عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

هل توجد علاقة بين الفراعنة وقصص الأنبياء؟.. الاستدلال يؤكد إيمان القدماء المصريين.. ومصطفى محمود: الآلهة "نوه وأتوم وأوزوريس" يتشابهون مع الأنبياء "نوح وآدم وإدريس"

مصطفى محمود
مصطفى محمود

تخبئ الحضارة المصرية القديمة في جعبتها الكثير من الأسرار التي لم نتوصل إليها حتى وقتنا هذا رغم التقدم المفرط الذي وصلنا إليه مقارنة بالعصور السابقة، فظل العلماء في اختلاف مستمر حول ما كان يحدث ويدور داخل أروقة الحضارة المصرية القديمة.

ومن بين تلك الخلافات التي حملت الكثير من الغموض واللغط، يتسائل البعض، أين أنبياء الله من التاريخ المصري القديم، ولماذا لم يذكرهم التاريخ بما فيها العصر "الفرعوني"، رغم ذكرهم في القرآن الكريم، ووصفهم بعظماء قومهم، بجانب دراسة قصص الأنبياء التي ترعرعنا عليها، وحاكت أن أغلب الأنبياء أرسلوا تزامنًا مع الحضارة الفرعونية وما قبلها، ولعل قصة سيدنا موسى و"فرعون" هي أشهرهم.

هل كان القدماء المصريين وثنيين أم موحدين؟
تحدث الدكتور مصطفى محمود، الفيلسوف الشهير، عن تزييف التاريخ المصري منذ القدم لصالح الكهنة الذين تحكموا في مفاصل الدولة المصرية القديمة، وذلك خلال حلقة أرشيفية نادرة عن العقيدة التي كان يؤمن بها المصريين القدماء.

وقال محمود، إن الخلاف على التاريخ المصري القديم على أشده، فهناك بعض العلماء تحدثوا عن بدء الحضارة المصرية منذ 7 آلاف سنة فقط ووصفوها بالحضارة الوثنية التعدودية، وهناك البعض الآخر الذي تحدث عن 12 ألف سنة حضارة ووصفوها بالتوحيدية.

وأضاف محمود أن العالم "مانيتون" وهو أوثق المؤرخين في التاريخ الفرعوني، يقول إن الحضارة المصرية بدأت منذ 12 ألف وخمسمائة سنة، وهناك أدلة قاطعة أن تلك الحضارة توحيدية وليست وثنية تعدودية، رغم أن التاريخ والكثير من البرديات والهيروغلفيات تحدثت عن تعدد الآلهة عند القدماء المصريين والتي بلغت 2800 إله، وهو ما توصل له العالم الألماني روجش، ولكن عندما نقرأ كتاب الموتى نستعجب من ذلك التاريخ المضلل.

كتاب "الموتى" عند الفراعنة
وتابع الفيلسوف: "نصوص كتاب الموتى تتحدث عن التوحيد، حيث جاء فيه: "أنت الأول وليس قبلك شيء وأنت الاخر وليس بعدك شيء"  فيما جاء فيه أيضًا: "خلقت كل شيء وحدي ولم يكن بجواري أحد".

كتاب الموتى وهو أقدم الكتب الدينية عند الفراعنة تحدث عن توحيدهم، فلماذا تحدثوا عن 2800 إله في كتب التاريخ، لأن هناك كلمة في كتاب الموتى بالهروغلفية تدعى "نتر"، والتي ترجمت بالخطأ إلى "إله"، ولكن الحقيقة والترجمة الحرفية الدقيقة للكلمة "اليد القوية" فهي صفة، وبالتالي فقد فهمنا كتاب الموتى وأن الـ2800 "نتر" ليسوا ألهة بل صفة من صفات الإله الواحد.

وبالتالي فإن التاريخ المصري القديم الذي وصل لنا تاريخ مشوه، تدخل في كتابته بعض الكهنة والحكام لمصالح شخصية، لأن تعدد الألهة بالنسبة لهم هو تعدد القرابين والأموال التي تأتيهم من هنا وهناك. 

واستمكل محمود أن الدليل على "توحيد" القدماء المصريين هي عشرات المسلسلات التي جاءت على هيئة إصبع يشير إلى السماء، والتي تمثل مآذين التوحيد، كما أن أخناتون الذي وحد الألهة في إله واحد لم يخرج علينا من فراغ.

فيما استدل الدكتور مصطفى محمود أيضًا بأية قرآنية على إيمان المصريين القدماء والتي قال فيها الله عز وجل: "وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ.

وهنا الآية صريحة أن الرجل من ال فرعون يعني مصري، ولكن كان يكتم إيمانه تخوفًا من بطش حكامه، وقد طالب الدكتور مصطفى محمود إعادة كتابة التاريخ لما شابه من عوار، فيما تحدث أن الألهة التي ذكرت في التاريخ أسمائهم تجعلنا نتوقف كثيرًا، فمثلا الإله أتوم، وأزوريس، ونوه، وهي نفس أسماء انبيائنا آدم وإدريس ونوح.

الإله "أتوم" وسدينا "آدم"
الإله "أتوم" يصفونه القدماء المصريين إنه خلق نفسه بنفسه على قمة التل الأولى، ومن ثم فهو خالق العالم أجمع وأول من تواجد على الأرض.

وعند المسلمين سيدنا "آدم" أبو البشرية وأول من خلق على وجه الأرض وهو ما يتشابه كثيرا لما جاء في التاريخ، ولكن قام الكهنوت بتنصيبه "إله" بعد موته وذلك عن طريق كتابتهم للتاريخ الذي كان يتحكم فيه الأقوياء.

الإله "أوزوريس" وسيدنا "إدريس"
الإله "أوزوريس" كما دونه الكهنة في التاريخ المصري القديم، هو من علم الكتابة بالقلم ولبس المخيط وتقسيم الفصول والتقويم الشمسي، وهي نفس ما نسب إلى النبي إدريس ومن المعروف أنه كان مصريًا.

الإله "نوه" وسيدنا "نوح"
عرف الإله "نوه" في البرديات بأنه إله الماء والفيضانات ومنقذ البشرية، وهي نفس صفات سيدنا نوح عليه السلام، ولكن عند موته يتحول إلى أسطورة ثم إلى إله يعبد، وهذا هو "الإفك القديم" تأليه الأنبياء.

كما استند الدكتور مصطفى محمود إلى عبارة "خرم خوفو" والتي وجدت داخل الهرم الأكبر، والتي تعني الله جل جلاله، وليس إسنادًا أن من قام بتشييد الهرم هو الملك "خوفو".