"البوركيني" يكشف تعصب القارة العجوز.. فرنسا تجبر مسلمة على خلع ملابسها بأحد الشواطئ.. "شارلي إيبدو" تسخر منها.. دار الإفتاء: ذريعة مجانية لعنف الجماعات الإرهابية
"منع البوركيني".. آخر تصرفات التعصب الأحمق التي تنتهجه الحكومة الفرنسية ضد المسلمين، فآخر الأعمال الإجرامية التي قامت الشرطة الفرنسية بها ضد المسلمين، حين أجبرت امرأة مسلمة، على خلع ملابسها على أحد الشواطئ، في نيس، بدعوى ارتدائها لباس بحر شبيه بـ"البوركيني"، الذي حظرته الحكومة هناك مؤخرًا، فبلاد الحريات لم تعد كذلك بل أصبحت بلاد التعصب والكراهية والتناقض.
كما يبدو أن وقائع السخرية من المسلمين في الدول الأوروبية لن تنتهي، فدائما ما تسلط صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الضوء على المسلمين وتصرفاتهم، كما أنها ليست المجلة الأوروبية الوحيدة التي انتقدت المسلمين وسخرت منهم، فعبر رسم "كاريكاتيري" لمسلمين عراة على شاطئ فرنسا، جددت مجلة "شارلي إيبدو" تاريخها الحافل في التهكم على الإسلام، حيث سخرت المجلة في عددها الذي صدر أمس الثلاثاء، من ارتداء النساء المسلمات "للمايوه" الشرعي على شواطئ فرنسا.
"إصلاح الإسلام.. المسلمون".. بذلك العنوان وصفت "شالى إيبدو" المسلمين في رسم كاريكاتير لرجل ملتح وزوجته المُحجبة يجريان على شواطئ فرسنل دون ارتداء ملابس، سوى عورتهما، لتثير بعدها حالة من الجدل والإثارة.
إعلام أوروبا مصدر لتغذية العنف والكراهية ضد المسلمين
في البداية يقول محمود مرتضى، مدير الجمعية البديلة لحقوق الإنسان، لـ"العربية نيوز"، إن الدول الأوروبية تشهد حالة من التمييز ضد المسلمين خاصة العرب والسود، لافتًا إلى أن هناك بعض الأفكار المنتشرة في الدول الأوروبية تؤكد أن المسلمين لا ينتتمون إلى أوروبا وليس لهم أي انتماء لهذه الدول وهذه الثقافات، كما يعتقدون أن الإسلام لا يتوافق مع كل الأفكار السادة في أوروبا، فهذه الدول تنكر وجود المسلمين بها.
وأكد مدير الجمعية البديلة لحقوق الإنسان، أن وسائل الإعلام الأوروبية تلعب دور مهم فى نشر وتشكيل الرأي العام الأوروبي ضد المسلمين، وبالتالي أصبحت بعض الوسائل الإعلامية مصدر لتغذية العنف والكراهية ضد المسلمين.
ذريعة مجانية لعنف الجماعات الإرهابية
واستنكر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية قيام مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة بنشر صورة على غلاف عددها الأخير يظهر فيه رجل ملتح وزوجته المحجبة وهما يجريان على أحد الشواطئ دون ارتداء ملابس تستر عوراتهما، وهو ما يمثل تشويهًا متعمدًا لصورة الإسلام والمسلمين في فرنسا.
وأكد المرصد أهمية احترام القيم الدينية والخصوصيات والحريات الفردية والمرتبطة بالعقائد والإيمانيات، والتي لا تشكل أي تهديد على ثقافة المجتمع الفرنسي وقيم الجمهورية، واحترام المعاهدات والمواثيق الدولية المستقرة الخاصة بالحريات الفردية وحرية الإيمان والاعتقاد، وحرية ممارسة الشعائر الدينية، والتي وقَّعت عليها الجمهورية الفرنسية على المستويين الإقليمي والدولي.
تفويت الفرصة على المتطرفين
وحث المرصد التابع لدار الإفتاء مسلمي فرنسا بشكل خاص، والمسلمين بشكل عام، إلى التعاطي مع تلك الإساءات بما يعكس الصورة الصحيحة للإسلام والمسلمين، وعدم الانجرار وراء الأعمال الاستفزازية، واستغلال تلك الحوادث في التعريف بالقيم الإسلامية السامية والمبادئ العليا في الإسلام، لتتحول محن المسلمين في الغرب إلى منح تسهم في تصحيح الصورة وتنقية المفاهيم المغلوطة والمشوهة عن الإسلام والمسلمين.
كما دعا المرصد إلى تفويت الفرصة على الجماعات والتنظيمات المتطرفة والمترصدة لتلك الإساءات التي تحسن توظيفها في ممارسة أعمالها الإرهابية التي تدعى أنها تمثل انتقامًا للإسلام والمسلمين ضد من يسيء إليهم أو ينال من مقدساتهم، وذلك بالرغم من أن تلك الأعمال التي تمارسها جماعات العنف الديني هي العامل الأهم والسبب المباشر لما لحق بصورة الإسلام من تشويه وتضليل في السنوات الماضية، وانتشار الخوف المرضي من المسلمين (الإسلاموفوبيا) واعتبارهم مصدر تهديد وخطر على مجتمعاتهم المحلية.