بعد حادث "المنوفية".. الإرهابيون يتبعون "تكتيكات" جديدة في استهداف "الشرطة".. خبير عسكري: الحل في الكمائن المتحركة.. منشق عن "الإخوان": الخطورة تكمن في الحركات المنبثقة عن "رابعة"
على الرغم من إحكام السيطرة الأمنية على تظاهرات جماعة الإخوان، إلا أنه لا تزال العمليات الإرهابية العشوائية تستمر في الظهور على المشهد المصري، فاستهداف كمين العجيزي التابع لمدينة السادات بالمنوفية ليس هو الأول من نوعه الذي يقم به بعض ممن لا يملكون سابقة جنائية من قبل، فهل أصبح الإرهاب بمثابة الملف المفتوح الذي يصعب غلقه؟، وهل إعلان حركة "المقاومة الشعبية" التابعة للإخوان مسئوليتها الكاملة عن الواقعة، يعني اتباع الجماعة منهج العنف العشوائي في هذه المرحلة أم أنه انعكاس لصورة "الذئاب المنفردة" لغير التنظيمين؟
وكان الجميع قد فوجئ، صباح أمس الأحد، بعمل إرهابي جديد، تعرض له كمين العجيزي بمدينة السادات، أسفر عن استشهاد فردي شرطة، وإصابة 5 آخرين، وأفادت مصادر أمنية، بأن مجهولين أطلقوا أعيرة نارية كثيفة على كمين العجيزي التابع لمدينة السادات بمحافظة المنوفية، ما أدى إلى إصابة خمسة أفراد بينهم اثنان مدنيان، واستشهاد مخبر ومجند.
الحل في الكمائن المتحركة
لذلك قال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، في
تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمصر،
دائمًا ما يدرسون أسباب العمليات الإرهابية الواقعة، والنظر في التقصير الأمني إن
وجد.
وأضاف الخبير العسكري أن الأمر جد خطير، وأن من يده
بالمياه ليست كالتي بالنار، مؤكدًا أنه من الضروري في الفترة المقبلة ألا يكون
هناك الكمائن الثابتة بهذا الكم، بل يجب أن يكثر عدد الكمائن المتحركة للإيقاع
بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة قبل أن يثيروا البلبلة بجرائمهم.
وأوضح "مظلوم" أن رغم السيطرة الأمنية
الكاملة على التظاهرات الممنهجة لجماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن عشوائية هذه
العمليات، وعدم سابقة من يرتكبوها من محدثي الإجرام، تسبب قلقًا للأجهزة الأمنية،
مشيرًا إلى أن حادث كمين العجيزي بالمنوفية، أحد تلك المشاهد العبثية التي تحتاج
تكاتف من الدولة ككل لمواجهتها وبمختلف أجهزتها من أوقاف وثقافة ووزارة الشباب،
مختتمًا بأنه يرى أن الإرهاب ملف طويل آخره الأمن ومع ذلك تتحمله أجهزة الأمن
وحدها، فتخسر وحدها.
محاربة الإرهاب تتطلب معرفة
فكرهم
بينما رأى ماهر فرغلي، الخبير في شئون الحركات
الإسلامية، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إن محاربة الإرهاب تتطلب
معرفة وفهم كيف يفكر الإرهابيون، موضحًا أن معرفة عقلهم أولًا ثم أساليبهم في
التطبيق هو الحل الأمثل للتعامل معهم.
وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية أن ثقافة
الموت التي يتبعها الإرهابيون العشوائيون هو نتاج لتراكم فكر متطرف على مدار عقود،
وبدأه سيد قطب، ولن يتم مواجهته خير مواجهة دون الإلمام به ككل، مؤكدًا أن محاولة
التعامل مع المشهد بصورته الحالية لن تضيف إلا تحويل المشهد للصورة العشوائية التي
نراها الآن من استهداف بعض اللاتنظيميين لكمائن الداخلية رغبة في الانتقام،
كاستهداف البعض لكمين العجيزي التابع لمدينة السادات بالمنوفية.
اعتصام رابعة أفرز
إرهابيين جددًا
بينما أكد سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات
الإسلامية، والمنشق عن جماعة الإخوان، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز" أن
الجماعة تحاول التلاعب بالمشهد السياسي، فهي في حالة هدنة يفرضها عليها المشهد
الدولي والإقليمي، ولكن اعتصام رابعة تسبب في تشويه كثير للمشهد بمصر، حيث أظهر
لنا فئة جديد تسمى "الربعاوية" وهم فئة غير تنظيمية ولا يمكن السيطرة
عليها.
وأضاف "عيد" أنه بالرغم من إعلان حركة
"المقاومة الشعبية" التابعة للإخوان مسئوليتها عن ضرب كمين العجيزي
بالمنوفية، إلا أنه في النهاية إحدى الحركات الناتجة عن ظاهرة
"الربعاوية" لا الإخوان، موضحًا أن الإخوان تساند الإرهابين معنويًا إن
لم يكن ماديًا، بحيث تتمكن الجماعة من الانسحاب إذا تأزم الأمر، فلا تشوه اسمها في
عمل إرهابي.
وأوضح القيادي المنشق عن الإخوان، أن مصطلح
"الربعاوية" جديد لفظًا، قديم معنيً، فمنذ أيام "البنا" حتى
حادث الفنية العسكرية وغيره، فإن الجماعة تحاط بمجموعة من المتحمسين غير التنظيمين
والتي تسعى الجماعة إلى استغلالهم في العنف دون الزج باسمها ككيان مسئول.