عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"نشر الغسيل".. آخر صيحات الإخوان في ذكرى الفض.. تضارب تصريحات قيادات الجماعة تكشف خبث النوايا.. "رابعة مسلحة" و"مرسي ليس الهدف الأبرز" و"التضحية بالشباب" أخطر اعترافات الإرهابيين

 أحمد المغير  و عمرو
أحمد المغير و عمرو دراج

اختلفت ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة هذا العام عن الذكرتين السابقتين، داخل المجتمع الإخواني، فها هو الكلام يتغير والخطاب يتبدل والحديث الملون ينكشف، فبعدما خرجت تصريحات بعض من رموز الجماعة والمتحدثة باسمها، لتعلن أن اعتصام رابعة كان مسلحًا، وأن نزع السلاح التنظيمي من قلب الميدان قبل الفض لم يكن لدواعِ السلمية، أو إيقاظ الفكر والعقل الإخواني ليتوج بالإنسانية "لا سمح الله"، إنما كان الداعي أكثر دونية والهدف أكثر سوءًا.

فالجماعة قررت أن يموت البعض من أبنائها فيحيى إعلان الجماعة السلمية التي جار عليها النظام المصري، فتعلن بمظلوميتها أمام العالم أنها جماعة تم إقصائها عن المجتمع والعالم السياسي بمصر التي لا يتنسم بها أي صوت معارض رائحة الديمقراطية، كما كانوا يرغبون ويتمنون حتي خابت آمالها وسقطت آمانيهم.

في التضارب يتكشف الخبيث من النوايا ما بين أيمان "صفوت حجازي" فى فيديو مسجل عقب القبض عليه أنه لم يكن بداخل اعتصام رابعة حتى ولو "سكينة بلاستيك" والمفاجآت المتوالية مع حلول الذكرى الثالثة للاعتصام، والاعترافات التي جاءت على ألسنة قيادات الإخوان، والتي حوت اعترافات كاملة بأن الاعتصام كان مسلحا، وأن ما كان بداخله من أسلحة كان كافيا لمواجهة جيوش، وأن قيادات الإخوان فضلوا الزج بأرواح العشرات من الشباب ليظهروا أمام العالم كضحايا.

وأكدت الاعترافات أن الهدف لم يكن إعادة مرسى كما كان معلنا، ولكن الحصول على مكاسب سياسية، بعد أن أدركوا أن الأمور تفلت من أيديهم، كما كشفت شهادات الشيخ محمد حسان وآخرين كيف أنهم توسطوا، ووافق الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع على عدم التدخل لفض اعتصام الإخوان وأنصارهم بالقوة، لكنهم رفضوا بالرغم من علمهم باحتمال سقوط ضحايا.

دراويش الإخوان
وهاجم حذيفة زوبع، نجل القيادي الإخواني حمزة زوبع، المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة المنحل، الهارب في تركيا، قيادات التنظيم الإرهابي على تصرفاتهم وقراراتهم الأخيرة، وقال في مقالٍ له بموقع "سياسة بوست" منذ أيام: "منذ اليوم الأول وأنتم تكذبون وتتحرون الكذب على أنفسكم وعلينا، دون أي استشعار للمسؤولية، ودون أي مبرر شرعي أو أخلاقي أو حتى سياسي".

"أتذكرون شائعة قائد الجيش الميداني الذي انشق وأعلن تأييده لمرسي؟، أم تذكرون شائعة القائد الآخر الذي أمهل السيسي 24 ساعة لإعادة الشرعية الدستورية؟، أم تذكرون الأشياء التي ستحدث السبت ويعود مرسي الأحد؟".

وتابع: "أيها القائمون على أمر جماعة الإخوان، إن أحسنّا الظن بكم، فأنتم على أحسن تقدير مجموعة من الدراويش السُذج، على صلة وثيقة بذلك المُغفل الذي أخذ مائة قفا على سهوة، يا جماعة الإخوان، لم يعد هناك مساحات كافية للمناورة أو التأثير في الوضع بشكل فعال أو مؤثر، أنتم تملأون كل المساحات ولا تقبلون نصحًا ولا توجيهًا من عديمي الخبرة أمثالي، والمشكلة أنكم تملأون كل المساحات الممكنة حتى التي لا تُجيدون اللعب فيها، ثم تنادون بصوت عالٍ لتقولوا إن الساحة تتسع للجميع".

وطالب نجل زوبع بحل الجماعة قائلا: "إن كانت كلمة حل الجماعة ثقيلة على مسامعكم فاستبدلوها بأي مصطلح تريدون "تعليق النشاط السياسي" مثلًا، فأيًّا كان، حل الجماعة قد يكون حلًا مناسبًا لإعادة رسم المشهد السياسي من جديد وخلق مساحات جديدة وكبيرة يتم إرباك النظام من خلالها، وعدم تحميل الجماعة إحمالًا هي في غنى عنها".

السيسي لم يكن مع الفض
ويعد تصريح عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للإخوان في الخارج، والذي اعترف فيه على "قناة الجزيرة" الفضائية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يكن مع فض الاعتصام بالقوة، أحد أبرز التصريحات التي كشفت كذب الجماعة. قال دراج: "إن السيسي كان يرفض القوة في فض اعتصام رابعة، وإنه كان يميل إلى الحوار والتفاهم، وإنه كان هناك اتجاهان داخل النظام الحاكم حول فض اعتصام رابعة، وأن الطرف الغالب والمسيطر كان يؤيد استخدام القوة فى فض الاعتصام، في حين أن الطرف الذي يمثل الأقلية كان يسعى للحوار والتفاهم، وقد يكون من أنصار هذا التيار الدكتور محمد البرادعي، والدكتور زياد بهاء الدين، وعبدالفتاح السيسي".

الاعتصام لم يكن لإعادة مرسي
ومن أهم التصريحات التي تكشف تضليل الإخوان لأنصارها، اعتراف حمزة زوبع المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة المنحل، على إحدى قنوات الإخوان، والذي قال فيه نصا: "إن الجماعة كانت تعلم أن اعتصام رابعة لم يكن ليعيد مرسي، ولكنهم كانوا يطالبون أنصارهم بالتصعيد من أجل الوصول لمرحلة التفاوض".

ويعد الفيديو الذي تم نشره على شبكة موقع يوتيوب، والذي تم حذفه بعد ذلك بقليل لـ"عاصم عبدالماجد" القيادي في الجماعة الإسلامية، من أخطر الاعترافات حول حقيقة اعتصام رابعة، حيث قال: "ونحن معتصمون في رابعة وقتها كان لا بد من عمل سريع، وكان هناك تسريبات ومعلومات تقول، إن الشعب لو أبدى تمسكا بالدكتور مرسي لن تبقى جبهة الجيش موحدة وستتفكك، ولكن بشرط أن يكون هناك زخم شعبي هادر مكتسح يزلزل، ووقتها ينقسم الجيش، وكان هذا هو خيار تواجدنا، أو هو خيار طوق النجاة الذي رأيناه في هذا التوقيت، والحل السريع، وأنصار الإخوان مستعدون لمواجهة الجيش، واحتمال كبير لتفككه إذا نزل الشعب بقوة، وهذه الورقة الأخيرة التي نمتلكها، وعند حد معين اكتشفت أن توقعات تخلخل جبهة الجيش المصري لن تتحقق، وامتنعت عن الكلام وامتنعت عن الصعود على منصة رابعة".

أحمد المغير "يغير" على جماعته
بعد اعتراف الإخواني أحمد المغير المعروف باسم "فتى خيرت الشاطر" عبر صفحته على "فيس بوك" أن اعتصام رابعة كان مسلحا، وكان يضم أسلحة آلية وقنابل يدوية، وكتب شهادة "سرية طيبة مول" قائلا: "معظم السلاح في رابعة كان تم إخراجه بخيانة حصلت، ولم يتبق إلا سلاح سرية طيبة مول، اللي كانوا جايبينه بفلوسهم الخاصة، ومكنش لحد سلطان عليهم، الاعتصام ده لم يكن بالإمكان فضه نهائيا لو كان سلاحه فضل فيه".

ويواصل المغير شهادته عن مواجهة من أسماهم "شباب طيبة مول" المسلحين ومتحصنين في المبنى اللي وراء طيبة مول، حتى قوله "إنهم حوصروا"، واصل المغير اعترافاته في يوم الإثنين 15 أغسطس، خلال مداخلة هاتفية مع "هيثم أبوخليل" على قناة الشرق، مؤكدا أن اعتصام رابعة كان مسلحا رغم محاولات الإخوان نفى ذلك، وأن السلاح كان كافيًا لصد القوات التي جاءت لفض الاعتصام، خاصة أنها كانت كميات كبيرة من السلاح.

وقال المغير: "أنا عاوز أقولك جازمًا وأنا شاهد "إن كان في سلاح" وكان في مسلحين قادرين يصدوا قوات الجيش لكن إدارة الاعتصام فضلت أن يكون في 120 روحا تزهق عشان الاعتصام يبان سلمي".