"العربية نيوز" ترصد أصعب لحظات فض اعتصام "رابعة والنهضة ".. النقيب شادي مجدي أول شهداء العمليات الخاصة.. والملازم محمود عبد العزيز صارع الموت لمدة شهر بلندن
ثلاثة أعوام مرت على ذكرى فض اعتصام ميداني رابعة العدوية في مدينة نصر ونهضة مصر في الجيزة بالقرب من جامعة القاهرة، والذي تواجد فيهما أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان، في اعتصام استمر لمدة 48 يومًا، قبل أن تتدخل قوات الشرطة لفضهما في 14 أغسطس من عام 2014، بتفويض من مجلس الوزراء. وأسفر عن هذا التدخل، سقوط الكثير من رجال الشرطة بدم بارد، مما يدعون انتماءهم لهذا الوطن أيضًا.
ترصد "العربية نيوز" أبرز تفاصيل هذا الحدث، بالإضافة إلى رصد حكايتين لشهداء رجال الشرطة من خلال التقرير التالي..
بداية فض الاعتصامين وسقوط المئات من رجال الشرطة
أفادت مصادر وزارة الداخلية وقتها، بأن إجمالي أعداد شهداء الشرطة خلال فترة فض اعتصامي رابعة والنهضة من 14 إلى 31 أغسطس 2013، بلغت 114 شهيدًا بينهم 30 ضابطًا و82 مجندًا وفرد شرطة وموظف مدني وخفير واحد.
لم تستغرق عملية فض الاعتصام في البداية سوى ساعتين تقريبًا، قبل أن تفاجأ القوات بوابل من الأعيرة النارية من داخل حديقة الأورمان، وكذلك مبنى كلية هندسة القاهرة.
ولم تمر سوى ساعة واحدة من بداية دعوة المعتصمين للخروج عبر الممرات الآمنة، حتى بدأت عناصر جماعة الإخوان في ممارساتهم الإرهابية، من خلال اعتلاء الحواجز الرملية التي تم وضعها على مداخل اعتصام رابعة العدوية، وإطلاق النار بكثافة على قوات الأمن، التي كانت متمركزة ببداية شارع النصر مع تقاطعه مع شارع عباس العقاد، وكذلك بشارع أنور المفتي خلف مسجد رابعة العدوية، حتى سقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة.
أول شهداء الشرطة
النقيب شادي مجدي، كان أول شهيد سقط من رجال العمليات الخاصة، كان يعمل ضابطًا بقطاع العمليات الخاصة، قطاع كريم وجيه. واستشهد إثر إصابته بطلق ناري في فض اعتصام رابعة العدوية.
وقال والد الشهيد، في تصريحات صحفية وقتها، إنه "هو من اختار له عمله في الأمن المركزي وإدارة العمليات الخاصة، وأن ابنه كان دائمًا يتمنى الشهادة في سبيل عمله".
وأشار والد الشهيد، إلى أن "نجله أصيب 3 مرات سابقة، في جبل الحلال كانت المرة الأولى، والثانية في أحداث بورسعيد، والثالثة في قاعة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك". مؤكدًا أنه "لم يتقاعس عن أية مأمورية طوال فترة عمله".
وأوضح والده "آخر دقائق تحدث فيها مع نجله"، قائلا: إنه "جاء إلى منزل الأسرة قبل ليلة فض الاعتصام، وتناول معهم وجبة العشاء، وأخبرهم بعملية الفض".
وأضاف "تابعته هاتفيا منذ بداية فض الاعتصام، وبعدها بـ5 دقائق انقطع الاتصال، وقرأت خبرًا عن استشهاده عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر".
الجدير بالذكر، أن النقيب الشهيد قد ترك فى الدنيا ابنته فريدة وكانت تبلغ من العمر 5 سنوات آنذاك.
الملازم محمد عبد العزيز الذي تلقى العلاج لمدة شهر بلندن
صباح الأحد 15 سبتمبر، توفي داخل مستشفى بمدينة لندن في المملكة المتحدة، الملازم أول محمد محمود عبدالعزيز، الضابط بقطاع الأمن المركزي، متأثرًا بإصابته بطلقات نارية بالصدر، خلال تعامله في فض اعتصام بميدان النهضة، يوم 14 أغسطس عام 2013.
وقال والد الملازم أول محمد محمود عبد العزيز، في تصريحات صحفية "إن نجلي كان ضابطًا بالأمن المركزي بالجيزة قطاع خالد بن الوليد، واستشهد في لندن أثناء علاجه، على إثر إصابته في فض اعتصام ميدان النهضة"، وفقًا لما ذكره والد الملازم.
وأضاف "لم أندم يومًا على التحاقه بقطاع الأمن المركزي أو وزارة الداخلية، ولو عندي 10 أولاد تاني هدخلهم الشرطة". لافتًا إلى أن "نجلي ظل يعالج في لندن لمدة شهر تقريبًا، ولكنه فارق الحياة، ونال الشهادة كما تمناها".
واستطرد:"ابني لم يتزوج لكن شقته كانت جاهزة، ويوم فض الاعتصام لم يخبرني، بس وهو نازل يركب عربيته نظر نظرة لي خطفتني وكأنه يودعني"
وأشار إلى أن نجله كان في إجازة، لكن وزارة الداخلية طلبته ولم يتأخر، فقرر قطع إجازته والتوجه للمهمة. منوهًا إلى أنه في بداية الأيام الأولى لإصابة نجلي وفور إفاقته من البنج، أول ما سأل عنه هو سلاحه الميري.
وقال والد الملازم أول محمد محمود عبد العزيز "تبرعت بصدقة على روحه في الذكرى الأولى لمستشفى سرطان الأطفال، كما سأتوجه في نفس اليوم من كل عام، إلى تقديم وجبة غداء لكل زملائه في الكتيبة الذين لم ينسوه وأسرته يومًا ما".
ولفت إلى أن العلاقات الإنسانية في وزارة الداخلية توفر لهم كافة أوجه الرعاية، لكنه يطلب من وزير الداخلية تغيير وسام نجله إلى الدرجة الثالثة، أسوة بزملائه "الشهداء"، حيث حصل عليه عن طريق الخطأ من الدرجة الرابعة. متمنيًا القصاص لنجله، بحسب قوله.