السيسي لرؤساء الصحف القومية: لم استأذن أحدًا في قرارتنا حينما كنت وزيرًا للدفاع.. لا أحد يملي علينا شيئًا.. مباحثات سد النهضة تسير بشكل مطمئن.. لا توجد قوات مصرية بأي بلد
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر تؤيد المساعي والمبادرات الدولية والإقليمية لحل القضية الفلسطينية، وأن مصر ليست لديها قوات برية في أي بلد بالمنطقة.
وأضاف في حواره مع رؤساء تحرير صحف الأهرام والأخبار والجمهورية، أن مفاوضات الدراسات الفنية لسد النهضة تسير بشكل مطمئن للجميع، كما أن التوقيع على الاتفاق النهائي لإنشاء محطة الضبعة النووية خلال العام الحالي.
جاء ذلك خلال لقاء السيسي رؤساء التحرير الأستاذ ياسر رزق رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "الأخبار" والأستاذ محمد عبدالهادي رئيس تحرير "الأهرام" وفهمي عنبة رئيس تحرير "الجمهورية"، أمس الأحد، بقصر الاتحادية.
شرح الرئيس السياسة الخارجية المصرية وثوابتها، والموقف من الأزمات المشتعلة بالمنطقة، إلى جانب الوضع الدولي وما يهدد العالم من مخاطر نتيجة الصراعات المشتعلة والإرهاب الذي لا يعترف بوطن ولا دين. ورؤية مصر التي تقف دائما لدعم أي مبادرات على طريق المصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتطرق إلى رحلته للصين لحضور قمة العشرين التي جاءت دعوة مصر لحضورها تقديرًا لدورها ودليلًا على عودة مصر للساحة الدولية كممثلة للدول النامية والعرب وإفريقيا.. وطمأن السيسي الشعب بأن مباحثات سد النهضة تسير بشكل مطمئن للجميع وردود الفعل المصرية دائمًا ما تكون هادئة وواثقة.. وخلال زيارته للولايات المتحدة سيلتقي الرئيس مع عدد من قادة دول العالم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر سبتمبر القادم بنيويورك.
وفيما يلي نص الحديث:
*قلت سيادتك مؤخرًا إن أدبيات السياسة الخارجية المصرية في العقود السابقة لم تعد مناسبة للوضع الحالي.. هذا الكلام يحتاج إلى تفعيل. فهل المقصود هو تغيير في ثوابت العلاقات المصرية الخارجية. أم تغيير نهج كان سائدًا في التعامل؟
** الرئيس: المقصود إننا ندير علاقاتنا مع دول العالم في إطار الشراكة.. لا التبعية. فمصر ليست تابعة لأحد. نحن لدينا علاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعى لتطويرها وهي علاقات شراكة تقوم على الانفتاح وتبادل المصالح والرأي والحوار السياسي والاحترام المتبادل. ونحن من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا بقيادة العالم. نعطي الفرصة للآخرين لتفهم ما يدور في مصر والمنطقة.
ولقد أثبتت الوقائع التي تشكل في المنطقة صدق الرؤية المصرية. وصحة ما نطرحه من شواغل كانت من قبل لا تحظى بالقبول أو التفهم. ولكن الآن ثبت ما كنا نقوله. ورؤيتنا الحقيقية للواقع. لذا فإن الثقة في السياسة المصرية تزداد يومًا بعد يوم. والاستعداد للتعاون معها يزداد بمضي الوقت الذي هو عنصر حاسم في زيادة الفهم لسياستها ولحقائق الوضع في المنطقة.
وأقول بكل وضوح إنه خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي علينا شيئًا على غير ما نراه. فالقرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق. بل أقول إننا عند إعلان بيان الثالث من يوليو عام 2013.
حينما كنت وزيرًا للدفاع -فإننا وأقسم بالله -لم نستأذن أحدًا أو نخطر أحدًا أو ننسق مع أحد. فيما قررته الجماعة الوطنية وأعلنته على الشعب.
* في زيارتك لأسيوط قبل شهرين.. أطلقت دعوة إلى كل أطراف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لإعادة إحيائها من أجل إنهاء الصراع.. وبعدها أوفدت وزير الخارجية للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني ما هو تقييمك للوضع وكيف ترى الجهود الدولية المبذولة في هذا الاتجاه؟
الرئيس: موقفنا ثابت من عملية السلام. ونحن ندعم كل الجهود التي تسعى إلى حل هذه القضية شديدة التعقيد. فاستمرار النزاع له تأثير سلبي بالغ على المنطقة. أما الاتفاق فله تأثير ساحر على مستقبل شعوبها.
إن مصر كانت وما زالت داعمة للجهود الأمريكية خلال السنين الماضية وحتى الآن. وداعمة لمبادرة السلام العربية. كما أعلنت تأييدها للمبادرة الفرنسية. وعلاقاتنا مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح لنا أن نلعب دورًا محوريًا لإيجاد حل لقضية السلام.
لكن أين الدور الروسي.. خاصة أن روسيا أحد راعيي مؤتمر مدريد للسلام الذي أطلق عملية السلام الفلسطينية -الإسرائيلية منذ أكثر من ربع قرن.. كما أنها عضو في الرباعية الدولية؟
الرئيس: نحن ندعم أي تحرك إيجابي من جانب الدول المعنية والقادرة على التأثير سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو روسيا الاتحادية.
وأذكر أن الرئيس الروسي بوتين أبلغني بأنه دعا الرئيس الفلسطيني أبومازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للاجتماع في موسكو لإجراء محادثات مباشرة.
ونحن نؤيد هذه الجهود. والكل مدعو للتحرك في هذه القضية التي تحتاج إلى جهد جبار. والتجاوب مع المبادرات المطروحة بهدف إيجاد ضوء في نهاية النفق للفلسطينيين لإقامة دولتهم جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
لكن لا بد من إنهاء الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني من أجل تصفية المناخ لتفاوض حقيقي. وتحقيق المصالحة داخل حركة فتح. أو بينهما وبين حركة حماس.
لكن سيادة الرئيس.. ألا تعتقد أن انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية قد يؤدي إلى إرجاء أو تجميد تلك الجهود؟
الرئيس: من الضروري أن يتم التحرك الآن. وألا يجمد الوضع. وللأسف المياه راكدة تمامًا ولابد من جهود لتحريكها. بشرط توافر إرادة لدى إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول الإقليم والمجتمع الدولي.
إننا لا نريد أن نستأثر بدور. بقدر ما نريد تشكيل قناعة لدى الآخرين للقيام بدورهم وأن السلام لو تحقق هو الضوء المبهر الذي سيغير ملامح المنطقة.
من خلال رؤيتك للموقف الإسرائيلي هل تجد قدرًا من التغيير في النظرة الإسرائيلية تجاه السلام؟
الرئيس: أرى أن القناعة بأهمية السلام وإيجاد مخرج تتزايد لدى الجانب الإسرائيلي وهذا مؤشر إيجابي.
بشكل عام.. ما النقاط الرئيسية التي تحكم الموقف المصري من قضايا المنطقة خاصة النزاعات في دول الجوار العربي؟
الرئيس: أولًا نحن لا نتدخل في شئون الآخرين.. ثانيًا مصر تدعم إرادة الشعوب.. ثالثًا إننا ندعم الحلول السياسية السلمية للمسائل المتنازع عليها.
في هذا الإطار.. نسأل عن موقف مصر من المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن؟
الرئيس: مصر تشارك بعناصر من القوات البحرية في باب المندب لتأمين الممر الملاحي وتأمين وصول السفن لقناة السويس. ولدينا عناصر من القوات الجوية في السعودية. لكن لا توجد لنا أي قوات برية في أي دولة عربية. كل ما لدينا من قوات خارج مصر هي في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
الوضع في سوريا يبدو معقدًا ومتشابكًا. كيف حددت مصر موقفها في ظل العلاقات التاريخية التي تربطها بهذا البلد العربي الشقيق. وكيف ترون سبل الخروج من هذه الأزمة؟
الرئيس: إشكالية الموقف في سوريا. يكمن في إنه بلد تتقاطع فيه الرؤى والمصالح بشكل أو آخر. وهناك أطراف كثيرة تتعامل مع هذا الملف. واعتقد أن التفاهمات الأمريكية الروسية من جانب ومرونة الأطراف الإقليمية التي لها مصالح مباشرة من جانب آخر. يمكن أن تؤدي إلى إيجاد مخرج لهذه الأزمة. وهذا يحتاج إلى وقت.
أما الموقف المصري فهو يتأسس على 5 محددات رئيسية هي:
- احترام إرادة الشعب السوري.
- إيجاد حل سلمي للأزمة.
- الحفاظ على وحدة الأرض السورية.
- نزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة.
- إعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة.
بالنسبة للأوضاع في ليبيا.. حذرت سيادتك أكثر من مرة من انتقال العناصر الإرهابية إلى الأرض الليبية لتكون منطلقًا لها إلى مصر ودول شمال المتوسط.. ما هي التدابير التي اتخذتها مصر لمواجهة هذا الخطر؟
الرئيس: المسألة بوضوح أنه كلما زاد الضغط على العناصر المتطرفة في سوريا والعراق والنجاح في مواجهتها. فإننا ننتقل إلى ليبيا. ولقد رصدنا ذلك منذ أشهر. ووجود حركة خروج من سوريا والعراق والتجمع في ليبيا. وهناك جهود دولية للتعامل مع هذا الخطر.
وفي هذا الصدد فإن مصر تدعم الجيش الوطني الليبي والبرلمان لإنهما يمثلان الشعب الليبي وإرادته.
ومصر تسهم في تدريب عناصر الجيش الليبي.. وهم مطمئنون لذلك لأن الجيش المصري جيش ذو عقيدة وطنية. وليس جيشًا قبليًا ولا طائفيًا. ونحن نبذل جهدنا لحماية حدودنا مع الاستعداد الكامل لمجابهة أي مخاطر قائمة منذ سقوط القذافي وحتى الآن.
كيف تقيمون علاقة مصر بدول الخليج.. خاصة أن هناك تقارير خارجية تحاول الترويج لفتور علاقات مصر بالسعودية والإمارات؟
الرئيس: علاقات مصر ودول الخليج ثابتة وقوية. ونحن حريصون على هذا الأمر. وأيضًا الأشقاء في دول الخليج يحرصون من جانبهم على توطيد هذه العلاقات ولا توجد مشكلة تعتدى هذه العلاقات سواء فيما يتعلق بقضايا المنطقة والتعاون الثنائي. لكن البعض يختزل بين مصر وأشقائها في الخليج بحجم الدعم المقدم منها. وهذا ليس صحيحًا.
مشكلة اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية التي تضمنت جزيرتي تيران وصنافير أثارت جدلًا في الشارع المصري.. كيف ترون أبعاد هذه المشكلة.. وتأثير مجرياتها على العلاقات المصرية السعودية؟
الرئيس: نحن نتعامل باحترام كامل لمؤسسات الدولة. ونحترم القضاء وفقًا للقانون وأحكامه كما أن القضاء نفسه أتاح للدولة التعامل أمامه في نفس الموضوع وفقًا للقانون ولدينا مؤسسة البرلمان التي تمثل إرادة الشعب. وسيكون أمام البرلمان فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية بشكل متعمق وكل الأشقاء في السعودية يتفهمون الموضوع والإجراءات الدستورية في مصر تمامًا.
ما الذي تستفيده مصر من اتفاقيات تعيين الحدود البحرية مع الدول المجاورة لسواحلها؟
الرئيس: تعيين الحدود البحرية يعطي فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة في المياه الاقتصادية وهذا ما حدث في اتفاق تعيين الحدود مع قبرص. وأتاحت لنا المنطقة الاقتصادية الكشف عن حقل "ظهر" الذي سيكون مصدرًا كبيرًا للدخل من النقد الأجنبي عند بدء إنتاجه بحلول عام 2018. كما أن اتفاق تعيين الحدود البحرية مع السعودية يشكل فرصة للتنقيب عن الثروات والنفط في البحر الأحمر.
وماذا تم في مفاوضات تعيين الحدود البحرية مع اليونان؟
الرئيس: نحن نمضي في هذه المباحثات. وبدأنا بالفعل في إجراءات ابتداءً من الجهود الأمريكية والمبادرتين العربية والفرنسية.. وكشف السيسي عن إبلاغ الرئيس الروسي بوتين له بأنه قام بدعوة الرئيس الفسطيني أبومازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتيناهو لعقد مباحثات مباشرة في موسكو.. وكان اللقاء هذه المرة في الصالون الرئيسي بالاتحادية بعكس المرة الماضية الذي كان في مكتب الرئيس.. وتطرق الحوار إلى العلاقات مع دول الخليج التي وصفها السيسي بالقوة والمتانة وإنها ثابتة لا تتأثر بالشائعات ورفض مصر لمن يحاولون ربط هذه العلاقات بحجم الدعم.. مشيرًا إلى أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية متفهمون للجدل المثار في مصر حول جزيرتي تيران وصنافير.. وبالنسبة للأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق فإن سياستنا تقوم على احترام إرادة الشعوب والعمل على إيجاد حل سلمي سياسي والحفاظ على وحدة أراضي هذه الدول العربية.. كما أكد سيادته أهمية الحوار العربي لجمع الشمل.. وأكد عدم وجود قوات مصرية برية في أي دولة بالمنطقة.. وأن مصر لا تستأثر بدور في حل المشكلة الفلسطينية أو أي أزمة أخري ولكنها تعمل على تشكيل قناعة لدى الآخرين من جميع الأطراف الدولية والمعنية للقيام بدورهم.. وعن إفريقيا قال الرئيس إننا بدأنا عهدًا جديدًا مع الأشقاء الأفارقة الذين يقدرون الدور المصري ويثمنون تعاملنا الحكيم مع سد النهضة.. وكشف وخطوات في هذا الشأن.
أما فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان. فسوف تستضيف القمة الثالثة في أكتوبر القادم لبحث وتفعيل مجالات التعاون والمشروعات التي اتفقنا عليها في القمتين السابقتين بقبرص واليونان.
توليت رئاسة القمة العربية في دورتها السابقة.. كيف رأيت صورة العالم العربي في هذا العام؟
الرئيس: أتصور أننا في منطقتنا العربية بحاجة إلى قيام الدول العربية بمراجعة شاملة تستهدف التعاطي بشكل أكثر إيجابية من قضايانا لصالح الدول والشعوب العربية بأكملها وفي رأيي أن النقاش والحوار والتنسيق من أفضل السبل لحل أي إشكاليات والتعامل مع أي شواغل. ودورنا يجب أن يكون جمع الشمل العربي واحتواء المشكلات. لا سيما أن المنطقة في أصعب أحوالها.
ننتقل إلى العلاقات المصرية الإفريقية.. سيادتك حرصت منذ توليك الرئاسة على المشاركة بانتظام في القمم والمحافل الإفريقية. هل نستطيع القول إن مصر عادت إلى دورها الإفريقي؟
الرئيس: بالتأكيد.. فمنذ خطابي الأول ركزت على الدائرة الإفريقية في علاقات مصر الخارجية. ونحن بدأنا عهدًا جديدًا مع الأشقاء. ويمضي مسار تطوير علاقاتنا مع دول القارة بصورة طيبة. خاصة دول حوض النيل. وهناك تقدير كبير للدور المصري خاصة في تعاملنا الحكيم مع موضوع سد النهضة.
كيف تسير المباحثات في اتجاه توقيع اتفاق الدراسات الفنية والبيئية الخاصة بسد النهضة. والتعاون الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا؟
الرئيس: المباحثات تسير بشكل مطمئن للجميع ويبعث على الرضا.. لذا لا بد أن تكون ردود أفعالنا هادئة وواثقة ومطمئنة بأن مياه النيل ستظل تتدفق إلى مصر.. وهم يعون هذا.
وبهذه المناسبة.. فسوف يزور الرئيس السوداني عمر البشير القاهرة في أكتوبر القادم. لبحث تطوير التعاون في إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.
نأتي إلى علاقات مصر بالقوى الكبرى.. كيف تسير علاقاتنا بالولايات المتحدة؟
الرئيس: العلاقات المصرية ـ الأمريكية هي علاقات استراتيجية تقوم على ثوابت يحرص عليها الطرفان ونحن في البلدين مهتمون بأن نعطي الفرصة لأنفسنا لمراجعة مواقفنا ولقد اتضح لهم خلال السنوات الثلاث الماضية حقائق الوضع في مصر وسياستها التي تتسم بالتعقل والتوازن والحرص على هذه العلاقات وبالتأكيد فإن مستقبل هذه العلاقات جيد في ضوء أنه كلما يمر الوقت تتحسن الأمور.
هل هناك اتصالات مع ممثلي حملتي الرئاسة الأمريكية المقبلة؟
الرئيس: نحن نلتقي مع كل الشرائح السياسية الأمريكية سواء في الكونجرس أو الحكومة أو البنتاجون ونتحاور معهم وهم يستمعون إلى آرائنا ويتفهمون موقفنا.
* العلاقات المصرية ـ الروسية شهدت في العامين الماضيين زخما كبيرا يعيد لها ثقلها التاريخي. هل تأثرت هذه العلاقات بحادث الطائرة الروسية؟
الرئيس: العلاقات بين مصر وروسيا راسخة وذات طبيعة خاصة ولها بعدها التاريخي.
أما بالنسبة لحادث الطائرة فلم يترك أثرًا سلبيًا على هذه العلاقة. لكن كانت هناك بعض الظروف وتمت مراعاتها بين البلدين ونحن متفهمون للموقف الروسي وحساسية القيادة الروسية وشواغلها تجاه مواطنيها ونعلم أن السياحة الروسية لمصر لا بد أن تعود.
هل هناك مؤشرات على عودتها قريبًا؟
إن شاء الله ومن المهم عودة السياحة الروسية إلى مصر كتعبير عن قوة العلاقة بين البلدين وأنا متفائل بعودتها قريبًا.
ماذا عن توقيع الاتفاق الخاص بإنشاء محطة الضبعة النووية؟
الرئيس: هناك نقاط صغيرة يجري التفاوض بشأنها وهذه المحطة هي أمل مصر في دخول آفاق المعرفة النووية وإن شاء الله سيتم توقيع الاتفاق هذا العام.
هل ما زالت قضية الدارس الإيطالي "ريجيني" تعترض مسار العلاقات المصرية ـ الإيطالية؟
الرئيس: أسجل إشادتي وتقديري للتصريحات الإيجابية لماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي وهم في إيطاليا يشعرون بأننا نتعاون معهم ونحرص على استجلاء الحقيقة ونحن متعاطفون مع أسرة الطالب الإيطالي وهناك تعاون بين أجهزة التحقيق في البلدين.
ولقد ساهمت زيارات الوفود الشعبية في إيضاح صورة التعاون المصري ـ الإيطالي وما زالت جهود التحقيق مستمرة في هذه القضية.
لكن دعوني أقول اننا تناولنا لها في بعض وسائل الإعلام المصرية أدى إلى تعقيد القضية.
الملاحظ أن العلاقة بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي كل على حدة جيدة بينما الاتحاد نفسه له مواقف تبدو مغايرة في بعض الأحيان.. ما تفسير ذلك؟
الرئيس: إنني أقدر أن لكل دولة موقفها الخاص نحو مختلف القضايا وعلاقتنا بدول الاتحاد الأوروبي متميزة وأرى أن التعاون مع الاتحاد ككل في تحسن مستمر.
بعد تولي تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا منصبها أجريت سيادتك اتصالا معها.. ماذا دار في هذا الاتصال؟
الرئيس: هذه المكالمة كانت للتهنئة بتوليها منصبها. وأيضا للحديث عن علاقات التعاون بين البلدين. وتناولنا موضوع عودة السياحة البريطانية لمصر. وكان الحديث إيجابيًا في هذا الموضوع. ونتوقع عودة السياحة البريطانية في الخريف المقبل. وسنتلقي إجابة حاسمة في هذا الشأن قريبًا.
هناك تصريحات متضاربة تصدر من مسئولين أتراك عن العلاقات مع مصر.. كيف تستقبلون هذه التصريحات. ولماذا لا نرد بالقدر الكافي على من يمس مصر وقيادتها؟
الرئيس: نحن نعطيهم الوقت لإعادة النظر في موقفهم من مصر وتصويب تصرفاتهم. وعندما نرد فإننا نرد بموضوعية إذا كان الأمر يحتاج إلى رد. وليس كل ما يقال يستحق الرد. وفي العلاقات بين الدول ينبغي أن يكون هناك مستوى لائق للتصريحات والتعامل. وإنني أحرص على أن نعكس حضارة وثقافة وقيم أصالة مصر. والمصريون أصبحوا متفهمين لذلك.
أما عن العلاقات بين الشعبين. فلا توجد أي أسباب للعداء. ونحن في مصر ليست عندنا نزعات مذهبية أو طائفية. وإنما نتعامل بالشكل الذي يليق بمصر.
في مطلع الشهر المقبل. ستقومون بزيارة إلى الصين بدعوة من الرئيس الصيني للمشاركة في قمة العشرين. ما الذي تحمله إلى القمة كزعيم عربي إفريقي؟
الرئيس: إن حرص الرئاسة الصينية على دعوة مصر لحضور قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مطلع سبتمبر المقبل في مدينة "هانجو" الصينية يعكس مدي التقدير الذي تحظي به مصر على الصعيد الدولي. ومدى الثقة في ثقلها الإقليمي فضلا عن النظرة التفاؤلية إزاء مستقبلها الاقتصادي.
وسوف تحرص مصر خلال مشاركتها على إيصال صوت الدول الإفريقية بوجه خاص والنامية بوجه عام. وأن تحقق القمة النتائج المأمولة فيما يتعلق بتقديم المساندة الفعالة لهذه الدول في سعيها لتحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة 2030.
بما في ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية. ودفع حركة الاستثمار الأجنبي اليها. وتيسير نفاذ منتجاتها وخدماتها لأسواق الدول المتقدمة. فضلًا عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ لتقليل الآثار السلبية للانبعاثات الضارة علي الدول النامية. وتمكينها من زيادة الاعتماد علي مصادر الطاقة المتجددة وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة.
وسوف تقوم مصر خلال القمة بعرض رؤيتها إزاء الموضوعات الاقتصادية الدولية المطروحة علي جدول الأعمال. وأهمها سبل تنسيق السياسات الدولية وفتح مسار جديد للنمو. ودفع التجارة والاستثمار على الصعيد الدولي كوسيلة للتغلب على تباطؤ أداء الاقتصاد العالمي وتجنب الانزلاق مجددًا إلى أزمة كساد. وكيفية الاستفادة من الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية والصناعية المبتكرة لتحفيز النمو الاقتصادي العالمي. والتحديات التي تواجه قطاع الطاقة العالمي.
وهذه الزيارة ستكون فرصة لإجراء مشاورات مع العديد من قادة الدول وعقد مباحثات مع الرئيس الصيني لمناقشة التعاون بين البلدين.
في النصف الثاني من سبتمبر المقبل. تشاركون للعام الثالث في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. في المدة الأولى كان الغرض من المشاركة هو أن يطل العالم علي مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو. وفي المرة الثانية كان الغرض هو انفتاح مصر علي العالم بعد عزلة مؤقتة أعقبت الثورة.. ما هي رسالتكم إلى العالم في هذا العام؟
الرئيس: الزيارة هذه المرة هدفها تأكيد صدق الرؤية المصرية تجاه أهم قضية تواجه العالم وهي قضية التطرف والإرهاب.. لا سيما أن مصر تشغل مقعدًا غير دائم بمجلس الأمن وتتولى رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب.
خلال العامين الماضيين.. زرت العديد من دول العالم. ما هي التجربة التي جذبت انتباه سيادتكم أكثر من غيرها؟
الرئيس: الحقيقة أنني كنت أتصور أن الموارد وشحها أو توافرها هو أحد أهم أسباب تقدم الدول. لكنني عندما ذهبت إلى كوريا الجنوبية وجدت أن الإنسان هو أهم وأعمق وعنصر في التقدم فالغني الحقيقي في كوريا الجنوبية هو قدرة الإنسان الكوري. وهذا الأمر يجب أن نعمل عليه في مصر من أجل صياغة الشخصية المصرية واستكمال بنائها.
وفي زيارتي لليابان.. جذب انتباهي التعليم: هناك منظومة متكاملة في المدارس. فالفصول بلا أبواب وهذا له مغزي. ولقد وجدت أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة التي زرتها في طوكيو لا يزيدون على 28 فردًا منهم ثمانية يتولون مهمة تجهيز الوجبات للتلاميذ.. والكل هناك مقتنع بأن دور التعليم هو بناء الشخصية.
نلاحظ أن هناك تأخرًا في نقل تجارب بعض الدول. رغم وجود تفاهمات على ذلك؟
الرئيس: نقل التجارب بين الدول مسألة تأخذ وقتا. لأن الدول المتقدمة تقوم بدراسات وتضع تصورات لهذا التعاون قبل صياغة الاتفاقات وما سيتم التعاون بشأنه.. الناس هناك تأخذ وقتها في الدراسة بتعمق لذا فالموضوع يأخذ وقته ولا ينتهي في شهر أو شهرين كما نتصور.
خلال زيارة سيادتكم إلى كوريا الجنوبية وسنغافورة. شاهدت بعض الشباب المصري يعمل في إدارة كبريات الشركات العالمية هناك.. كيف شعرت حين التقيت بهم؟
الرئيس: شعرت بالسعادة البالغة. وتأكد لي أننا قادرون على تحقيق ما نتمناه بشرط أن نتحلى بالصبر والجدية. فإذا تمسكنا بهما في كل مجال كالتعليم والإنتاج وغيرها سنحقق نتائج هائلة.
وسوف تقوم مصر خلال القمة بعرض رؤيتها إزاء الموضوعات الاقتصادية الدولية المطروحة علي جدول الأعمال. وأهمها سبل تنسيق السياسات الدولية وفتح مسار جديد للنمو. ودفع التجارة والاستثمار على الصعيد الدولي كوسيلة للتغلب على تباطؤ أداء الاقتصاد العالمي وتجنب الانزلاق مجددًا إلى أزمة كساد. وكيفية الاستفادة من الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية والصناعية المبتكرة لتحفيز النمو الاقتصادي العالمي. والتحديات التي تواجه قطاع الطاقة العالمي.
وهذه الزيارة ستكون فرصة لإجراء مشاورات مع العديد من قادة الدول وعقد مباحثات مع الرئيس الصيني لمناقشة التعاون بين البلدين.
في النصف الثاني من سبتمبر المقبل. تشاركون للعام الثالث في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. في المدة الأولى كان الغرض من المشاركة هو أن يطل العالم علي مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو. وفي المرة الثانية كان الغرض هو انفتاح مصر علي العالم بعد عزلة مؤقتة أعقبت الثورة.. ما هي رسالتكم إلى العالم في هذا العام؟
الرئيس: الزيارة هذه المرة هدفها تأكيد صدق الرؤية المصرية تجاه أهم قضية تواجه العالم وهي قضية التطرف والإرهاب.. لا سيما أن مصر تشغل مقعدًا غير دائم بمجلس الأمن وتتولى رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب.
خلال العامين الماضيين.. زرت العديد من دول العالم. ما هي التجربة التي جذبت انتباه سيادتكم أكثر من غيرها؟
الرئيس: الحقيقة أنني كنت أتصور أن الموارد وشحها أو توافرها هو أحد أهم أسباب تقدم الدول. لكنني عندما ذهبت إلى كوريا الجنوبية وجدت أن الإنسان هو أهم وأعمق وعنصر في التقدم فالغني الحقيقي في كوريا الجنوبية هو قدرة الإنسان الكوري. وهذا الأمر يجب أن نعمل عليه في مصر من أجل صياغة الشخصية المصرية واستكمال بنائها.
وفي زيارتي لليابان.. جذب انتباهي التعليم: هناك منظومة متكاملة في المدارس. فالفصول بلا أبواب وهذا له مغزي. ولقد وجدت أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة التي زرتها في طوكيو لا يزيدون على 28 فردًا منهم ثمانية يتولون مهمة تجهيز الوجبات للتلاميذ.. والكل هناك مقتنع بأن دور التعليم هو بناء الشخصية.
نلاحظ أن هناك تأخرًا في نقل تجارب بعض الدول. رغم وجود تفاهمات على ذلك؟
الرئيس: نقل التجارب بين الدول مسألة تأخذ وقتا. لأن الدول المتقدمة تقوم بدراسات وتضع تصورات لهذا التعاون قبل صياغة الاتفاقات وما سيتم التعاون بشأنه.. الناس هناك تأخذ وقتها في الدراسة بتعمق لذا فالموضوع يأخذ وقته ولا ينتهي في شهر أو شهرين كما نتصور.
خلال زيارة سيادتكم إلى كوريا الجنوبية وسنغافورة. شاهدت بعض الشباب المصري يعمل في إدارة كبريات الشركات العالمية هناك.. كيف شعرت حين التقيت بهم؟
الرئيس: شعرت بالسعادة البالغة. وتأكد لي أننا قادرون على تحقيق ما نتمناه بشرط أن نتحلى بالصبر والجدية. فإذا تمسكنا بهما في كل مجال كالتعليم والإنتاج وغيرها سنحقق نتائج هائلة.