"البحوث الإسلامية" ترد على "النمنم": التعليم الأزهري صمام الأمان
استنكر الدكتور محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، تصريحات حلمي النمنم وزير الثقافة بشأن التعليم الأزهري، والتي زعم فيها أن توغل التعليم الأزهري أدى للعنف ولا بد من إعادة النظر فيه.
وقال عفيفي: "كم كنت أتمنى وأنا أقرأ تصريحات وزير الثقافة حلمي النمنم في الجلسة الختامية لمؤتمر الهيئة الإنجيلية والذي عقد تحت عنوان "السلام الاجتماعي" أمس الجمعة وهو يتحدث عن أسباب العنف الديني في المجتمع أن ينطلق في حديثه وهو أحد المثقفين في مصر من منطلق المسؤولية والموضوعية التي تقضي بتحمل كل مسؤول وكل مؤسسة للتبعات الملقاة على عاتقها، فمن الأمور التي ينبغي التذكير بها اضطلاع الأزهر الشريف، ووزارة الثقافة والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والإعلام والكتاب والمبدعين مهام مواجهة العنف في المجتمع.
وأضاف عفيفي، أن روح الإنصاف تقضي أن يذكر وزير الثقافة أن من أسباب انتشار العنف الديني في مصر هو تراجع بل غياب دور الثقافة في مناطق مهمة في مصر، لعل من أبرزها: المحافظات الحدودية كمطروح والمدن التابعة لتلك المحافظة، وفي حلايب وشلاتين وأبورماد وعدد كبير من مدن وقرى الصعيد، كما أنه من حق كل مواطن أن يسأل أين دور وزارة الثقافة في تلك المناطق، وما مظاهر نشاط الوزارة في ملف "العنف الديني"؟.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أننا نود أن ننوه إلى قوافل التوعية التي يرسلها الأزهر الشريف إلى تلك المناطق وغيرها من مدن الجمهورية لأجل مواجهة العنف الذي يحاول التمترس بالدين، فنحن في الأزهر الشريف نعمل وفق خطة مدروسة لتوفير لجان الفتوى في جميع مدن الجمهورية قبل نهاية عام 2016 لمواجهة الفتاوى المضللة والمتشددة التي تحاول أن تضفي الشرعية على أعمال القتل والتفجير وغير ذلك، كما أنه سيتم عمل لجان فتوى بعد تنفيذ تلك الاستراتيجية في جميع قرى مصر من خلال توفير المقار في المعاهد الأزهرية.
وألمح عفيفي إلى أن الخلفية العلمية التي تنطلق منها هذه الجهود تنبع من روح التعليم الأزهري الذي يرفض العنف ويواجه الفكر المتطرف من خلال المناهج العلمية التي ترسخ للتعددية الدينية والمذهبية الفكرية التي نهل من معينها أساطين الفكر ممن درسوا في الأزهر الشريف ونشروا علومه في الداخل والخارج؛ مما أكسب هذه المؤسسة ثقة العالم أجمع، مشيرًا إلى أننا لسنا بحاجة إلى سرد جهود الأزهر الشريف في هذا المجال، ولكن أين المؤسسة التي تصدت لمواجهة تيارات الغلو والتطرف ومن حاولوا استخدام الدين لخدمة الأغراض السياسية ؟!!؛ فالأزهر كان بمثابة رأس الحربة في هذا المضمار.
وقال الأمين العام إن مناهج الأزهر هي صمام الأمان لمصر والعالم أجمع والتاريخ خير شاهد على ذلك وإلا فما تفسير إقبال دول العالم على الأزهر الشريف والوفود التي تأتي من مختلف الأقطار إلى مشيخة الأزهر وتطلب من الإمام الأكبر شيخ الأزهر دعمًا أزهريا لمواجهة العنف والتطرف.
واستطرد: "أن انزعاج وزير الثقافة من مساحة التعليم الأزهري انزعاج في غير محله؛ فكان الأحرى به أن يذكر أن الأزهر هو الذي حمى مصر من العنف وهو الذي يواجه تياراته والدليل على ذلك موقف الأزهريين الرافض للعنف والإرهاب على مر التاريخ، لافتًا إلى أن التعليم الأزهري وقف ويقف في مواجهة الفكر الأحادي الذي لا يعترف بالتعددية وتجلياتها العقدية والمذهبية والفكرية، لأن الأزهر الشريف بتعليمه الوسطي يواجه الفكر المتشدد والمدعوم بالتدفقات المالية التي تحاول الهيمنة على وسطية الأزهر؛ فلولا التعليم الأزهري لتلاشت روح الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي واحترام الآخر.
وأكد عفيفي أن ما يبذله الأزهر الشريف بتعليمه الوسطي في مواجهة الغلو والتطرف لا يدركه إلا كل منصف وموضوعي، ولكن يبدو أن الهجوم على الأزهر أصبح بمثابة شهادة براءة وإعلان بعدم تحمل المسؤولية في مواجهة الإرهاب والعنف الذي بات يهدد سلامة الوطن، فلماذا لم يتحدث وزير الثقافة عن نصيب وزارته ومهامها في مواجهة العنف؟ وأين الثقافة في المناطق النائية؟ وما حظ المواطن في تلك المناطق من الثقافة؟.