الضرائب تلاحق المصريين بالخارج.. والمغتربون يهددون بمنع التحويلات النقدية.. برلمانيون للحكومة: "تقشفوا انتوا الأول".. ماذا قدمت مصر لهم لتزيد من أعبائهم؟"
في الآونة الأخيرة انهارت العديد من ثروات مصر وفشلت العديد من المشاريع ما أثر على الحالة الاقتصادية بشكل عام، فمن حين لآخر تلجأ الحكومة الحالية لسد عجز الموازنة ومحاولة للنهوض بالمشكلات العالقة والاستثمارات المنهارة من خلال فرض قوانين جديدة ورسوم وزيادة أسعار مما أثير غضب الكثيرون حيث رأوا أن ذلك يزيد من أعباء المواطن وكان آخرها مناقشة البرلمان لفرض ضرائب جديدة على العاملين المصريين بالخارج ورفع رسوم العمل لإنعاش خزينة البنك بعد أن أفلست.
وكانت أعلنت لجنة الدفاع والأمن القومي موافقتها على زيادة رسوم تصاريح العمل السنوية على المصريين بالخارج، إلى مائتين جنيه لحملة المؤهلات العليا ومائة جنيه لغيرهم، بدلًا من 60 جنيهًا، وذلك من خلال تعديل مشروع القانون رقم 231 لسنة 1996 بشأن بعض الأحكام الخاصة بتنظيم عمل المصريين لدى الجهات الأجنبية، المقرر مناقشته خلال الجلسة العامة للبرلمان الأحد المقبل.
ماذا قدمت مصر لهم؟
واستنكرت النائبة نانسي نصير، عضو مجلس النواب عن
المصريين بالخارج، على مناقشة البرلمان حول فرض رسوم على المصرين المقيمين
بالخارج، لافتة إلى أنها ترفض القانون رفضًا قاطعًا متابعة "فماذا قدمت مصر
لهم لتزيد من أعبائهم ثقلًا؟".
وأضافت نصير في تصريحات لـ"العربية نيوز"
أن اتجاه الحكومة نحو فرض هذه الضريبة تصرف منها غير رشيد وسيثقل الأعباء على
عاتقى المصرين بالخارج، مشيرة إلى أن ذلك سيدفعهم للنفور اتجاه الوطن وينفرهم من
العودة لأراضي البلاد منوهة بأن هذه الزيادة ليست هي التي ستنقذ الاقتصاد وتحل
مشاكله.
وتابعت "تقرير اللجنة بشأن التعديلات لم اطلع
عليه.. أن هذه النظرة نظرة ضيقة استغلالية غير مميزة وتناست أن الكثير من العاملين
بالخارج منهم متواضع الدخل ومحدودي الدخل ويمرون في الكثير من الأوقات بضائقة
اقتصادية في بلاد الخارج".
تقشفوا انتوا الأول
بينما أثار القرار غضب النائبة فايزة محمود عضو مجلس
النواب وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي، حول فرض رسوم على المصريين في الخارج،
موضحة أن المصريين بالخارج حينها امتنعوا عن تحويلات ما عاد بالسلب على الاقتصاد.
وأضافت فايزة في تصريحات لـ"العربية نيوز"
أن الذي يحصل على فرصة عمل في الخارج ليس جميعهم يعيشون حياة مرفهة فأغلبهم يكون
مُدان بأموال سفره للخارج، لافتة إلى أن مصر مع الأسف تمر بظروف صعبة في شتى
النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واستنكرت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي دعوة
الحكومة للتقشف وقيامها بفرض رسوم قائلة: "الحكومة بتدعي للتقشف تقشفوا إنتوا
الأول.. كفاية على الوزير عربية واحدة مش هيجراله حاجة والوزير اللي معندوش شقة
جمب وزارته يسيبها لكن حرام كل حاجة تبقى على المواطن من رسوم لرفع أسعار وغيره".
المصرين بالخارج ليس
في حمل لزيادة أعبائهم
نحذر من تطبيقه
بينما حذر الدكتور هشام فريد، المتحدث الرسمي باسم
ائتلاف المصريين في الخارج، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أنه يرفض
فرض رسوم على المصريين في الخارج، كما طالب البعض للحصول على أموال إضافية تدخل
خزينة الدولة.
وأضاف "فريد" أن المصريين فى الخارج
يعانون الأمرين والغربة، لافتًا إلى أن كل دول العالم تعيش أحوالا اقتصادية صعبة،
وخصوصًا خلال السنوات الأخيرة، مما كان له أثره السيء أيضًا على العاملين فى الدول
العربية وعدم دفع رواتب البعض منهم بالشهور نتيجة للكساد، مؤكدًا أن ذلك يعد أحد
أسباب نقص تحويلات المصريين في الفترة الأخيرة.
وتابع: "المصريون في الخارج لا تقدم لهم أية
خدمات، وهم أيضًا لا يشاركون المصريين في الداخل فى الاستهلاك من كهرباء وغاز
ومياه."
وشدد على ضرورة أن تحسن الدولة من أدائها غير المرضى
للشعب، وعدم البحث عن تحميل أعباء وضرائب جديدة تثقل الهموم على الشعب المطحون،
لافتًا إلى أن الفساد هو الخطر الحقيقي الذي يهدد الحكومة المصرية، ويقضي على آمال
الشعب في حقه في جني ثمار التنمية والمعيشة الكريمة.