عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"تكتيكات الجماعة" في ذكرى فض "رابعة".. باحث: "جبهة عزت" تؤجل العنف.. "أبو السعد": "الإرهابية" تسعى لابتزاز الدولة.. و"عيد": الإعلام الإخواني يركز على إثارة الشباب

 سامح عيد و خالد
سامح عيد و خالد الزعفراني

في ذكرى الحدث الأهم لجماعة الإخوان الإرهابية، "فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة" الإرهابيين، والتي سعت من بعده ولمدة 3 أعوام الترويج لقضيتها المزعومة بشرعية محمد مرسي، تطرح العديد من الأسئلة نفسها.. ما الذي تهدف إليه الجماعة في هذه الذكرى؟، وهل لا يزال الحديث عن العنف والشغب والتظاهرات قائمًا؟، أم أن هذه الأمور باتت دربًا من الماضي فقدته الجماعة؟.

تأجيل العنف وارد

في البداية، يقول طارق أبوالسعد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إنه توجد إشكالية في التعامل مع جبهتي جماعة الإخوان، فالأصل في الأمر أن كلا الشقين يؤمن بالعنف كوسيلة، لكن جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد قررت تأجيل العنف لحين آخر، مستخدمًا ألفاظ السلمية وخلافه للغطاء الإعلامي، لكنه بالأساس تأجيل من القيادي "عزت" صانع ميليشيات الإخوان، وفكرة الاعتصام المسلح.

وأضاف "أبوالسعد"، أن الجبهة الأخرى هي جبهة القيادي محمد كمال، التي ترى أنه لا تأجيل في العنف، وضرورة ممارسته الآن جلبًا للحقوق، موضحًا أن "رابعة" باتت الحدث الأبرز للجماعة، منذ أن كانت مسرحًا لاستقبال مرسي وإعدام الانقلابيين على حد قولهم، ومن خلال تصريحات المنصة والتنبؤات الفاشلة من صفوت حجازي وشيوخ المنصة، والمبنية على توقعات أو ضمانات مضللة، فتحولت "رابعة" من ميدان للنصر لرمز حزين للجماعة تبتز به الدولة والمواطنين، بإعلانهم أنهم قد قتلوا جراء سلميتهم.

وأوضح القيادي المنشق عن الإخوان، أن أسلوب الجماعة الغالب ممارسته في ذكرى الفض الثالثة، بدأت بوادره الإعلامية من خلال عرض مخيم رابعة، ويوم في حياة رابعة، وغيره ممن يعرضونه على قنواتهم من أجل إثارة العاطفة بداعي ابتزاز الدولة في الأساس، وتوليد جيل لديه رغبة في الثأر وليس ملكًا للدولة، وهذا السبب خطير للغاية، فأن يربي جيلا كاملا على الانتقام فهو أحد صور تأجيل المعركة.

وتابع أنه بالنسبة إلى طبقات المحبين من ما يسمون بالـ"الربعاوية"، فهدفهم يبقى الانتقام لضحايا الفض فيلجأون إلى عشوائية عاطفية ونفسية تندرج تحت شعارات "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"، والتي تدل على تدمير فكرهم من خلال ما تشربوه من كراهية في اعتصام رابعة، وهذه القطاعات هي الوحيدة الوارد تواجدها بمشهد الذكرى، لكنه بالطبع لن يكون مؤثرًا، فهو يندرج تحت مسميات الذئاب المنفردة كـ"كتائب حلوان" وغيرها مما يسهل السيطرة عليه، ولكن هذا لا ينفي ضرورة حرص الأمن من البداية.

"النهج الإعلامي"

ومن جانبه، أكد خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، عدم نزول الإخوان للتظاهر يوم ذكرى فض ميداني رابعة العدوية والنهضة، موضحًا أن الجماعة لا تستهدف حاليًا سوى استخدام الموجات الإعلامية الشديدة من خلال عرض صور من فض الميدانين، وعرض صور الموتى بشكل يثير العاطفة بالداخل الإخواني؛ مما يثبت أعضاء الجماعة على نفس القضية مجددًا.

وأضاف "الزعفراني"، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أنه من الوارد أن يكون هناك بعض الأحداث النوعية المحدودة للشباب من خارج التنظيم، من خلال تكوينات هشة لإحداث بعض الشغب، مؤكدًا أن تلك التنظيمات يسهل التغلب عليها لضعف إمكانياتها إلا أن هؤلاء يمتلكون من العشوائية ما هو قادر على إثارة الاضطراب نسبيًا بأماكن ظهورها.

"قرار لا فرار"

وفي سياق آخر، قال سامح عيد، الخبير بشئون الجماعات الإسلامية، والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إنه لا توجد رغبة بشكل عام داخل جماعة الإخوان الإرهابية، في ممارسة العنف والتظاهر الممنهج في ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة غدًا، وذلك تحت شعارات "قرار لا فرار" قياسًا بغزوة مؤتة.

وأضاف "عيد" أنه يجب التفرقة بين كتلة التنظيم الصلبة المتمثلة في أسر ومسئولين وشعب ومناطق، وبين الفئة التي يخاطبهم الإعلام الإخواني، والتي يطلق عليهم لفظ "الربعاوية" غير التنظيميين، والذي يتم تسخينهم للعبث كـ"ذئاب منفردة" مما لا يربط بينهم وبين اسم التنظيم، بحيث تبقى الجماعة في آمان بعيدًا عن الملاحقات الأمنية.

وأوضح القيادي المنشق عن الإخوان، أن الجماعة تعلم أنها إذا تورطت في أحداث عنف ممنهج، ستورط نفسها في خسائر عديدة ناتجة لمعرفة الأمن لقياداتها وأعضاء صفوفهم من التنظيمين، فتقوم بالزج بالـ"الربعاوية" أو المحبين من خلال إثارتهم بما قام به الشعب التركي عقب محاولة الانقلاب، مما قد يتسبب في أحداث عشوائية دموية هوجاء، سيكون الرد عليه بالرصاص الحي من قوات الأمن مما يتسبب في إراقة لدماء أخرى.

وتابع بأن الجماعة لا تزال تلعب علي إثارة تلك الفئات الشبابية المشحونة من خارج الكتل التنظيمية، بحيث تصدر بعض التصرفات العشوائية كمحاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، مشيرًا إلى أن الإعلام الإخواني يركز على ذلك من خلال إثارة العاطفة وتأثيرات عرض مشاهد الدماء.

واختتم "عيد" بأنه من الوارد أن تحاول جماعة أنصار بيت المقدس الرد والانتقام بصورة عشوائية في المناطقة الحدودية أو في سيناء، مستغلة الزخم الإعلامي المتابع لانتظار أي رد من الجماعات الإسلامية المتطرفة في الثأر لضحايا رابعة والنهضة، على حد رأيهم.