"ثوب البراءة في خطر".. "داعش" يستغل الأطفال في الإرهاب الأسود.. باحث إسلامي: رسالة لاستمرار التنظيم.. محلل سياسي: الاعتماد على الأشبال يهدف لاستخدامهم في عمليات التمويه
في مشهد جديد من مشاهد العنف والإرهاب التي ينتهجها تنظيم "داعش" الإرهابي، تظهر استراتيجية جديدة تحلق في الأفق، ألا وهي تجنيد الأطفال في التنظيم وتوظيفهم في تنفيذ العمليات الإرهابية، فبين الإرهاب والرصاص والتدريبات العسكرية نجد الأطفال قد خلعوا رداء البراءة والطفولة، مستخدمين الأسلحة والأحزام الناسفة حتى أصبحوا سلاحا فتاكا في يد أكبر تنظيم إرهابي في العالم.
فالتنظيم الإرهابي بات يعمل على تخريج جيل جديد من الإرهابيين يثق في ولائهم للتنظيم بجانب رسم ثقافتهم وأفكارهم المتطرفة بسهولة دون عناء فلم يجد أمامه سوى الأطفال، الأمر الذي يبشر بعمليات إرهابية أكثر قسوة وعنف، حيث كان آخرها تفجير غازي عنتاب الذي شهدته تركيا منذ أيام قليلة على يد أحد أطفال التنظيم.
تجنيد الأطفال دليل على استمرار "داعش"
فيقول طارق أبوالسعد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، لـ"العربية نيوز"، إن تجنيد "داعش" للأطفال يتم بعدة طرق منها تجنيد الأطفال الأسرى، وأطفال المناطق التي يتم السيطرة عليها، لافتا إلى أن التنظيم دائما يبحث عن الأطفال الذين يصلحون للدخول في التنظيم، مشيرًا إلى وجود أمير لهم يكون هو الوجهة والمعلم والمرشد الخاص.
وأضاف الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن التجنيد والقيام بالعمليات الإرهابية باستخدام الأطفال يدل على استمرار التنظيم، مضيفًا أن التنظيم يحرص على تجنيد الأطفال حتى يتم التأثير على أفكارهم وتكوينهم بسهولة.
وأوضح "أبوسعد"، أن الطفل في فترة التكوين عبارة عن طاقة ورصيد لذلك يجب الحرص عليه ومراعاته وتعليمه أن التنظيم لم يقم بأي شيء يفخر به بل يقوم بقتال المسلمين.
داعش" يمتلك خلايا
تحريضية في أماكن مختلفة بالعالم
وأكد أحمد بان، رئيس وحدة الحركات السياسية بمركز
النيل للدراسات الاستراتيجية، لـ"العربية نيوز"، أن تجنيد داعش للأطفال
لا يعني نقص المقاتلين في صفوف التنظيم، لكن هو طبيعي بعد غياب الدولتين سوريا
والعراق، حيث كان من الطبيعي أن يستغل التنظيم هذه الفرصة ويفتح هو مدارسه الخاصة
لتدريب الأطفال على القتال والعنف.
وأضاف رئيس وحدة الحركات السياسية بمركز النيل، أن
تنظيم "داعش" يعتمد على الصغار حتى يستطيع الحفاظ على ولائهم للتنظيم
وإحكام السيطرة عليهم، لافتًا إلى أن النمط الذي يعتمد عليه داعش في العمليات
المقبلة هو نمط التمويه.
وتابع: الأعمار المستخدمة من الأطفال يكون
لديها متعة الرغبة في قيادة المجهول، مشيرًا إلى أن التنظيم له خلايا تحريضية في
عدة أماكن بالعالم كما أنه يستخدم الإنترنت للتعبئة ونشر فكر التنظيم.
داعش يستخدم الأطفال
للتمويه
واعتبر الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في شئون
الجماعات الإسلامية، لـ"العربية نيوز"، أن تنظيم داعش بدأ يعتمد على
تجنيد الأطفال، فالأمر سهل للتنظيم كما يسهل إقناعهم بأن العمليات الإرهابية هي
طريقهم إلى الجنة، لافتًا إلى أن الأطفال دائمًا سيتساءلون عن الجنة والأعمال
الصالحة والسعي إليها، الأمر الذي يجعلهم ضمن جنود داعش بكل سهولة.
وأكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن تنظيم
داعش يحاول أن يبث رسالة للعالم من خلال تجنيدة للأطفال، مفادها أن التنظيم مستمر
رغم قتل العديد من أفراده، كما أن التنظيم الإرهابي يستخدم الأطفال في التمويه حتى
لا يثير الشكوك ضده، وبالتالي يسهل تنفيذ العمليات الإرهابية التي يخطط لها.