الدهس والفأس والقتل.. استراتيجية "داعش" الجديدة في إرهاب القارة العجوز.. الذئاب المنفردة تقود الهجمات.. خبراء: التشديدات الأمنية وراء إعادة هيكلة التنظيم
اعتمد تنظيم "داعش" في الفترة الأخيرة على بعض الأدوات والوسائل البدائية، خلال تنفيذ عملياته الإرهابية خاصة داخل الدول الأوروبية، وبدأ التنظيم في استخدام الدهس بالسيارات والقتل بالسكيم وزنابيب الغاز والفأس، بدلًا من استخدام الرصاص والقنابل والأسلحة الثقيلة.
الوسائل البدائية
تعتبر حادثة الدهس الجماعي التى شهدتها نيس الشهر الماضى من أبشع الجرائم الإرهابية التي فعلتها داعش فى أوروبا، فالإرهابي التونسي قاد الشاحنة ودهس حشد كبير من المواطنين فى مدينة نيس الفرنسية ما أدى إلى مقتل 84 شخصًا، كما استخدم أحد اللاجئين الأفغان الفأس فى الهجوم على أحد القطارات فى ألمانيا، وتسبب فى إصابات كثيرة لمن كانوا فى محطة القطار إلا أن الشرطة قتلته فى نفس الوقت واثبتت أنه كان ينتمى إلي تنظيم داعش الإرهابي.
وبات التنظيم الإرهابي يستخدم هذه الأدوات من أجل نشر الرعب في المجتمع الأوروبي، واستخدام الذئاب المنفردة في تنفيذ هذه العمليات بعد التشديدات الأمنية التى تشهدها القارة العجوز.
استخدام داعش للذئاب المنفردة أخطر من المتفجرات
وفي هذا الأثناء يقول أحمد بان، الباحث في مركز النيل للدراسات الاستراتيجية لـ"العربية نيوز" إن الجماعات الإرهابية وعلى رأسهم داعش، لجأت للأسلحة الخفيفة كالسكاكين أو فائس والدهس بالسيارات في ظل يقظة الأجهزة الأمنية في بعض البلاد الأوروبية، لافتًا بأن الأسلحة الثقيلة والمتفجيرات بات من السهل اكتشافها، وبالتالي تلجأ عناصر داعش للاستعانة بأي أدوات تصلح كأدوات للقتل كما حدث في هجمات ألمانيا وفرنسا فالهدف في النهاية هو القتل.
وأضاف الباحث في مركز النيل للدراسات الاستراتيجية، أنه فى مايو الماضي تم توجية رسالة من "أبو محمد العدناني" لقواعد التنظيم المتعاطفين معه في جميع أنحاء العالم وأمر باستخدام أي سيلة للقتل حتى ولو كان الرجم بالحجرة.
ونوه "بان" بأن هذه الأدوات تشكل خطورة علي المدنيين٬ بجانب نشر حالة من الزعر والخطر فى كل الدول مما يؤثر على الحالة الاقتصادية والاجتماعية لهذه البلدان، وبيجعل المجتمعات دائما تحت ضغط الاستنفار الأمني.
قلة التدريبات جعلت "داعش" يعتمد على الذئاب المنفردة
وأوضح اللواء عبدالرافع درويش الخبير اﻻستراتيجي لـ"العربية نيوز" أن استخدام الأسلحة الخفيفة في العمليات الإرهابية التى تشنها داعش على الدول الأوروبية مقارنة بالمتفجرات والأسلحة الثقيلة يرجع إلى عدم قدرة التنظيم على تأمين الأسلحة الثقيلة في الدول الأوروبية لذلك تلجأ إلى استخدام عمليات الدهس أو الفأس أو السكين، لافتًا إلى أن التشيدات الأمنية تلعب دورًا كبيرًا في اختيار عناصر تنظيم داعش لأدوات القتل.
وأضاف الخبير اﻻستراتيجي والعسكري، أن استخدام الاسلحة الخفيفة ليست استراتيجية جديدة ولكنها امكانيات، لافتًا إلى أن العناصر الجديدة فى داعش الموجودة فى دول أوروبا تفتقد إلى التدريب والكفاءة لاستخدام الأسلحة الثقيلة، فهم عبارة عن شباب تم التأثير عليهم واختطاف عقولهم حتى أصبحوا جزءً من داعش.
وأشار درويش إلى أن التشديد الأمني فى دول أوروبا بات يلعب دور مهم فى وقف كثير من العمليات الإرهابية، لافتًا إلى أن أجهزة المخابرات لا تستطيع وقف مستخدمى الأسلحة الخفيفة، مثل العمليات الأخيرة التي اعتمد فيها داعش على دهس المواطنين.