الكاميرا التي سجنت صاحبها.. "شوكان" صحفي قضى 3 سنوات بالحبس الاحتياطي
فجر يوم 14 أغسطس 2013، توجه" شوكان" إلى ميدان رابعة العدوية لتغطية أحداث فض الاعتصام، برفقة مصور فرنسي ومحرر الـ"نيوزويك"، وبدأوا في تصوير المشهد والمعركة بين الداخلية وأنصار الرئيس المعزول المعتصمين، إلا أنه سرعان ما تم القبضُ عليهم رغم صياح "شوكان" بأنهم صحفيين يؤدون عملهم.
أطلق سراح رفاق شوكان الاثنين، ثم وجهت إليه تهم التظاهر بدون ترخيص، والقتل والشروع في القتل، وحيازة سلاح ومفرقعات ومولوتوف، وتعطيل العمل بالدستور، وتكدير السلم العام، على الرغم من أن شوكان لا ينتمي لأي من الأحزاب أو الحركات السياسية٬ والذي أيضًا عرف عنه أنه لم يكن يشارك في المظاهرات أو التحركات السياسية، فهو لم يكن يملك سلاحًا إلا كاميرته التي يصور بها٬ ورغم أن حبسه أثار الكثير من انتقادات المؤسسات الدولية٬ حيث اختارته لجنة حماية الصحفيين الدولية (سي بي جي) من بين عشرة محبوسين على مستوى العالم٬ لإلقاء الضوء على مدى ما يتعرضون له من ظلم.
فى التاسع من أغسطس الماضي ظهر المصور الصحفي محمود أبو زيد، الشهير بـ”شوكان” في جلسة محاكمته، التي انعقدت اليوم بمعهد أمناء الشرطة بطرة، مُنهك القوى، يبدو على عينيه الإرهاق والإجهاد، لاسيّما في ظل ما يعانيه داخل زنزانته بسجن طرة، من أوضاع غير آدمية.
ومن داخل القفص الزجاجي عقب جلسة التاسع من اغسطس الماضى، اشتكى “شوكان”، من تزايد عدد النزلاء معه بالزنزانة، الذي وصل حد التكدس، الأمر الذي يزيد من الحر الشديد؛ خاصةً مع عدم وجود مراوح كافية في السجن، إضافة إلى الراوئح الكريهة التي تنبعث من حمامات الزنزانة.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أثناء جلسة شوكان جديدة في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ"فض رابعة"، أن شوكان يواجه 12 اتهامًا مختلفًا قد تصل عقوبته إلى الإعدام أبرزها القتل والشروع في القتل والاشتراك في تجمهر، والانضمام لجماعة الإخوان.
شوكان غدًا سيكمل 3 سنوات في الحبس الاحتياطي 14 أغسطس الجاري، مصابًا بفيروس سي ويحتاج إلى رعاية طبية لا تتوفر في سجن الاستقبال بمنطقة سجون طرة المحتجز فيه، حيث لا يحصل على أدويته بشكل منتظم، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل مستمر.
شوكان المنسي خلف الجدران في الرابع عشر من أغسطس سيكمل ثلاث سنوات من الحبس الاحتياطى، وذلك من أجل قيامه بعمل سلمي، فباتت الكاميرا تهمة لا براءة منها أبدًا.