فاتورة الطقس السيئ وارتفاع درجات الحرارة في مصر.. وفاة 64 شخصا بالمحافظات.. إصابة 1022 آخرين.. وانتشار الحمى القلاعية ونفوق الحيوانات
حصدت الموجة الحارة التي تشهدها مصر حاليا الكثير من أرواح المواطنين، وكبدت أصحاب المزارع والفلاحين خسائر فادحة ، بعد أن تسببت في هلاك المحاصيل ونفوق آلاف الدواجن، بالإضافة إلى انتشار الحمى القلاعية بين المواشي بمختلف محافظات مصر.
أسيوط
فسجلت محافظة أسيوط أعلى نسبة وفيات في الموجة الحارة التي تتعرض لها البلاد، حتى الآن، حيث توفيت سيدة بمستشفى أسيوط الجامعي، ليصبح عدد المتوفين بسبب موجة الحر 25 حتى الآن، داخل المستشفى الجامعي والمستشفيات العامة، فيما أصيب 350 مواطنا من مختلف الأعمار بـ"ضربة شمس"..
وصرح الدكتور طارق الجمال عميد كلية الطب جامعة أسيوط، ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، بأن التشخيص المبدئي للحالات حدوث احتباس حراري، ما تسبب في وفاة الضحايا.
المنيا
بينما وصل عدد حالات الوفاة في محافظة المنيا، بسبب الإجهاد الحراري، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، إلى 13 حالة بجميع مراكز المحافظة و49 حالة استقبلتها المستشفيات الحكومية بالمحافظة، بدأ من يوم 8 أغسطس حتى اليوم الخميس 13 أغسطس، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
السويس
وشهدت محافظة السويس، وفاة سيدة "مسنة" إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية بسبب تعرضها المباشر لأشعة الشمس، كما أصيب 11 آخرون بضربات شمس بسبب درجة الحرارة المرتفعة، وتم علاج الحالات المصابة وتماثلوا للشفاء..
وذكر مصدر طبي، أن المتوفية كانت مسنة وتعاني مرض السكر والضغط، وأشار ذات المصدر إلى أن مستشفى الحميات استقبل 4 حالات مصابة بضربة شمس واستقبل المستشفى العام 7 حالات أخرى ويتم عمل اللازم نحوهم.
بينما سجلت حتى اليوم 3 حالات وفاة تعرضوا للإصابة بضربة شمس، الحالة الأولى لسيدة مسنة عمرها 85 سنة توفيت إثر إصابتها بضربة شمس داخل مستشفى حميات أدفو، والحالة الثانية لفتاة تعرضت لضربة شمس وهبوط حادة بالدورة الدموية حيث توفيت داخل مستشفى حميات أسوان، أما الحالة الثالثة العثور على جثة مجند في صحراء منطقة وادي النقرة وبالكشف تبين أنه مصاب بضربة شمس، فيما استقبل مستشفيات حميات أسوان 8 حالات إصابة بضربات الشمس.
سوهاج
وسيطرت حالة من الرعب والفزع لدى المواطنين على مستوى محافظة سوهاج، عقب ارتفاع أعداد الإصابة إلى101 بينهم 6 حالات وفيات، نتيجة تعرضهم لـ"ضربات الشمس" نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بشكلٍ غير مسبوق.
الغربية
ومن جانبه أكد محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية، لـ "العربية نيوز"، أن مستشفى حميات طنطا ، استقبل حالتين مصابين بضربة شمس، أحدهما يدعى "محمد إبراهيم محمد" 40 عاما، مشيرا إلى أنه تم إسعاف الحالتين، إلا أنه تم وضعهما تحت الملاحظة للتأكد من اكتمال شفائهما.
القاهرة
وكانت مستشفيات محافظة القاهرة سجلت 233 حالة إصابة ، خرج منهم 142 لتحسن حالاتهم، والباقي تحت العلاج والملاحظة، و10 حالات وفاة، و178 حالة في محافظة الجيزة، خرج منهم 153 لتحسن حالاتهم والباقي تحت العلاج والملاحظة، وحالتي وفاة.
قنا
وسجلت محافظة قنا 27 حالة، خرج منهم 17 حالة والباقي تحت العلاج والملاحظة، محافظة الأقصر سجلت 8 حالات إصابة، خرج منها حالة لتحسنها والباقي تحت العلاج والملاحظة، وحالتا وفاة، وحالتين بمحافظة الوادي الجديد تحت العلاج والملاحظة، وحالة واحدة بمحافظة البحر الأحمر تحت العلاج والملاحظة، وحالتي إصابة بمحافظة دمياط تحت العلاج والملاحظة، وحالتي وفاة.
ورصدت عدسة "العربية نيوز"، معاناة المواطنين في مختلف المحافظات خلال تلك الموجة الحارة التي تتعرض لها البلاد.
شوارع أسيوط خالية
ففي أسيوط خلت الشوارع في أوقات الذروة والحرارة الشديدة من المارة ولم تستطع التكييفات والمراوح الحد من حرارة الجو مما دعا الأهالي إلى الخروج في شرفات المنازل في المدن وافتراش الشوارع في القرى الريفية هربًا من حرارة الجو.
وكذلك تكبد أصحاب مزارع الدواجن العديد من الخسائر بسبب نفوق الدواجن بسبب صعوبة التهوية وارتفاع درجة الحرارة لأعلى من معدلاتها، الأمر الذي كبد أصحاب المزارع خسائر كبيرة وقاموا ببيع الدواجن قبل انتهاء دورتها.
وتلفت بعض الزراعات خاصة الخضراوات بسبب موجة الحر الشديدة التي أثرت على زهور النباتات مثل الخيار والكوسة.
وقال أشرف عبد الحكيم "مزارع" إن شدة الحرارة والرطوبة عملت على موت العديد من النباتات ووقف النمو الطبيعي لمحصول الذرة وجفاف الأرض بعد ريها بيوم واحد فقط، وكل ذلك أدى إلى مقتل العديد من النباتات.
وأكد عشرات التجار والباعة أنهم تعرضوا إلى خسائر بسبب ارتفاع درجة الحرارة حيث تلف منهم العديد من الفواكه مثل التفاح والعنب وأيضًا الخضراوات مثل الطماطم والفلفل واللوبيا الخضراء.
علاوة على أنهم لم يستطيعوا الاستمرار طوال اليوم في السوق بسبب ارتفاع درجة الحرارة، علاوة على أن عملية البيع ضعيفة جدا بسبب خوف الأهالي من النزول تحت أشعة الشمس الحارقة.
وأضاف "عماد حمدي" صاحب مزرعة دواجن، أن الخسارة التي شهدها لم يشهدها منذ سنوات بسبب ارتفاع درجات الحرارة الملحوظة هذه الأيام ونفوق أآاف الدواجن مع تحصين وتطعيم كافة الدواجن والعمل على إنشاء برنامج صحى من خلال المتابعات البيطرية.
كما عانى المئات أصحاب المواشي من كثرة الأمراض التي سببها ارتفاع درجات الحرارة في انتشار مرض الحمى القلاعية بين المواشي ونفوق العديد منها وتدهور الحالات الصحية للآخرين.
الحمى القلاعية
وأكد مصدر بمديرية الطب البيطري بأسيوط لـ"العربية نيوز"، أن انتشار الحمى القلاعية بين الأبقار والماشية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن المديرية تعمل بشكل مكثف على التحصين ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع وجدري الماشية مع العمل على نشر برنامج توعية لأصحاب المزارع والماشية للعمل على التقليل من حدة الأمراض الصيفية التي تتسبب في موت الكثير من الأبقار والماشية.
وفي محافظة الدقهلية لم يعد المزارع البسيط قادرا على تحمل ما يتعرض له من نكبات، تارة انخفاض أسعار المنتجات وتارة البرد والعواصف الرعدية، وتارة أخرى بفعل ارتفاع درجات الحرارة، فيما يقف المزارع وحيداً وذلك عقب تعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة والتي أضرت بكل شيء، فالإنسان تحايل على هذه الأحوال الجوية باستخدام المكيفات تارة، والمراوح تارة أخرى، فيما ساهمت الأحوال الجوية الحارة بأضرار كبيرة في قطاع الدواجن.
نفوق الدواجن
وأشار الدكتور محمدين يوسف وكيل وزارة الطب البيطري بالدقهلية، إلى أن طاقما من المديرية ومديرية الزراعة بدأ عملية حصر للأضرار الناجمة عن موجة الحر، خاصة في قطاع الدواجن، مؤكدا أن الخسائر تركزت بشكل رئيسي في مزارع الدواجن البياض، والتي نفق الكثير منها نتيجة لسوء التهوية بالمزارع الخاصة.
وعن تأثير هذه الأعداد على السوق المحلي، أكد أن استمرار هذه الأحوال الجوية سيؤثر على توفر البيض، فيما لو زادت أعداد الطيور النافقة.
وعن أسباب نفوق هذه الأعداد، ودور مديرية الطب البيطري في الحد من العدد أكد يوسف أن ظروف بعض المزارع وتجهيزاتها غير مناسبة لمثل هذه الأحوال، وعدم قيام المزارع بإجراءات للتخفيف من تأثير موجة الحر زاد من تأثيرها. فمثلاً انخفاض أسقف البركسات، وامتصاصها للحرارة وعدم وجود تهوية مناسبة كلها عوامل تزيد من احتمالية نفوق الطيور، كما أن عدم تعامل صاحب المزرعة مع الموضوع بما يمثله من خطر حقيقي ساهم في زيادة أعداد الوفيات في بعض المزارع.
وشدد على أن النسبة الأكبر من الطيور النافقة كانت في مزارع مفتوحة، وليس مزارع مغلقة حسب النظام الحديث، حيث إنه في النظام القديم يصعب التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة، ما يعني احتمالية حدوث وفيات بأعداد أكبر.
مربو الدواجن
أما فيما يتعلق بدور المديرية فأشار إلى أن المديرية تتواصل مع مربي الدواجن بصورة دائمة من خلال حملات دورية للتفتيش على المزارع لإرشادهم بالإرشادات اللازمة في مختلف الحالات، هذا إلى جانب الإرشادات المباشرة لأصحاب المزارع في العديد من المناسبات.
فهناك فريق عمل يتجول في الميدان، من جهة يقوم بحصر الأضرار وعمل إحصائيات، ومن جهة أخرى تقديم الإرشادات للمزارعين لكيفية التعامل مع مزارعهم، ومراقبة الوضع الصحي في هذه المزارع.
ودعا وكيل الوزارة جموع مربي الدواجن لمراعاة التعليمات الواجبة في مثل هذه الظروف، سواء كان بطلاء الأسقف باللون الأبيض، واستخدام المراوح، ورش المياه بواسطة مرشات مياه، والتواصل مع المديرية في حال حدوث أي مشاكل في القطيع.
و لم يختلف الحال كثيرا في مجال الزراعة عن مجال الدواجن حيث أثرت الموجة الحارة تأثيرا سلبيا شديدا على موسم الزراعة الحالي نتيجة الحرارة العالية، والتي تواجه المحاصيل المختلفة ومنها محصول الذرة الذي يعد المحصول الاستراتيجي في هذا الموسم.
حملات إرشادية
وأوضح الدكتور عبد الله منصور السيد، بمركز البحوث الزراعية أنه في سبيل مواجهة هذه الموجة قامت المراكز البحثية بزيادة الحملات الإرشادية للمزارعين بتوعيتهم للتغلب على الموجة بالري المكثف وتقليل فترات التباعد بين كل رية وأخرى حتى يتم الري بشكل مستديم خاصة في فترات ما بعد الظهيرة أو في الفجر للتغلب على نقص المياه عند النبات.
وأضاف وكيل الوزارة أن تأثير الحر على محصول الذرة يتسبب في بطء مراحل النمو وتحديدا خلال هذه الفترة التي تسمى بـ"الطور اللبني"؛ لتكوين حبات المحصول مما يؤثر على نمو النبات.
على جانب آخر شهدت أسواق الخضر والفاكهة حالة من الانتعاش حيث لجا المواطنون إلى شرائها لتعويض الفاقد من المياه، بينما قل الإقبال على اللحوم والأسماك خاصة، وقال عبده السيد صاحب محل للخضار إن المشكلة التي تواجهنا حلها يتمثل في التخزين الجيد للخضر والفاكهة ونحمد الله على انعدام انقطاع التيار الكهربائي هذا الموسم مما كان له تأثير ايجابي على رواج تجارتنا ولكن الذي يضار هم الباعة الجائلون فيلقون الخسارة في منتجاتهم من الخضر والفاكهة التي تتلف تحت أشعة الشمس الحارقة.
شاطئ جمصة
وعلى شاطئ مصيف جمصة كان الآلاف من المصطفين يقضون بعض الأيام على الرمال الناعمة وتحت الشماسي هربا من جحيم المدينة، فيما شهد المصيف طفرة في أسعار الشاليهات والشقق التي تضاعفت في الأسبوعين الماضيين، حيث ارتفع سعر الشاليهات الى 500 جنيه في الليلة على شاطئ البحر بينما تتراجع الأسعار في المناطق الخلفية.
وأكد مصطفي علي سمسار أن المصيف شهد إقبالا شديدا هذا الموسم عن المواسم الماضية ولكن للأسف فمازال المصيف يغلب عليه الإهمال وتمثل ذلك في مشهد أبقار البدو التى تتجول بالمصيف والحيوانات الضالة علاوة على انقطاع المياه لفترات طويلة في ظل هذا الجو الحار.