10 سنوات على رحيل أديب نوبل.. نجيب محفوظ الرجل الذي طعنه الإرهاب
هذه "حكاية حارتنا" أو حكايات حارتنا وهو الأصدق، "لم أشهد من واقعها إلا طوره الأخير الذي عاصرته، ولكني سجلتها جميعا كما يرويها الرواه"، اليوم هو الذكرى العاشرة لرحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ فرحل في 30 أغسطس 2006 بعد 20 يومًا من دخوله مستشفى الجيزة إثر ما يعانيه من مشكلات في الرئة والكليتين.
حواري الجمالية شاهدة على مولده
ولِد نجيب محفوظ وولدت فيه حواري الجمالية عام 19011، شاهدًا عليها ومؤرخًا عنها وعن شخصياتها وعطوفها في رواياته التي أصبحت دليلًا لمن يتوه في أزقتها، وأثرًا راسخًا في قلوب محبين وزوار القاهرة القديمة، جعل من سكان الحي شخصيات تاريخية كل واحد على حده، تستشف من وجوه من عاش زمن نجيب محفوظ على التاريخ والجلال وكأنه راوٍ للأساطير مختالا بمن ولد فيها وكتب عنها.
نشأته
نشأ نجيب محفوظ عبد العزيز بين أحضان أب موظف، وأم من عائلة أزهرية، بلغ السبع أعوام وقت اندلاع ثورة 19، وحصل على ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة وحضّر رسالة الماجيستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية وبعدها شُغِف بالأدب، ظل نجيب محفوظ موظفا حكوميا وأديبًا عالميًا حتى الممات، فبجانب كتابة الروايات عمل كموظف في السلك الحكومي كسكرتيرا في وزارة الأوقاف، ثم مديرا لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة نفسها، وانتقل بعد ذلك ليعمل مديرًا في مكتب الإرشاد ومن ثم مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية بوزارة الثقافة، وآخر منصب حكومي له كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، حتى انتهى إلى كاتب بالأهرام.
كان يحيط حياته الشخصية بسرية تامة حتى تصادف أن عرف صلاح جاهين أنه والد لفتاتين وعُرف إنه زوج وأب بعد 10 سنوات من زواجه، توقف نجيب محفوظ عن الكتابة في فترة ما بعد ثورة 23 يوليو، ولكنه شُغل بكتابة سيناريوهات الأفلام حينذاك.
أعماله الأدبية
نجيب محفوظ روائي محنك متمكن من اللغة العربية وبلاغتها، حتى أن بعض الجمل تقع في نفسك وقع اللذة والرغبة في إعادة الكلمات ببطء حتى تستوعب كيف صاغها وركبها بتلك القدرة من الإبداع والبلاغة، في بداية حياته ككاتب قال عن نفسه في افتتاحية رواية أولاد حارتنا "وكنت أول من اتخذ الكتابة حرفة في حارتنا على رغم ما جره ذلك من تحقير وسخرية وكانت مهمتي أن أكتب العرائض والشكاوى للمظلومين وأصحاب الحاجات، فأنني لا أكتب عن نفسي ولا عن متاعبي وما أهون متاعبي إذا قيست بمتاعب حارتنا".
وفي منتصف الثلاثينيات بدأ نجيب ينشر قصصة القصيره في مجلة رسالة، ونشرت روايتة الأولى عبث الأقدار، وبعدها توالت الأعمال الأدبية التي جسد بعض منها في شاشات السينما كزقاق المدق والميرامار وثرثرة فوق النيل والكرنك وغيرها من الأعمال، وعلى شاشات التليفزيون كحديث الصباح والمساء وحكاية بلا بداية ولا نهاية والحرافيش وقصر الشوق نهاية بأفراح القبة.
كان نجيب من زمرة الكُتاب اللذين تأثروا بثورة 19 وعاشوا نتائجها في ريعان شبابهم وخطّ ذكرها في أول جزء من ثلاثيته.
امتزجت كتابات محفوظ بين الصوفية التي جسدتها جليلو وراضية درويشات رواية حديث الصباح والمساء وبين الثورية والرفض التي جسدها حلمي حمادة وإسماعيل الشيخ وزينب دياب في رواية الكرنك، وما بين التاريخ والواقعية في أعماله.
كما جسد محفوظ معاناة جيل الشباب وتخبطاتهم وأحلامهم في قصة من مجموعته القصصية "الحب فوق هضبة الهرم"، ووصف فيها السرطان الذي يعيش في معظم البيوت المصرية ووصف معاناة من يتزوج بغير حب "إنه ليس زواج حب ولكنه زواج للشفاء من الحب أو تخفيف حدة جنونه".
محاولة اغتياله
بعد كتابة رواية أولاد حارتنا والتي منع نشرها كاملة ولم تر النور غير بعد 8 سنوات من كتابتها، حاول شاب اغتياله بطعنه في رقبته، حجز بعدها في المستشفى ونجا منها، وذلك بعد تحريض الشيوخ بإنه أهان الذات الإلهية وجسد إله في شخص الجبلاوي والأنبياء الثلاث جبل ورفاعة وقاسم، وبعد مسائلة الشاب الذي حاول اغتياله أقر بأنه لم يقرأها لأنه يعرف القراءة ولا الكتابة.
جوائزه الدولية والمحلية
حاز نجيب محفوظ على عدة جوائز منها من وزارة المعارف وجائزة مجمع اللغة العربية وجائزة الدولة في الأدب وجائزة وزارة المعارف وجائزة نوبل كأول أديب عربي.