عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"زواج القاصرات" اغتصاب بحكم العادات والتقاليد.. إحصائيات: 22% من المصريات تتزوجن قبل البلوغ.. خبراء: يصنع جرح نفسي للفتاة.. والحل في تثقيف الأهالي.. فقيه قانوني: يجب تغليظ العقوبة

 الدكتور عادل عامر
الدكتور عادل عامر و الدكتوره هبه عيسوي

زواج القاصرات جريمة تنتهك براءة الطفل وتسلب منه حريته وهويته فتصبح لا هي متزوجة ولا طفلة، لكونه يتم في شكل صفقة بين والد الطفلة وبين رجل ثري يريد أن يستمتع بها، وذلك تحت مظلة العادات والتقاليد وطلب الستر والعفاف بالرغم من مخالفته للقانون.

"جواز البنت سترا"
"جواز البنت سترا".. كلمة مهتمة بها كل أم وترددها في آذان بنتها التي لا تتجاوز السن القانوني للزواج، خوفا من "العنوسة" فأصبح زواج القاصرات عادة منتشر بشكل كبير في معظم محافظات مصر وخاصة في القرى والأقاليم والأسر منخفضة الدخل لذلك فأصبح المنقذ الوحيد لحالة الأسرة المادية غير القادرة على الوفاء بمتطلبات أطفالها. 

22 % من المصريات يتزوجن قاصرات

وكشفت إحصائية جديدة للمجلس القومي للأمومة والطفولة، أن نسبة زواج القاصرات في مصر تبلغ 22%، وكذلك دراسة أعدت بالتعاون بين وزارة التضامن ومنظمة اليونسيف أشارت إلى أن حالات زواج القاصرات في مصر تزيد عن 40 ألف فتاة وأن مواليد هذه الزيجات وصلت إلى 150 ألفًا.

ضغوط الأهالي
التقى "العربية نيوز"، مع إحدى الفتيات تدعى "رانيا. س"، لا تتجاوز السابعة عشر من عمرها، تعرضت للضغط من قبل أهلها في الخامسة عشر من عمرها للزواج من ميكانيكي سيارات، وتركت الدراسة، معبرة عن مأساتها قائلة: "خطبوني وأجبرني والدي على الخطوبة من رجل جاهل يعمل ميكانيكي سيارات وأجبرني على ترك التعليم رغم تفوقي في دراستي وزواجي بعد عدة أشهر". 

أما "سماح م"، فروت قصتها قائلة: "تزوجت في سن مبكرة أثناء وجودي بالمرحلة الإعدادية، مضيفة أنها الآن لديها طفلين وسنها لم يتجاوز الـ18 عاما.

أستاذة علم اجتماع: بمثابة الاغتصاب 

ومن جانبها قالت الدكتورة هبة عيسوي أستاذة الطب النفسي طب عين شمس في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إن زواج القاصرات له أضرار كبيرة على الفتاة لمرور كل شخص بعدة مراحل ففي وقت إجبارها على الزواج تكون الفتاة غير مؤهلة فكريا وعقليا وجسميًا لفكرة الزواج. 

أضافت "عيسوي"، أن الفتاة تتعرض إلى نوع من أنواع الجرح النفسي نتيجة لعدم استعداد الجهاز النفسي، مشيرة إلى أن حوالي 99% من الرجال المتزوجين للقاصرات يكونوا بالغين في أعمارهم ويبلغ أضعاف سن الفتاة، فالاختلاف في الفكر بينهم يعرضها لهزة نفسية قاسية.

وأشارت أستاذة الطب النفسي، إلى أن التعامل بالعنف مع الفتاة يعرضها لصدمة لأنها في كثير من الأحيان ترفض العلاقة الجنسية وهنا يسمى "اغتصاب".

أشارت "عيسوي" إلى أن أثار الصدمة التي تتعرض لها الفتاة "قصيرة المدى" مثل: الانفعال، الانتحار، الهروب أو الإنكار وتكون مدتها يوم أو يومين، ثم تتحول إلى آثار "طويلة المدى" مثل: التهتكات الجسدية، البرود الجنسي والعديد من المشاكل النفسية، موكدة أن زواج القاصرات يرجع إلى أسباب اقتصادية أو ترجع إلى عادات وتقاليد القرية تحت مسمى "زواج البنت سترا".

موجود بالأسر المسلمة والمسيحية

من جانبها أكدت الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن زواج القاصرات مشكلة في غاية الأهمية تنتشر في الأسر الفقيرة بالقرى والريف وأنه ليس قاصرًا فقط على المسلمين بل أيضًا يوجد في الأسر المسيحية.

وأضافت "زكريا" أن سبب انتشار زواج القاصرات يرجع إلى اعتقاد أهلهم إن أبناءهم ليسوا قاصرات طالما الفتاة قادرة على العطاء في الأعمال المنزلية، مشيرة إلى أن أبرز أسباب الزواج مبكرا هو خوف الأهالي من وصول بناتهم إلى سن البلوغ ويجدون أنفسهم يمارسون أعمال غير أخلاقية.

واقترحت بعض الحلول لمحاولة القضاء على ظاهره زواج القاصرات مثل: نشر التعليم في القرى ونشر الوعي عن طريق الإعلام وتوفير العمل للفتيات.

الدولة تحمي الأطفال
وقال الدكتور عادل عامر، أستاذ القانون العام بجامعة القاهرة أن المسؤلية الأساسية تقع على الدولة لأنها مسئولة قانونيًا عن حماية الأطفال فالقانون يجرم توثيق عقد قران أو مايعرف بـ"ورقه عرفي" مع الإشهار لفتاة لم تبلغ السن القانوني، موضحا أن حالات الطلاق معظمها ناتج عن زواج صغار السن الذين لا يعرفون المعني الحقيقي للأسرة وتحمل المسؤليىة، لذا لا بد من تغليظ العقوبة على مرتكبيه عن طريق مراجعة تشريعية لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني والموطنين.