حائط مبكى الإخوان.. "رابعة العدوية" تحولت لـ"هشام بركات" بفضل "إرهاب الجماعة"
نال شهرة واسعة خلال السنوات القليلة الماضية بعد اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بداخله مناديين باستكمال مدته الرئاسية، ورفض الفكرة التي يروج لها معارضوه، بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ميدان "رابعة العدوية"، أحد ميادين مصر، الذى زادت شهرته في الآونة الأخيرة حتى أصبح منافسًا لميدان التحرير، بل ورمزا يستخدمه المدافعين عن الشرعية الوهمية التي ينادي بها أنصار الجماعة الإرهابية.
مقرًا لاعتصام الإخوان
في 28 يونيو 2013، وقبل عزل الرئيس محمد مرسي بأيام اختارت جماعة الإخوان وحلفاؤها ميدان رابعة العدوية مقرًا لنصب الخيام واحدة تلو الأخرى ومنطلقًا لمسيراتها الشعبية الموازية لتلك التي كان ينظمها معارضوه والتي كانت تنطلق هي الأخرى من ميدان التحرير بوسط القاهرة.
تسميته
سمي الميدان على اسم المسجد الذي يطل عليه والمعروف بـ"مسجد رابعة العدوية" نسبة للزاهدة المتصوفة أم الخير رابعة العدوية التي عاشت في القرن الثاني الهجري واشتهرت بالصلاح والورع والعبادة.
ويقع ميدان "رابعة العدوية" في مدينة نصر شرقي القاهرة، وتحديدًا في الحي السابع من هذه المدينة على الطريق المؤدي للمطار كما يقرب من نصب الجندي المجهول الذي بني تخليدًا لأرواح الجنود الذين استشهدوا في حرب أكتوبر1973.
نهاية مؤكدة
في 14 أغسطس عام 2013 شهد ميدان رابعة العدوية في الساعات الأولى من صباح هذا اليوم، قيام القوات المسلحة المصرية وقوات الشرطة بالتوجه إلى ميدان رابعة العدوية من أجل فض الاعتصام بطريقة سلمية، كما حدث الشيء نفسه في اعتصام النهضة الذي كان يتبع الجماعة الإرهابية.
وأعلنت الحكومة المصرية فيما بعد أن هناك 700 قتيل من الجماعة الإرهابية، وعدد من أفراد الشرطة المصرية، بجانب سقوط أكثر من 4 آلاف مصاب، كما أعلنت الحكومة عن فرض حالة الطوارئ لمدة شهر في كثير من المحافظات، تحسبًا لأي أعمال إرهابية يقوم بها أنصار الجماعة الإرهابية.
ومنذ أن نجحت الدولة في فض اعتصام رابعة العدوية، والجماعة الإرهابية لم تتوقف عن أعمال العنف، وتنظيم تظاهرات بالميادين المختلفة حيث كانت تسعى عناصر الجماعة إلى محاولة الوصول إلى ميدان رابعة لإعادة الاعتصام، إلا أن قوات الأمن منعت ذلك.
ميدان "هشام بركات"
ومنذ موقعة فض الاعتصام في ميدان رابعة وتحول الميدان إلى حائط مبكى للجماعة لا يتركون مناسبة أو مظاهرة إلا وكانت رابعة حاضرة حتى أنهم نسوا قضيتهم الأساسية وهي "الشرعية" وعودة مرسي ومن ثم ظهرت إشارة تحمل اسم هذا الميدان بعد فض قوات الجيش والشرطة لاعتصام مؤيدي المعزول، ومن ثم صدر قرار من مجلس الوزراء في يوليو عام 2015 بتغيير اسم ميدان رابعة العدوية إلى اسم ميدان الشهيد هشام بركات النائب العام السابق الذي توفي متأثرا بإصابات لحقت به في تفجير سيارة مفخخة في حي مدينة نصر شرق القاهرة.
وتم تنفيذ القرار رسميًا قبل أيام من الذكرى الثانية لفض اعتصامي رابعة والنهضة، وتحديد يوم السبت الموافق 8 أغسطس 2015 لينهي الاسم الجديد مرحلة حاسمة في تاريخ الوطن، وحكاية ميدان أثَّر على أوضاع البلاد في فترة 45 يومًا هي عمر اعتصام عناصر الإخوان ومؤيديها به.