3 سنوات مرت على ذكراها.. رائحة الدم تفوح من "رابعة العدوية".. الميدان سطر تاريخ عنف الإخوان .. الاعتصام كان ظاهره السلمية وباطنه الإرهاب
يعتبر يوم الرابع عشر من أغسطس ذكرى سيئة في ذاكرة الشعب المصري في العصر الحديث حيث فض اعتصام رابعة، الذي ازعج الشعب المصري 45 يومًا، ثم يعد ليمثل واقعة دامية لمشهد اشتباك مسلح على أرض الوطن، وجماعة خارجة عن القانون، فراح ضحية ذلك، مئات القتلى من المصريين.
الهدف من الاعتصام
اعتصم أنصار الإخوان المؤيدون لمرسي في ميدان رابعة العدوية ردًا على اعتصام القوى الوطنية المناوئة لحكم الإخوان في ميدان التحرير قبل أيام من التظاهرات التي كان محددا لها الثلاثين من يونيو.
كان الإخوان يظنون أن تظاهرات 30 يونيو ضد مرسي سوف تكون قوتها خمسين ألف شخص يتظاهرون لساعات ثم يعودون إلى بيوتهم بتعبير سعد الكتاتني في لقاء مرسي مع رؤساء الأحزاب الإسلامية، كما أن مرسي تعامل بسخرية مع مُهلة الجيش والـ48 ساعة التي حددها الجيش بعد تظاهرات 30 يونيو لكي يفعل ما من شأنه التئام الوطن، ولذا كان عزل مرسي يوم 3 يوليو صدمة شديدة للإخوان الذين حاولوا الحفاظ على الاعتصام.
التمسك بالاعتصام
كان الاعتصام هو وسيلة القوة التي ظنت بها الجماعة أنها قادرة على استغلاله في عدة أمور، فاستغلوا شهر رمضان وأجواءه الروحانية لإثارة عاطفة قلوب رواد الاعتصام، وظنوا أن يكون الاعتصام اللبنة التي يمكن من خلالها التقدم بثورة شعبية كبيرة، كما شمل التفكير الأكثر قذارة وهو استغلال الدماء وترويجها من أجل الانتصار الدولي والإعلامي على النظام المصري الذي أقصى الإخوان بعيدًا تمامًا عن المشهد.
فض الاعتصام
تراجعت الشرطة كثيرا خلال 6 أسابيع عن فض الاعتصام خشية حدوث إصابات، وخاصة إن العالم كله ما زال ينتقد القيادة الجديدة باعتبار ما حدث انقلاب على الرئيس المنتخب، قبل إظهار الصورة للعالم الدولي بماهيتها الحقيقية، فالداخلية حاولت إقناع المعتصمين بفض الاعتصام كثيرا دون جدوى، حتى يوم فض الاعتصام تنفيذًا لقرار النائب العام بفض الاعتصام اصطنعوا مخرجًا أمنًا لخروج من يرغب من الاعتصام دون أن يلاحق أمنيا، فكان المشهد الدامي لظهور العناصر المسلحة بالاعتصام والتي دفعت الأجهزة الأمنية لفض الاعتصام بالقوة حتى تحسم المهزلة التي سعى إليها الإخوان، من خلال ميليشياتهم الإرهابية.
رد الفعل
كان رد الإخوان بعدد من إجراءات عنف ضد أقسام الشرطة والكنائس وغيرها مما أزاد من البعد بينهم وبين أبناء الوطن وقلل كثيرًا من فرصة عودتهم للمشهد السياسي، حتى قرر القانون حظر الجماعة ووصفها بالجماعة الإرهابية.
الإخوان طالبوا بفض الاعتصامات بالقوة
وعن فض الاعتصام قال ثروت الخرباوي، الخبير بشئون الجماعات الإسلامية، والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إن عملية فض اعتصامي رابعة والنهضة، جاءت كما فعل سيدنا علي بن أبي طالب في واقعة الكوفة، حيث الخوارج اعتصموا في منطقة حوراء وقطعوا الطريق، وذلك موثق في التاريخ، وذلك ما صرح به الدكتور سليم العوا وعصام العريان، وقت اعتصام الاتحادية، مستشهدين بقتل سيدنا علي بن أبي طالب قتل من الـ20 ألفًا حوالي 17 ألفًا.
وأضاف "الخرباوي" أن الغريب في الأمر أن من أعلن ذلك هم الإخوان أنفسهم وقت أحداث الاتحادية أثناء عام حكم مرسي، فاستشهدوا بذلك مطالبين فض الاعتصامات بالقوة، كما نظروا إلى مفوضين الدول بقيادة الشيخ محمد حسان والدعوة إلى فض الاعتصام بطريقة سلبية مرفوضة، مستندين إلى أمريكا التي وعدتهم أنها معهم وستنصرهم والتي دعتهم أن يقيموا حكومة ظل في الاعتصام، بداع قسمة الدولة، فبالتالي ما فعلته الدولة يتفق مع القانون والشريعة والمشهد السياسي وقتها.