الأجانب أكثر انضمامًا لـ"داعش".. إحصائيات: 70% ممن جندهم التنظيم أقل دراية بالدين.. "الشئون الإسلامية": القيادات تستغل جهلهم بأحكام الشريعة.. "داعية": تقصير الأزهر السبب في ظهور الإرهاب
عرف التنظيم الإرهابي "داعش" بأنه جماعة لا تعرف سوى إباحة الدماء، وتهديد أمن العالم، ولكننا لا نعلم ممن تتكون جنسيات هؤلاء الجماعة، وفى إطار ذلك أكد مرصد الإفتاء، أن الشباب المسلمين الأجانب أكثر استجابة لدعاوى التظيم الإرهابي، كما تشير وثائق إلى أن 70% ممن جندهم التنظيم عامي 2013_2014 هم من الأقل علمًا ودراية بالإسلام، حسب تصنيفات التنظيم للمقاتلين المنضمين له.
وبلغت نسبة أصحاب المعرفة المتوسطة بالدين الإسلامي من المنضمين إلى التنظيم في الفترة ذاتها، نحو 24%، بينما أصحاب المعرفة "المتقدمة"، حسب تصنيف التنظيم الإرهابي، فقد بلغت نسبتهم 5% فقط، فلماذا المسلمين الأجانب أكثر استجابة لدعاوى "داعش"؟ وكيف لنا أن نحمي شبابنا من تلك الدعاوى الكاذبة؟
اضطهاد المسلمين بأوروبا
في البداية أكد الدكتور محمد نجيب، أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لـ"العربية ينوز"، أن التنظيم الإرهابي "داعش" يستغل اضطهاد الشباب المسلمين الأجانب بالدول الأوروبية كأقلية ويقوم بتجنيدهم وضمهم لصفوف التنظيم.
وأضاف نجيب، أن السن الأكثر استجابة لتلك الدعاوى هو سن الرشد، حيث إن تلك الفترة يكون فيها الشاب سريع التقلب والتمرد على الأوضاع السياسية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية تستغل عدم خبرة هؤلاء الشباب بأحكام الشريعة الصحيحة ومعاني الآيات القرآنية الخاصة بالقتال والجهاد وتقوم باستقطابهم.
وأشار أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلى أن هؤلاء الشباب لا يفقهون شيئًا عن الإسلام سوى أنهم دخلوا إليه بمقتدى الشهادتين، مضيفًا أن "داعش" يعتمد أيضًا على بعض المشاكل التي تحدث للمسلمين بالدول الأوروبية، لاستقطاب الشباب، مثل الكيل بمكيالين في القضايا السياسية وموقف الدول الأوروبية من بعض القضايا المرتبطة بالإسلام والمسلمين، كقضية الحجاب التي ثارت في فرنسا ومنع المساجد في سويسرا إضافة إلى الإساءات المتواصلة في حق الرسول.
وأوضح نجيب، أن هؤلاء الشباب يتعرضون في بلادهم لحياة غير سوية من النواحي الاقتصادية، فيصبح من السهل تجنيدهم في مقابل المال والحياة الناقمة ضد الأنظمة الموجودة في البلاد.
وأكد أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن مواجهة تلك الدعاوى تكون عن طريق تنوير الشباب المسلم ببلادنا العربية والأوروبية وبيان الفهم الصحيح للنصوص وهذا من دور الأزهر والمؤسسات الدينية والفكرية، فضلًا عن إرسال البعثات والإكثار من المراكز الإسلامية في بلاد أوروبا وامريكا حتى يثبتوا كذب تلك الجماعات.
وأوضح: أننا نواجه اليوم إرهاب عالميًا وليس محليًا ولعل ما يصدق ذلك أنه خلال الأربعين يوم الماضية انتشرت العمليات إرهابية في غير بلاد العالم الأسمى كما حدث في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإنجلترا.
"الأزهر" المسئول
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد يسري إبراهيم، أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ووكيل جامعة المدينة العالمية، لـ"العربية نيوز"، إن تقصير الأزهر في تعليم الشباب أدى إلى ظاهرة الإلحاد وظهور الإرهاب، قائلًا: "إذا انصلح حال الأزهر سينصلح حال العالم".
وأضاف إبراهيم، أن التنظيم الإرهابي "داعش" يؤثر على الشباب المسلمين خاصة بالدول الأوروبية، موضحًا أن أوروبا أكثر استقطابًا للهاربين من الدول الأخرى، خاصة دول العالم الثالث والدول الإسلامية، مشيرًا إلى أن أوروبا أصبحت المُصدر الأول لأفراد التنظيم الإرهابي، حيث إنها تريد أن تظهر الإسلام بوجه قبيح.
وأشار أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، إلى أن تلك الجماعات تستغل جهل هؤلاء الشباب بالأمور الدينية الصحيحة، وتغذي عقولهم بالأفكار المتطرفة، موضحًا أن تلك الجماعات المتطرفة مستمدة مناهجها من المدرسة القبطية أو الجهادية.
وأكد "إبراهيم"، أنه لابد من مواجهة تلك الدعاوى الداعشية من خلال العلم، موضحًا أن المناهج التعليمية أصبحت تغذي عقول الطلاب بالجهل والتخلف، مستنكرا تجديد الخطاب الديني حيث إن التجديد يعني الإطاحة بالدين، قائلًا: "عايزين الناس تفهم الأحاديث الدينية الصحيحة"، مشيرًا إلى أن مواجهة تلك الدعاوى تقع على عاتق الأزهر الشريف.