بعد عرض مومياء كبار الكهنة المصريين في إسرائيل.. كيف تعود الآثار المنهوبة؟.. خبراء: القانون الدولي طريقنا الوحيد..وموشيه دايان كان قائد التنقيب في سيناء.. والدولة لم تعطِ تاريخنا هدية للكيان الصهيوني
عرفت مصر بين دول العالم بدولة الحضارة الفرعونية بسبب آثارها العريقة الموجودة على مر العصور، إلا أن الآثار المصرية مازالت حتى الآن تسرق وتنهب من الجميع، فبين الحين والآخر تكشف بعض الدول عن الآثار الفرعونية التى تمتلكها وتعرضها فى متاحفها الخارجية، فتعتبر عمليات سرقة الآثار من أخطر الجرائم التي تهدد التاريخ المصري، فصار التاريخ لا يشكل أي أهمية في من يرغب بالثراء السريع أو من هواه جمع القطع الأثرية.
وكان آخر ما عرض فى المتاحف العالمية ما كشف عنه أحد المرشدين السياحيين الإسرائييلين عبر قناة خاصة عن عرض مومياء فرعونية مصرية عمرها 2200 سنة، تم عرضها في نعش أصلي، جنبًا إلى جنب مع الكائنات من مختلف المقابر التي تستخدم عادة في طقوس الجنائزية المصرية حتى ظهور المسيحية في مصر، في القرن الرابع الميلادي.
ويقول المرشد السياحي الإسرائيلي زاهي شاكيد، إن "إسرائيل حصلت على المومياء، من معهد الكتاب المقدس الحبرية القدس في حوالي 1930 في شرف افتتاحه من قبل مسيحي مدينة الإسكندرية "كنية بالتالي المومياء "أليكس".
ويضيف المرشد زاهي شاكيد، أن معرض القدس الذى تم التقاط منه الفيديو أيضًا يضم تابوتًا يحتوي على طائر أبو منجل المحنط، الذى قدمته مصر في اتفاقات السلام لعام 1979، كهدية من الرئيس الراحل أنور السادات، إلى يغئال يادين، نائب رئيس وزراء إسرائيل.
فهذا المشهد يفتح الباب أمام الآثار المصرية التى تم تهريبها في الخارج، أو تم إعطاؤها هدايا من قبل المسئولين المصريين، فكيف يعطى مسؤال هدية لشيء لا يملكة فهو ملك المصريين فقط.
السادات لم يعطِ تاريخنا هدية للكيان الصهيوني
فى البداية أكد اللواء نبيل فؤاد الخبير استراتيجي لـ"العربية نيوز"، أن الدولة في مواجهة مستمرة مع مهربي الآثار منذ عقود. لافتًا إلى أن الآثار المصرية الموجودة في دولة الاحتلال الإسرائيلي ترجع إلى الفترة التي كانت سيناء محتلة فيها من قبل الكيان الصهيوني، فهذه الفترة كانت حوالي 6 سنوات وتم فيها التنقيب عن آثار وتهريبها إلى إسرائيل. لافتًا إلى أن المشرف على عملية التنقيب كان "موشيه دايان" وزير الدفاع الإسرائيلي. لافتًا إلى أن الدولة لم تعطِ إسرائيل أي هدايا من الآثار.
وأضاف الخبير الاستراتيجي، أن في النصف الأول من القرن الماضي جاءت إلى مصر كثير من البعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار في صعيد مصر وكان عند نجاح الحملة في اكتشاف أي آثار من حقها أن تأخذ جزءًا من هذه الاكتشاف كهدية. لافتًا إلى أن هذا الأمر كان موثوقًا فيه والذي أتاح الفرصة أمام هذه البعثات أن تبيع آثار مصر لأية دولة في العالم.
وأضاف "فؤاد" أن القانون الدولي يعطي الحق لمصر في المطالبة باسترجاع أي قطع أثرية مهربة تم اكتشافها في متاحف دول أخرى، ولكن ينقصنا الجدية في مطالبة هذه الدول.
غياب المعلومات يهدد عودة الآثار المنهوبة بالخارج
وأكد الدكتور أحمد عيسي عبد الرحيم، أستاذ الآثار الفرعونية بجامعة القاهرة، أن الآثار المصرية تعرضت للنهب والسرقة بشكل كبير خاصة في الفترة التي أعقبت ثورة يناير. لافتًا إلى أن مواقع الحفريات كانت وما زالت تتعرض لعمليات من التنقيب غير المشروع، وهي التي يتم تهريبها إلى الخارج.
وأضاف أستاذ الآثار الفرعونية، في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن المشكلة الحقيقية ليست في سرقة أي قطع أثرية من المتاحف، لكون هذه القطع لها معلومات واضحة ومسجلة لدى وزارة الآثار، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في اكتشاف أي آثار تم تهريبها بعد أن تم التنقيب عنها بشكل غير شرعي وبيعها في الخارج لأنه في هذه الحالة لا توجد أية معلومات أو بيانات عن القطعة المهربة. مؤكدًا أن معظم القطع الأثرية الموجودة في الخارج نتيجة عمليات التنقيب غير الشرعي.
وطالب "عبدالرحيم" بحصر القطع الأثرية الموجودة في الخارج والمطالبة باسترداتها بشكل قانوني وجدي، وفي حال تم رفض عودة هذه الآثار لابد من اتخاذ خطوات تصعيدية تجاه الدولة، تبدأ بمقاطعة المتاحف التى تعرض هذه الآثار.
القانون الدولي طريقنا الوحيد لعودة المومياء من إسرائيل
وأوضح الدكتور محمد الكحلاوي، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، أن الآثار المصرية التي تعرض في بعض دول العالم منها إسرائيل قد تم تهريبها في عصور مختلفة وليس في الوقت الحالي. لافتًا إلى أن طرق الرقابة على الآثار كانت ضعيفة جدًا في بدايات القرن الماضي، خاصة أن مصر كانت تحت الاحتلال الإنجليزي.
وأضاف "الكحلاوي"، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن هناك إمكانية كبيرة لرجوع الآثار المصرية التي يتم عرضها في الدول الخارجية، لكن يتوقف الأمر عند الرغبة الحقيقية لدى الدولة والجهات المسئولة. مطالبًا بتكثيف التعاون بين وزارة الخارجية ووزارة الآثار، فإمكانية عودة الآثار المهربة ما زالت في أيدينا.
وكشف أستاذ الآثار، أن عدم تعاون أجهزة الدولة أدى إلى ضياع حق مصر، لافتًا إلى أن هناك قوانين دولية واتفاقيات بين الدول تجرم سرقة الآثار، كما يوجد تنظيم مشترك فى البعثات الخارجية بين الدول وبعضها. مشيرًا إلى أن مصر لن تقيم أي بعثة مشتركة بينها وبين إسرائيل.