"الإسلاموفوبيا" يغزو الولايات المتحدة.. مرصد الإفتاء: مسلمو أمريكا يتعرضون لحملة كراهية غير مسبوقة.. وخبراء: يدفعون ثمن الخطاب الديني المتطرف.. وعنف التنظيمات الإرهابية وراء قتل المسلمين في الغرب
يبدو أن الفتنة الطائفية لا تضرب فقط دول العالم الثالث، بل باتت منتشرة في الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، فهي من أكثر الدول التي تصاعدت فيها ظاهرة "الإسلام فوبيا"، خاصة وأن الأعمال الإرهابية انخفضت في الولايات المتحدة بشكل كبير.
فكان آخر الأعمال المتطرفة التي شهدتها ولاية نيويورك، عندما تم إطلاق النار على إمام مسجد ومساعده بعد صلاة الظهر ما أسفر عن مقتلها.
نسبة الاسلاموفوبيا
مرصد "الإسلاموفوبيا" التابع لدار الإفتاء المصرية، قال إن تصاعد "الظاهرة" يأتي في إطار سلسلة جرائم الكراهية ضد الإسلام والمسلمين بالولايات المتحدة، في ظل ارتفاع مستمر للظاهرة، واعتبر المرصد أن هذه الفترة هي الأسوأ بالنسبة لمسلمي الولايات المتحدة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001؛ لتعرضهم لمستويات غير مسبوقة من الكراهية.
كما أكد الأزهر الشريف، أن استباحة الدماء، أيًّا كان جنسها أو دينها أو لونها، أمر تحرمه كافة الأديان السماوية، وترفضه كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية.
وطالب الأزهر بضرورة حماية دور العبادة من أي اعتداء واحترام قدسيتها، مشددًا على أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تؤدي إلى نشر الفتن والكراهية الدينية والعنصرية، وتخلق تربة خصبة للإرهاب لبث الفوضى وتحقيق أجندات مشبوهة.
مسلمو أمريكا يدفعون الثمن
وفي السياق نفسه قال الدكتور محمد عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأستاذ الفقه المقارب بجامعةالأزهر، لـ"العربية نيوز"، إن العمليات القتل التي يتم تنفيذها ضد المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أمر طبيعي في ظل انتشار خطاب متطرف يستهدف المسلمين في كل أرجاء العالم.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن ارتفاع وتيرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية أصبح يهدد السلم الاجتماعي هناك، لافتا إلى أن المسلمين الشباب في أوروبا وأمريكا لم ينصهروا بشكل كاف مع هذه المجتمعات الأمر الذي بات يؤثر على تواجدهم في هذه الدول.
وأكد عثمان، أنه يتوجب على المسلمين في كل الدول الغربية أن يبادروا هم بنبذ العنف والعمليات الإرهابية التي تحدث في أوروبا والولايات المتحدة، وأن ينشروا كل الأخبار والمعلومات التي تؤكد أن من نفذوا هذه الجرائم من الأوروبيين وليس لهم علاقة بالدين الإسلامي، لافتا إلى أن دعوات طرد المسلمين من أمريكا ومنعهم من الجنسية الأمريكية تعلى من عمليات الهجوم والقتل ضد المسلمين.
عنف التنظيمات الإرهابية وراء الإسلاموفوبيا
وأكد سامح عيد القيادي المنشق عن جماعة الإخوان والباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي لـ"العربية نيوز"، إن ما يحمله المجتمع الغربي من فزع ومشاعر كره ممكن أن تصل إلى قتل المسلمين من أصل عربي أو مواطنين الدولة الأصليين، يرجع إلى أحداث العنف والاعتداءات من جانب الجماعات الإرهابية الإسلامية، بالإضافة إلى صور الذبح، المصحوبة بعبارة "الله أكبر" ومقاطع من آيات القرآن؛ جعلت مواطني أوروبا وأمريكا يفزعون من كل ما هو مسلم.
وأضاف الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي، أن روؤساء الغرب كأوباما وغيره، لهم تصريحات تدعوا المواطنين للمواطنة وأن داعش لاتمثل الفئة الكبيرة من المسلمين، كما يسعوا إلى سن قوانين بعدم الاعتداء على كل من هو مسلم، ومن الناحية الأخرى يحاربون الإرهاب، لكن حالة الذعر والفزع من المسلمين التي اجتاحت أوروبا، وضع مفهوم نظرًا للأحداث السوداوية الجارية.
وطالب القيادي المنشق عن الإخوان، مسلمي أوروبا بأن يتحلوا بالصبر ونبذ رد الكراهية بمثلها، وأن يشاركوا إنسانيا ووجدانيا في مواساة كل من تضرر من الأحداث الإرهابية، كما على الأزهر أن ينبذ هذا التواطئ في التفسير الصحيح وتأوييل آيات القتل التي يتخذها الجماعات الإرهابية ذريعة لهم، فآيات الرحمة تنسخ آيات السيف، والأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم في الكتب الستة حتى في الصحيحين، أحاديث ظنية بإجماع علماء الفقه والحديث؛ فكل الأحاديث القولية التي أخذت شفاهة وسجلت كتابة هي أحاديث ظنية.