قصة كفاح وصعود مصر المقاصة لمصاف الأندية الكبرى
نادي مصر للمقاصة هو أحد أهم الأندية في الدوري المصري، والذى وضع اسمه وسط الكبار منذ أن وطأت قدمه الدوري الممتاز المصري بفضل نتائجه الملفتة وأدائه الرائع والثابت، والذي يسير بخطى تدريجية ممتازة جعلته في وقت قصير يحقق مركزًا متقدمًا في الدوري، وعلى أثره شارك في الكونفدرالية الأفريقية وحقق نتائج جيدة وتمثيلًا مشرفًا في الظهور الأفريقي الأول، ولاشك أن هذا النجاح ليس وليد الصدفة؛ ولكن هناك مقومات يعلمها الجميع متمثلة في رئيس النادي اللواء محمد عبد السلام الذي وضع كافة الإمكانيات لصالح الفريق والمدير الفني المتميز إيهاب جلال الذي استطاع في وقت قصير، أن يسطر تاريخًا لنفسه ولمصر المقاصة.
والحقيقة الرائعة أن هذا النجاح جعلني أبحث عن نشأة وتاريخ النادي، والتي قد لايعلمها الكثير من محبي ومتابعي كرة القدم المصرية تتمثل هذه الحقيقة في وجود الفارس وليد هويدي أحد أهم العلامات البارزة في تاريخ محافظة الفيوم، والذي استطاع وحده أن يجسد فكرته لواقع حقيقي يخدم بلدته ويضع أول فريق فيومي في الدوري الممتاز طوال التاريخ، نعود للحكايه والتي بدأت عام 1998 منذ أن قرر الشاب الطموح أن يخطوا أولى خطوات تحقيق حلمه بتأسيس نادي لكرة القدم وبالفعل بدأ في التجهيز للشروط المطلوب توافرها لتأسيس النادي، وتجهيز الجمعية العمومية التي كانت تتكون من عائلته ومعارفه ومن الأشخاص الموثوق بهم، وإنشاء ملعب لكرة القدم لخوض المباريات والتدريبات وبدأ النادي خوض المباريات الرسمية في الدرجة الرابعة للدوري عام 1999 تحت اسم نادي (هويدي).
ويرحع هذا الاسم لعائلة وليد هويدي، واسم قريته بعد استيفاء كل الشروط التي وضعها اتحاد الكرة، ودخوله الدوري بعد الأسبوع الرابع، ولم يحالفه التوفيق في الصعود في ظهوره الأول؛ ولكنه تحقق في العام الذي تلاه وصعد الفريق لدوري الدرجة الثالثة، واستطاع أن يحصل على المركز الأول ليصعد للدرجة الثانية؛ ولكن تعديل في جدول الدوري جعله يبقى بالدرجة الثالثة في وضعها الجديد، واستطاع وسط منافسة شرسة أن يصعد للدرجة الثانية عام 2004 بفضل اللاعبين المتميزين، وعلى رأسهم السيد حمدي لاعب الأهلى السابق؛ ليدخل فريق هويدي مرحلة الجد، والذي بات على بعد خطوة واحدة من دوري الكبار، وبدأت رحلة كفاح هويدي في الدرجة الثانية بتحقيقه المركز الخامس، في أول مشاركة ثم المركز الرابع بقيادة الدكتور جمال محمد علي في المشاركة الثانية، ثم المركز الثالث في المشاركة التالية بقيادة نجم الأهلي محمد عبد الجليل وسط صعوبات كبيرة جدًا، متمثلة في صعوبة توفير النفقات الخاصة بالملابس والانتقال بين بلاد الصعيد، وكذلك عقود اللاعبين، فوحده وليد هويدي استطاع أن يتحمل هذا العبء وسط رفض المحيطين به خوض هذه المغامرة التي قد تكون غير محسوبة؛ ولكن إصراره على مواصلة مشواره جعلته لا يقف مكتوف الأيدي أمام الصعوبات والمعوقات.
وبدأ "هويدي" في مراسلة المؤسسات والشركات لرعاية النادي، وكان له ما أراد عندما أتت شركة (سيراميك الفراعنة) كراعي النادي، وتحول اسم النادي لسيراميك الفراعنة في الدرجة الثانية مع المدير الفني كمال عتمان، ولم تستمر الفراعنة كثيرًا ليعود النادي للمشاركة مرة أخرى باسم هويدي قبل أن تأتى مصر للمقاصة في عام 2008 ويشارك الفريق للموسم السادس في الممتاز (ب) تحت قيادة فنية لحاوي الزمالك أحمد عبد الحليم والذي استطاع أن يصعد للدوري الممتاز ليبدأ (هويدي) أو المقاصة تحت المسمى الجديد تحقيق حلم الشاب الفيومي بالمشاركة وسط الكبار والمشاركة في بطولة أفريقيا، وليس هذا فحسب وإنما أصبح المقاصة يمد أندية الأهلي والزمالك بلاعبين متميزين كأيمن حفني وحسني فتحي ودونجا ومحمد مسعد وأحمد الشيخ وميدو جابر.. تحية وتقدير لنادي المقاصة ولرئيسه اللواء محمد عبد السلام، ولوليد هويدي النموذج المشرف والقدوة على رحلة الكفاح الناجحة والتي يجب أن تدرس للأجيال القادمة.