بالصور.. بعبع المصالح الحكومية الذي يخشاه المواطن.. قسم الأميرية: طوابير بالجملة.. مواطنون: نعامل بطريقة غير آدمية.. طالب: ذقت الأمرين لأحصل على صحيفة الحالة الجنائية وآخر: المحسوبية تكسب
أنت في سلام وأمان وراحة بال، طالما كنت بعيدًا عن المصالح الحكومية والتعامل معها وما تحتاجه من أوراق، وإن كنت مضطرًا إلى التعامل مع موظفين المؤسسات الحكومية لقضاء عدد من الأوراق الرسمية، فقد سلكت عن دون قصد أحد أبواب الدائرة "البرمودية" للامبالاة التي يتمتع بها موظفو الحكومة وعدم تقديرهم لقيمة الوقت، والتهاون بقيمة الناس ومكانتهم الأدمية أولًا، والاجتماعية ثانيًا.
"العربية نيوز" يرصد في التقرير التالي مأساة المواطنين حال قيامهم باستخراج بعض الأوراق الرسمية من المصالح الحكومية.
صحيفة الأحوال الجنائية
إن كنت مواطنًا عاديًا تسكن في أحد مناطق شرق القاهرة، الزيتون والحدائق والوايلي والأميرية والمطرية، وكنت مضطرًا إلى استخراج ورقة تثبت نصاعة بياض صحيفتك الجنائية من عدمه، لإتمام أوراقك الرسمية المقدمة لجهة العمل، أو كأحد متطلبات أوراق التجنيد المصري، فأنت ستُفاجأ دون أي تفكير بالأمر، أو محاولة بائسة منك للتوقع، أن الخمس مناطق السابق ذكرهم قد تم جمعهم في قسم واحد فقط، هو قسم الأميرية حسب ما أقره مساعد وزير الداخلية المنوط بذلك، فكانت صدمة "الطوابير" والحشود، الأشبه بالمظاهرات الثورية، التي تقف أمام أبواب المصلح في قسم الأميرية، وأن قرار استخلاص هذه الورقة من الشباك الحكومية أمر لا يتحقق إلا بالمعاناة أولًا، وأخذ إجازة من العمل قد تصل إلى أسبوع، فلا تأمل أن تنجز أوراقك الحكومية في يوم واحد، فالأمر يتطلب التضرع إلى الله، ثم التوكل وبذل الجهد.
من قلب قسم الأميرية يتحدث "المواطن"
يقول محمد علي المهندس الشاب، إنه لولا إجراءات التجنيد وضرورة استخلاص "الورقة" ما سعيت للحصول على "صحيفة" الأحوال الجنائية، مؤكدًا أنه يقف في هذا الطابور بشكل متكرر مدة الخمس أيام دون فائدة أو تمكن من حصول على الورقة، والتي مهما حاول تغيير وقت مجيئه لـ"مصلحة" التي تبدأ عملها في الثامنة صباحًا، إلا أنه يرحل إلى بيته دون الحصول عليها، مختتمًا كلامه "ذقت الأمرين لأحصل على صحيفة الأحوال الجنائية.
طالب جامعي: نعامل بطريقة غير آدمية
ومن جانبه أوضح محمود عبدالسلام، خريج النظم والمعلومات، أنه يضطر إلى الوقوف في هذا الطابور ليتم أوراقه المقدمة إلى العمل بإحدى الصيدليات الكبرى، متعجبًا أننا نأتي لدفع نقودًا لنحصل على خدمة طيبة فلم نعامل معاملة غير آدمية، مشيرًا إلى أنه يأتي كل يوم منذ أسبوع ليحصل على الورقة دون جدوى، موضحًا أن بعد سكنه عن القسم وإلغاء استخراج الأوراق من قسم منطقته يتسبب في عدم القدرة على الوصول الباكر كما غيره من المنتظرين أمام الأبواب منذ الفجر ليتمكنوا من استخراج الورقة وقت بدء المؤسسة عملها.
مأساة حقيقية
وصف أحمد رمضان، خريج التجارة بجامعة مودرن، أن ضم خمسة أقسام بقسم واحد بمأساة حقيقية، موضحًا أن رقمه في طابور الانتظار، الذي أعده الناس ليحاولوا تنظيم نفسهم في ظل هذا الزحام دون الجور على حق أحدهم، هو الـ241، في قائمة تصل حتى الآن إلى الـ350، مؤكدًا أن من يأتي بعد الظهر يقرر الرحيل لعلمه أنه لن يتمكن من قضاء مصلحته في مؤسسة تنهي عملها في الـ1.30 ظهرًا، مشددًا على سوء معاملة الموظفين المحتمين بوجودهم داخل قسم الشرطة، فيغيب البعض أحيانًا ويتباطئون أحيانًا أخرى في مشهد لا يخلوا من الوساطة أو المحسوبية.