عاجل
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أطفال سوريا يشتكون إلى الله ظلم العباد.. "عمران" ليس أول شهيد صرخ مناجيًا ربه.. "إيلان" و"عبدالله" جزء من مأساة الحرب الدموية

الاطفال :عمرن ونور
الاطفال :عمرن ونور الدين زنكي و ايلان

منذ خمس سنوات وسوريا صامدة تحت قصف المروحيات، فأمام أسلحة وسواطير المعارضة المسلحة، اشتعلت المعاناة التي لم تهدأ في شوارع سوريا وصدور ساكنيها، فاستشهد الآلاف منذ أن اندلعت الثورة ضد نظام الأسد، وهرب الكثيرون منهم بطريقة غير شرعية، فغرق منهم من غرق وظل الباقون بمخيمات اللاجئين في تركيا ولبنان وغيرها من الدول، إلا أن الناس قد اعتادت مشاهد الدماء والدمار عبر سنوات، ولكن يبقى بعد كل كارثة مشهد يحرك الرأي العام العربي والغربي، ولا يبقى في أذهان الجميع غير صور الأطفال التي اغتيلت أرواحهم برًا أو بحرًا.

صراخات البراءة

"سأُخبر الله بكل شيء" صرخة أطلقها طفل سوري ذو ثلاث أعوام قبل استشهاده، وهكذا الأطفال دائمًا يدفعون ثمن رفض نظام بأكمله معارضة شعبه، وجماعات إرهابية مسلحة انتهزت الفرصة وتريدها سوريا إسلامية وتتخذهم كدرع مفخخ بالقنابل حتى لا يخسرون الكثير من الأرواح في صفوفهم أمام مواجهتهم مع نظام الأسد، أطفال اغتيلت برائتهم وأحلامهم تحت الأنقاض، وعلى أسرة المستشفيات، وفوق أراض المخيمات، وعلى الشواطئ هربا من الصراع وأملا في حياة أكثر براءة. 

لم تُفقدهم الحرب برائتهم 

نُقل عن قناة "مركز حلب الإعلامي": يوم الأربعاء الماضي الموافق 16 أغسطس، فيديو لـ"عمران" الطفل السوري صاحب الخمس أعوام، عقب إنقاذه من تحت أنقاض منزله المتهدم بفعل قصف طائرات النظام بحجة استهدافها لإرهابيين المنطقة، بدا الطفل جالسًا على كرسي الإسعاف مذهولًا، وكأنه مقطوع الاتصال بينه وبين الزمان والمكان لا يبكي ولا يصرخ، ملتفتًا هنا وهناك ويمسح عن جبينه غبار غرفته التي تهدمت فوق رأسه، لينظر إلى الدماء التي طبعت على يده مذهولا صامتًا.

أُنقذ عمران هو وأخوته ليصبحا أيقونة من أيقونات هذه المرحلة الدموية التي تشهدها سوريا دون كلل من مرتكبي والمسئولين عن إراقة هذه الدماء، أصبح فيديو"عمران" معبرًا عن وضع ومصير الأطفال التي لم تصعد روحهم إلى بارئهم وبقيوا في سوريا، وكان هذا إلهاما للسائلين اللذين رددوا وتداولوا عبارة كتبها ورسمها الفنان السوداني خالد البية مفادها إن بقيت في سوريا ستتلقى مصير عمران، وإن رحلت ستكون إيلان.

عندما يُمثل بالبراءة

في غضون الحرب المستمرة بين المعارضة والنظام، نشرت إحدى الجماعات التي تنتمي للمعارضة المسلحة "نورالدين زنكي"، في 20 من يوليو الماضي مقاطع من فيديو يظهر فيه أحد المشاركين وهو يذبح عبدالله عيسى، طفل لا يتجاوز عمره العشر سنوات، لأنه يقاتل بجانب قوات النظام السوري.

وشهدت في هذه الآونة منطقة حندرات قتال ما بين النظام والمعارضة، دفع ثمنها المدنيون وسكان المنطقة، من اختطاف وقتل وتعذيب على أيدِ المعارضة المسلحة، وبين قصف جوي وحصار وقطع الإمدادات عن المنطقة من قِبل النظام، حيث تأوى منطقة الحندرات 7 آلاف لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيم غير رسمي، والذي رجحت وكالات الأنباء آنذاك بانتماء الطفل المذبوح لإحدى عائلاتها.

إيلان.. الطفل النائم إلى الأبدية

استيقظ العالم في سبتمبر على صورة تداولتها وكالات الأنباء والصحف العالمية عن طفل يطفو فوق إحدى شواطئ تركيا.

الطفل كان قد هرب مع أسرته وعدة أسر أخرى من سوريا إلى تركيا على متن قارب غير مؤهل لمجابهة أعتى الأمواج وحمل أعداد كبيرة من البشر على ظهره، وأصبح إيلان معبرا عن وحشية الصراح المحتدم في سوريا ورمزا للإنسانية التي اغتيلت يوم زهقت روحه.