"العقرب" سجن مصر السيئ السمعة.. الإرهابيون وأعضاء الجماعات التكفيرية نزلاؤه المفضلون.. فيديو "البلتاجي" حديث مواقع التواصل الاجتماعي.. دعاوى غلقه تتزايد.. وحقوقيون: حوله علامات استفهام
تعددت الأقاويل وانتشرت الشائعات حول أشهر السجون المصرية وأكثرها صيتًا، إنه شديد الحراسة 992 الملقب بـ"العقرب" الكائن بمنطقة سجون طرة "ب" بحلوان، وما بين انتهاكات وتعذيب جسدي ونفسي يظل هو الأشهر على الأطلاق.
ذاع صيت العقرب بصورة كبيرة عقب ثورة 30 يونيو بعد انضمام أشهر قادة الإخوان إلى صفوف نزلائه، بجانب أعظم الإرهابيين خطورة وأكثر الإسلاميين تشددًا من أعضاء الجماعات التكفيرية، ليعيد إلى الأذهان ما أنشأ من أجله في بداية التسعينيات، بضمه أباطرة الإرهاب والجماعات التكفيرية وأعتاهم تسليحًا آنذاك.
وفى الفترة الأخيرة زاد الجدل حول العقرب بعد وفاة أربعة من القادة الإسلاميين والإخوان، حيث توفي خلال عام واحد كلًا من "عصام دربالة" رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وسبقه بأيام "مرجان سالم" القيادى بالسلفية الجهادية، وسبقهما القيادي الجهادي "نبيل المغربي"، والقيادي الإخواني "فريد إسماعيل".
وآخر الحوادث كانت لمحمد البلتاجي من خلال فيديو انتشر كالنار في الهشيم حيث ادعى القيادي الإخواني، أنه جرى تصويره عاريًا داخل أروقة السجن، كنوع من التعذيب النفسي والمعنوي.
وبعد تعدد الحوادث وانتشار الشائعات انطلقت الدعوات بإغلاق سجن العقرب، ووصل الأمر إلى اللجوء إلى ساحة القضاء بدعاوى مطالبة بإغلاقه وتوزيع نزلائه إلى سجون أخرى.
وفي هذا الشأن ترصد "العربية نيوز" آراء بعض من الحقوقيين حول سجن العقرب.
"نجاد البرعي": لابد من إغلاقه
في البداية، أكد المحامي الحقوقي نجاد البرعي، مدير المجموعة المتحدة للاستشارات القانونية، في تصريحاته لـ"العربية نيوز"، أن سجن "العقرب" أصبح يملك سمعة سيئة للغاية داخليًا وخارجيًا بما لا يكفي لإصلاحه، كما يسيء أيضًا لنظام السجون المصرية، بالرغم من أنه كان الغرض من إنشائه بأن يكون "شيك" وعلى الطراز الأمريكي.
وأضاف "البرعي"، أنه لابد من إغلاق سجن العقرب وإعادة توزيع المسجونين على بقية السجون، أو تعديل السجن لإرجاعه مثلما كان. مشددًا على أن المشكلة الأكبر تكمن في سوء استخدامه من قبل القائمين عليه ووزارة الداخلية.
وأوضح مدير المجموعة المتحدة، أن الدعوات القضائية المقامة لإغلاق العقرب لن تفعل شيئًا، لأن قرار إغلاقه سيادي من رئيس الجمهورية فقط، وبالتالي لاتستطيع محكمة الحكم بإغلاقه من عدمه.
نجيب جبرائيل: حوله علامات استفهام
أكد نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن قطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية عاجز ولم يؤدي دوره المنوط به في حماية المسجونين والنزلاء من التعرض لأي انتهاكات، مشيرًا إلى ان نفس الأمر ينطبق على الضباط في أقسام الشرطة.
وأضاف "جبرائيل"، أن غياب الشفافية فيما يتعلق بالقضايا المثارة عن سجن العقرب يطرح العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول ما يحدث داخل السجن وما بها من انتهاكات لحقوق المسجونين إن وجدت.
وطالب "رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان"، مجلس النواب بتعديل قوانين حقوق الإنسان حتى يُسمح للمنظمات الحقوقية زيارة السجون المصرية بشكل عام وخاصة "العقرب"، دون اللجوء إلى النائب العام للحصول على إذن أو تصريح.
مجدي عبد الحميد: ما
يحدث بداخله انتقام
وأكد الدكتور مجدي عبد الحميد، رئيس الجمعية المصرية
للنهوض بالمشاركة المجتمعية، في تصريحات صحفية لـ"العربية نيوز"، أن
أوضاع السجون المصرية بشكل عام في غاية السوء، وبالأخص سجن العقرب فهو يزيد سوءًا عن البقية.
وأضاف "عبد الحميد"، أن أغلبية نزلاء سجن
العقرب من جماعة الإخوان أو الجماعات الإرهابية والمتشددة بالإضافة إلى المتهمين
في جرائم تخص الشأن السياسي. منوهًا إلى أن ما يحدث داخل السجن يعتير نوعًا من
الانتقام السياسي بحق الخصوم وليس معاملة مسجونين يؤدون عقوبات وفقًا للقانون.
وأوضح رئيس الجمعية المصرية، أن المشكلة لا تكمن في
إغلاق سجن العقرب من عدمه، لأن وزارة الداخلية واحدة عليه أو غيره، ولذلك فغلقه
ليس حلًا، بل الحل هو المعاملة وفقًا للحقوق الإنسانية المنصوص عليها في اللوائح.