بعد استفتاء "العربية" حول ترشح الرئيس لفترة ثانية.. خبراء يكشفون أسباب تراجع شعبية السيسي.. الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار الأبرز.. وسوء الأداء الحكومى وتراجع عوائد المشاريع القومية الحدث الأكبر
حصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تأييد غالبية الشعب المصري، بعد إطاحة الشعب بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، الأمر الذي جعل رئاسته للجمهورية مطلبًا وطنيًا في تلك الفترة، وهو ما شعر به السيسي واستجاب لرغبة ملايين المصريين، ووصل إلى الحكم بعد فوزه على المرشح المنافس حمدين صباحي، بأغلبية كاسحة.
لكن في الفترة الأخيرة، رصدت بعض التقارير صادرة عن مراكز استطلاع رأي، تراجع شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، كل فترة عن سابقها، فالقرارات الاقتصادية الصعبة التي اتخذها الرئيس والحكومة من زيادة الأسعار ورفع الدعم بشكل تدريجي، أدى بكل تأكيد إلى تراجع نسبة مؤيدي الحكومة والرئيس.
فشعبية الرئيس تأثرت بسبب اختيار بعض المسئولين والوزراء، الذين لم يكونوا فى حجم المسؤلية وتسببوا في إحراج الرئيس أمام المواطنين، كان آخر المسئولين هو وزير التموين خالد حنفى المستقيل، بعد واقعة فندق سميراميس واتهامه بإهدار المال العام.
واستطلع موقع "العربية نيوز" رأي المواطنين حول ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي مرة أخرى إلى الرئاسة في الانتخابات المقبلة، وطوال فترة الاستفتاء تقاربت النتائج بين مؤيد ومعارض حتى وصلت فى النهاية إلى نسبة 53% موافقين، و47% رافضين، الأمر الذي يؤكد تراجع عدد المواطنين المؤيدين للرئيس السيسي في الفترة الأخيرة.
سوء أداء الحكومة سبب تراجع شعبية الرئيس
يقول الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، في تصريحات لـ"العربية نيوز" إن السبب في تراجع شعبية الرئيس يرجع إلى سوء أداء الحكومة، وكثرة الوعود التى يدلي بها الوزراء ولا يتم تنفيذها، بجانب غياب السياسة العامة للدولة، مضيفًا أن كل هذه الأمور أصبحت تشكل عبئًا على الطبقتين المتوسطة والفقيرة، وهما أغلبية الشعب المصري.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن الحكومة تطالب الفقراء دائمًا بالتبرع للدولة وتحمل الأعباء الاقتصادية في ظل وجود بذخ في إنفاقها، الأمر الذي يؤثر على ثقتهم في وزارة شريف اسماعيل وبالتالي انعكس ذلك على شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح "دراج" أن الدولة لم تكن في حاجة إلى إقامة بعض المشروعات الاقتصادية الكبيرة، لافتًا إلى أن المؤسسات تفتقد إلى رؤية ترتيب الأولويات، مشيرًا إلى أن أية مشكلة تعانى منها الدولة سوف تقع على الرئيس، وهذا أمر كافٍ لتقلص مؤيديه.
ارتفاع الأسعار وراء تراجع تأييد المواطنين لرئيس الجمهورية
وأوضح الدكتور عبدالرحمن عليان، الخبير الاقتصادى، لـ"العربية نيوز"، أن المبالغة في أرقام عوائد المشروعات الاقتصادية وتأثيرها على حياة المواطن المعيشية وارتفاع الأسعار، جعل شعبية الرئيس تتراجع عن ما كانت عليه في بداية توليه الرئاسة، لافتًا إلى أن عوائد المشروعات الاقتصادية لن تظهر في الفترة الحالية، كما أن المشروعات الاستثمارية لم تتخطَ مذكرات التفاهم التي لم تنفذ حتى الآن.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الدولة تواجه أزمة كبيرة؛ بسبب فشل بعض المشروعات التي تم تنفيذها، وكان ليس ضروريًا إقامتها في هذا التوقيت، كما أن معدل نمو التجارة الدولية تراجع عما كان في السابق، لافتًا إلى أن الدولة تعاني من غياب السياسة الاقتصادية، الأمر الذي ينعكس بالسلب على رصيد الحكومة في الشارع المصري، وبالتالي سينعكس أيضًا على شعبية الرئيس.
سوء اختيار الحاشية
وأكد الدكتور حامد أحمد عضو اللجنة المركزية بالحزب الناصرى، إن الرئيس كل يوم يفقد جزءًا من الشارع المؤيد له، فالرئيس كان يستخدم طموح الشعب فى اتجاه إنشاء دولة جديدة وتغيير واقع، لكن للأسف المجتمع مصدوم لما يحدث الآن.
ولفت القيادي الناصري في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إلى أن الوضع الاقتصادي لا توجد له أي مؤشرات دالة على التحسن، لكنه يزداد قسوة على الفقراء كل يوم، فالشعب كان يعتبر السيسي صورة جديدة من جمال عبد الناصر لكن هذه الصورة اختفت الآن؛ بسبب تصرفات بعض المسئولين والوزراء.
وأضاف عضو اللجنة المركزية بالحزب الناصرى، أن شعبية السيسى فى المواقف السابقة كانت بطلها الحدث، فكانت بعض الأحداث مسيطرة على الشارع واهتمام الناس وهذا الحدث هو أحد أسباب ارتفاع شعبية الرئيس، متساءلا كيف تظل شعبية الرئيس مرتفعة وأفراد المجتمع توجد لديهم أزمات يومية، وفشل إدارى يسيطر على الساحة السياسية؟.