عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"دعاة لا قضاة".. كتاب نصح شيخ الأزهر شباب "الإخوان" بقراءته.. الطيب يرد بالتفصيل على أفكار سيد قطب: أتعجب من عقول وقعت في تلك السقطات

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر

"فإن من انهزم بينه وبين نفسه في ميدان الإصلاح، أعجز من أن ينتصر مع غيره في معركة السلاح..!"، هكذا كتب المستشار القاضي حسن إسماعيل الهضيبي، المرشد الثاني لجماعة الإخوان، في كتاب "دعاة لا قضاة"، وهو المؤلف الذي نصح شيخ الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب بقراءته من قبل الشباب المتطلع إلى العنف، والمستهد بكلمات "سيد قطب" في مؤلفاته.

ويصف أعضاء الجماعة الذين عاصروا الهضيبي، والذين لحقوه بأنه المرشد الممتحن نظرًا لأنه تولي إرشاد الجماعة في أصعب فتراتها، وقت لاقت صراعات داخلية ومجتمعية وسياسية.

شيخ الأزهر يتحدث عن الكتاب
عاب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر على المفكرين أبي الأعلى المودودي وسيد قطب "وقوعهما في سقطات عجيبة مع ما لهما من عقول متفتحة ضربت في مجال الثقافة بسهم وافر"، ناصحًا الشباب بقراءة كتاب "دعاة لا قضاة" لحسن الهضيبي، المرشد الأسبق لجماعة "الإخوان" الذي يرد فيه ردًّا مفصلًا ومفحمًا على معاصريْه المودودي وسيد قطب. 

وقال الطيب: "أتعجب من عقول ضربت في مجال الثقافة بسهم وافر من أمثال المودودي وسيد قطب، ومع ذلك وقعوا في هذه السقطات، وهذا الفهم لو صدر من شاب مغلق لأعذرناه، لكن لا أدري كيف سمحت هذه العقول المتفتحة لنفسها أن تقع في هذا المأزق المظلم؟!". 

وتابع الطيب في حديث أسبوعي أجراه منذ عام على قناة الفضائية المصرية، ووزعت مشيخة الأزهر مقتطفات منه أن الفقهاء قالوا: إن الحاكمية نوعان: الأول، الحاكمية الإلهية الكونية، وتعني القوانين الطبيعية، وهي مطلقة لله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيها أحد؛ مثل: قوانين شروق الشمس وغروبها، ودور الإنسان فيها يقتصر على اكتشافها، ولا يستطيع أن يعدل فيها أو يتحكم فيه. 

أما النوع الثاني، كما يقول الطيب "فهو ما يسمى بالحاكمية التشريعية التي تعني إنزال القوانين الشرعية للإنسان عن طريق الوحي، وهذه - كما قال العلماء - فوض الله تعالى البشر بأن يقوموا بدور كبير فيها سواء في استثمارها أو التوسع فيها أو إنشاء قوانين جديدة لم تكن موجودة".

"دعاة لا قضاة"
أصر الهضيبي أن يكتب هذا الكتاب معلنًا رفضه لأفكار العنف والتطرف، التي أصبحت الجماعة تستشهد بها علانية، مستغلة ما نالها من لهجات المظلومية المجتمعة وضرورة الرد بالقوة، فكان كتابه رغبة لإعلاء صوت الوسطية الإسلامية، ورفض سفك الدماء والعنف التي باتت الجماعة ترغب في تطبيقه، وأخذه شعارًا، فكان ردًا قويا على "معالم في الطريق" الذي ألفه سيد قطب، وعلى أفكار "أبوالعلاء المودودي".

جماعة الإخوان مزيج "الوسطية والعنف" وقتما تشاء
حقيقة الأمر لقد حاد استخدام الجماعة للكتاب عن فكرته وهدفه، فتحولت الجماعة إلى الخليط الذي يحفظ نصوص الوسطية والعنف معا، بحيث يعلي صوت الوسطية عندما ترغب في الوصول والتمكين واللهث وراء الحكم، وتعلي العنف عندما تخسر كل شيء، سواء العنف المادي عند الإقصاء السياسي، أو العنف الديكتاتوري عند تولي الحكم، وبما أن الجماعة أعلنت أنها الإسلام وأن كل الأمور حلالًا فإن كل القرارات والإجراءات تعد حلالًا وإن استهدفت قتل البشرية جميعها.


"