حرب أهلية داخل "الإرهابية".. قيادات الجماعة تخون الشباب.. تصريحات "نائب المرشد" تصدم المخدوعين في "عصابة البنا".. و"المرجعية" نقطة خلاف بـ"زمن الانسحاق"
تصاعد الخلاف بين قيادات الجماعة بعضهم البعض من ناحية، وبين القيادات والشباب من ناحية أخرى، فتصرفات وتحركات قيادات الجماعة تثير حفيظة الشباب بشكل كبير، خصوصًا بعد ما أعلنه نائب المرشد الحالي إبراهيم منير أمام مجلس العموم البريطاني، من أفكار اعتبرها شباب الجماعة "تنازلات" فكرية عن أهداف ومبادئ الجماعة، التي دخلوا الجماعة من أجلها، ويرون القيادات يعلنون عكسها الآن أمام الغرب بتساهل شديد.
حسن البنا وسيد قطب
وفي نفس السياق الهجومي، أشار أحمد فكري أحد شباب
الإخوان الهاربين، في رسالة إلى قيادات الجماعة الحالية، تساؤلًا حول ماهية المنهج
الذي يتبعونه حاليًا وعن الأفكار التي يؤيدونها، فهل هو منهج حسن البنا وسيد قطب أم
منهج إبراهيم منير ومحمود حسين؟!.
ومن جانبه، أضاف أحمد تهامي أحد الشباب الهارب
والموالي للإخوان، أنه من الضروري للقيادات الحالية أن يتركوا المكان لمن هم أجدر
منهم.
الخلافة ليست من الإسلام
وعلي هامش ما قاله الدكتور إبراهيم منير، نائب
المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، والأمين العام للتنظيم الدولى للإخوان، فى
مؤتمر صحفي بأنجلترا، إن مصطلح الخلافة ليس من الإسلام وليس من الدين"،
مضيفًا بالنص: "يسعى الإخوان إلى تكوين مجتمع عالمى الإساس فيه هو
الإنسانية"، وهو عكس ما تؤمن به الجماعة وما تعلنه لأبنائها وأعضائها، بأن
الخلافة أساس الإسلام وهدف الجماعة، ولذا ثارت حفيظة أبناء الجماعة واحتدت
تعليقاتهم وتصريحاتهم ضد قيادتهم، موضحين أن القيادات يتلاعبون بهم، فيميعون
تصريحاتهم وألفاظهم بهدف إرضاء الغرب، وهو عكس ما أعلنوه لهم.
هزيمة فكرية للجماعة
وفي هذا السياق، قال عز الدين دويدار القيادي
الإخواني الشاب والهارب خارج مصر، إنه على هامش تحقيق مجلس العموم، يتضح ما يعاني
منه الدكتور منير ورفاقه، وحقيقة فالمشهد الحالي هو انسحاق ثقافي وهزيمة فكرية
للجماعة وأهدافها، من خلال أعراض ملازمة لاستنفاذ القدرة والانسحاب الميداني
ومظاهر لمرحلة ما بعد صدمة اكتشاف العجز في مقابل الشعارات والمبادئ.
وأضاف دويدار مهاجمًا القيادات في تصريح له على صفحته الشخصية على "فيس بوك"، أن كل هذا قد يكون مقبولًا إنسانيًا من جيل
وصل للسبعين والثمانين من العمر بدون تحقيق شيء من عناوين الشباب، مشيرًا إلى أن غير المقبول حقيقة هو أن يبقى هؤلاء السبعينيين المهزومين العاجزين نفسيا وإنسانيًا
قابعين على رأس أكبر تنظيم إسلامي شاب ديناميكي في الكون، من وجهة نظره.
وتابع القيادي الشاب الهارب، بأن خلع كل الثوابت
والتبرأ من الثقافة الشخصية والأهداف الفكرية، والسعي وراء التملق والتذلل
للمحققين بما يحنن قلوبهم علي الجماعة، وتصور أن تقية ما قد تنفع، فهذا ما يمقته
وينقده ويهاجمه، موضحًا أن القيادات أوصلت الجماعة إلى مرحلة يدافع فيها الشباب عن
أفكار الجماعة القديمة من وجهة نظره.
تحكيم شرع الله
وفي هذا السياق، قال الدكتور ثروت الخرباوي، القيادي
المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن
الإخوان يرون أنهم الإسلام، وخاطبهم البنا بذلك في رسائله، فبالتالي يتربى
الإخواني أنه الإسلام، وأن الجماعة فريضة، وليست أي جماعة، إنما جماعة الإخوان دون
غيرها، لأنها تمثل الإسلام بشكله الشامل، وهذه الرسائل التي يتربي عليها الاخوان
حتي الآن، فيعلن لهم "البنا" أنهم صحابة الرسول، وتابع ذلك سيد قطب في
"معالم على الطريق"، ليصنف المجتمع لفئتين جماعة الإخوان وجماعة
الجاهلية، فدعا الإخوان بعدم الانخلاط في المجتمع حتى لا يستقوا بالإخوان أو يضعف
ذلك من قوى الإخوان.
وتابع القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، بأن هذا ما
يظهر بقوة في أناشيد الإخوان، التي تبرز أن الإخوان هم الإسلام، والإسلام هو الحل،
فمن ينافسنا في الانتخابات ينافس الإسلام، فنحن ننصر الإسلام، ومن يواجهنا يرفض
وينافس الإسلام، وإذا أعلن السلفيون أن الديمقراطية كفر، نعلن نحن أننا على دراية
أكثر عمقا فنستخدم وسائل الجاهلية حتى نحقق التمكين، وهذا من ضمن وسائل تحكيم شرع
الله.