مبادرات وقف العنف تؤجج الصراع داخل الجماعة.. ناجح إبراهيم: التيارات الإسلامية والنظام في حاجة إليها.. "أبوالسعد": أفكار فردية.. "الزعفراني": ستشعل انقسامات الإخوان
في الذكرى الـ20 لمبادرات وقف العنف التى أطلقتها الجماعات الإسلامية، أطلق المفكر الإسلامي ناجح إبراهيم، المبادره ذاتها حيث وجه دعوة للقيادات التاريخية بالجماعة الإسلامية للتيار الإسلامي باستلهام مبادرة وقف العنف، مؤكدًا بأنها بداية جيدة وضرورية لتجاوب الدولة والتيارات الإسلامية معها، نظرًا لمعاناة المجتمع المصري من حالة الضعف والانقسام الحالية.
وقال "إبراهيم" الذى كان واحدا من منظري مبادرة وقف العنف بمناسبة ذكراها العشرين، إن التيار الإسلامى مطالب بأن يدشن مبادرة جديدة أول عناصرها الإقرار بشرعية النظام، وفي المقابل لا بد أن يقابل النظام هذه المبادرة بالإفراج عن كل من لم تتلوث يديه بالدماء، وطالما أن الحكم استقر فلا بد من التفرقة بين المعارضة، والتيارات التكفيرية مثل أنصار "بيت المقدس"، لافتًا إلى أن هذه الدعوات ستحقق صدى واسعًا في أوساط الجماعات الإسلامية.
ومن بين تلك الدعوات انطلقت أصواتا رافضة للمبدأ بسبب إراقة الدم بين الطرفين، وتصميم المنتمين للجماعة على الأخذ بالثأر من النظام والشعب.
مبادرة "نبذ العنف" ستؤجج الانقسامات داخل الجماعة
من جانبه، أكد خالد الزعفراني، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، لـ"العربية نيوز"، أن دعوة ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي لقيادات الجماعات الإسلامية بمبادرة نبذ العنف والتصالح مع النظام، ستظل دعوة حميدة وطيبة لكن لن تتحقق على أرض الواقع، وستلاقي الرفض من كلا الجانبين، من جانب الشعب الذي يرفض الإخوان ومن جانب شباب الإخوان وذلك نظرا لوجود دماء سائلة بين كلا الطرفين.
وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلي أن تفعيل المبادرة أمر صعب معللا ذلك بأن الجماعات الإسلامية في داخلها إنقسامات ومزايدات بين أعضائها، وتضارب الأراء سيؤدي إلى رفض المبادرة في السر والعلن، على الرغم من وجود صفقات بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الداخلية، فعلي سبيل المثال تمنع تنظيم مظاهرات للجماعة داخل الجامعات مقابل الإفراج على عدد من المعتقلين، وذلك ما نراه بالفعل أمام أعيننا.
وأضاف الزعفراني، بإنه إذا وافق القيادات وأبدوا تفاعل مع هذه المبادرة سيزيد هذا من الانقسامات داخل التنظيم ومن اتساع الفجوة بين القيادة وشباب الإخوان، الذين بطبيعة الحال سيتهمونهم بالخيانة، مشيرا إلى أن شباب الإخوان تغذت عقولهم بأفكار ملوثة ومستمسكين بها.
مبادرة ناجح إبراهيم لـ"نبذ العنف" فكرة فردية
بينما اعترض طارق أبو السعد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، على تلك الدعوات منوها بأن التاريخ يخبرنا أن الجماعات الإسلامية ليست كلها صادقة في دعوات نبذ العنف، والعديد منهم انتكسوا على دعوة التسعينات "لنبذ العنف" والتصالح مع الداخلية، أما الآن فالجماعة تصارع الداخلية والمجتمع أجمع فبالتالي فكرة إعلان مبادرة للتراجع ونبذ العنف هى فكرة فردية شخصية.
وأوضح القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، فى تصريحات لـ"العربية نيوز" أن الخطاب الذي قدمة الإخوان المسلمين في رابعة استولد نزعة الثأر داخل عقول المنتمين لفكر الجماعة والذي لايسمح إطلاقا بأي شكل من الأشكال للمصالحة مع النظام،
وتابع: "الجماعات الإسلامية لا تريد التصالح مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تحديدًا، نظرًا لأن الإخوان اختزلوا أزمتهم في شخص عبدالفتاح السيسي، ولكن هذا لا يمنع قيادات الإخوان من التعامل مع النظام ولكن لن يتلاشى الثأر داخل قلوب أعضاء التنظيم والمنتمين لهم.