"البناء والتنمية" يحتفل بالذكرى العشرين لـ"وقف العنف".. المبادرة تعكس تضارب الجماعة الإسلامية.. "البرش": المحتفلون مؤيدون للإرهاب.. "فرغلي": كف التطرف ملموس.."حافظ": نحن بحاجة لعودة الحوار
ذكَرنا احتفال حزب البناء والتنمية، أمس السبت، بذكرى إطلاق الجماعة الإسلامية، مبادرة "وقف العنف" عام 1997، والتي كان الحزب إحدى ثمارها، عندما أعلنت ست من قيادات الجماعة الإسلامية المصرية مبادرة لوقف العنف صحبتها العديد من التساؤلات حول جديتها ومستقبلها، ثم جاء حادث الأقصر الأثيم ليعطل من تفعيلها حتي تبلغ هدفها، فبعد مرور أكثر من 19 عامًا على المبادرة، ما مدى نجاحها في تغيير فكر الجماعة الإسلامية؟
المبادرة مطلوبة مرة أخرى
وقال أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفالية التي نظمتها الجماعة الإسلامية بمناسبة ذكرى مرور 20 عامًا على مبادرة وقف العنف: "مازلنا بحاجة إلى استعادة نهج الحوار كوسيلة لحل المشكلات المستعصية وما أحوجنا في هذه الأزمة التى تمر بها البلاد إلى أن نستلهم روح المبادرة ونجلس جميعا على مائدة فنراجع ونقوم ونضحى لإنهاض الوطن من كبوته والأخذ بيده فى طريق وحدة الصف واجتماع الكلمة والتغاضى عن أحقاد ما قد مضى لنعيد بناء الوطن"، مضيفا: "فهلم نلقى بأثقال الماضى خلف ظهورنا ونتجاوز الأزمة".
المحتفلون بمبادرة الجماعة الإسلامية مؤيدون للعنف
وفي سياق ناري، قال وليد البرش، مؤسس تمرد الجماعة الإسلامية، إن "مبادرة كف العنف مع الجماعة الإسلامية في تسعينيات القرن المنصرم، نجحت مع البعض أمثال كرم زهدي، وناجح إبراهيم، ووليد البرش نفسه، لكنها لم تحقق نجاحًا مع عصام دربالة وعبود الزمر وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد، وغيرهم من الذين أعلنوا تأييدهم للإخوان، وظهرت حقيقتهم في ممارسة العنف وترويع أمن البلاد".
وأضاف "البرش" في تصريح خاص لـ"العربية نيوز" أن المجموعة الموالية للإخوان هي مجموعة ادعت خضوعها لمبادرة كف العنف كخطوة تكتيكية، فيتمسحوا بالنظام من أجل البقاء ثم يتوسمون فرصة للانقضاض عليه.
وأشار مؤسس تمرد الجماعة الإسلامية، إلى أن المحتفلين بالأمس بذكرى مبادرة "كف العنف"، ليس مما يؤمنون بفكرة المبادرة بالأساس، إنما هم صورة مماثلة للموالين للإخوان، من المتمسحين حينًا ومثيري الشغب أحيانًا أخرى، وعلى رأسهم أسامة حافظ رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الحالي.
مبادرة
"كف العنف" مع الجماعة الإسلامية نجحت بنسبة كبيرة
ومن جانبه، قال ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية،
في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إن "مبادرة كف العنف المنعقدة في
تسعينيات القرن الماضي قد نجحت بنسبة كبيرة"، موضحًا أن كون العنف يحجم بعدما
وصل إلى محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا، هو إنجاز كبير.
وأضاف "فرغلي" أن الجماعة نجحت في تغيير فكرتها
ومنهجها من خلال إقرار أن الدعوة تحدث من القاعدة العريضة للمواطنين، لا من رأس
الدولة والحكم، فالجماعة الآن لم تعد للعنف بما فيهم عاصم عبد الماجد، الهارب
والموالي للإخوان، وذلك مقارنة بما ارتكبه في الماضي، ولكن تبقى الأزمة في بعض
التصريحات المحرضة.
وأوضح الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن ما تقره الجماعة
الإسلامية من تحالف مع الإخوان يعتبر نهجًا وليس أمرًا فرديًا، ويتوقع أن ينتهي
قريبًا بعد انقضاء شهر العسل بينهما، عندما أطلق نائب المرشد إبراهيم منير تصريحات
مسيئة للجماعة الإسلامية أمام مجلس العموم البريطاني، وصفت الجماعة الإسلامية
بالإرهابية، والإخوان جماعة سلمية.