديث "بعثت بالسيف بين يدي الساعة".

وتابع الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن كُتب الأحاديث تحتوي على أحاديث تختلف تماما مع عقيدة الإسلام، فلفظ القرآن ومعناه من عند الله، لكن الحديث معناه من عند الله كوحي واللفظ من عند الرسول، ولكن الحقيقي أن الحديث يروي من عندالراوي، فيجب إسقاط لفظ وعد اعتباره أنه من عند الرسول، فيجب إعادة النظر في الأحاديث، فالله عزوجل وضع التشريعات الدينية، إنما العديد من الأحاديث تشريعات اجتماعية قالها الرسول كرئيس للدولة الاسلامية آنذاك، فالحديث الشريف بحاجة لإعادة نظر، والتراث يجب أن لا يلقى في البحر، بل يؤخذ كوسيلة في كيف فكروا، ثم نفكر نحن لأنفسنا.

"داعش" أساءت لنبل الجهاد الإسلامي
وأوضح الدكتور محمد زكي، الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، أن ما يشاع عن الخلط في رسالة الإسلام العالمية بعد التشويه الممنهج من خلال داعش وأخواتها، أمر طبيعي بعد العديد من الأحداث المؤسفة التي زج بها البعض وألصقها باسم الإسلام.

وأضاف الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر، أن أمثال الدواعش وغيرهم من مروجي الأفكار المغلوطة عن الدين، خوارج ولا يسأل الدين، بوسطيته، وسماحته عنهم، ولكن يسأل عنهم، من دربهم، وأعدهم، ومدهم، ولوث فطرتهم، وعقيدتهم، ورعاهم في بلاده، وإن كانوا يستشهدون بنصوص من الدين الإسلامي، فإن أهواءهم، ومصالحهم، وعصبيتهم، هي من ساقتهم إلى ذلك التفسير المغلوط، الذي يغفل أسباب النزول، وعموميته.

وأكد زكي، أن الجهاد في الإسلام معناه الأوسع، والأعظم، والأكمل، أن ننتصر على النفس البشرية الأمارة بالسوء، التي تدعو إلى السوء، والفحشاء، وأن ننتصر على الشيطان، أما جهاد الاستخلاف فيعني اعتناء كل منا بمهام عمله في تعمير الكون.

وتابع، أن جهاد العدو الذي يغير على البلاد، ويتربص بالناس، ويغتصب عرضها، ويعيث في الأرض فسادا، فهؤلاء وهم كثر لا يقبل عاقل أن يقابلهم بالورد، والرياحين، بل أمرنا الإسلام برد عدوانهم بالقوة، والاستعداد لهم، لا للبدء بالعدوان، ولكن لرده وحفظ الأمة الإسلامية.