الحكومة تستفز المواطنين.. "والي": الفقير أكثر تضحية من الغني.. و"سعفان": الشباب يرفض العمل بـ6 آلاف جنيه.. "شاكر": الكهرباء أرخص من كوب الشاي.. والبرلمان: نايم في العسل
العديد من قرارات الحكومة الأخيرة جاءت قاسية للغاية على المواطن، حتى ظن البعض أن الحكومة ترى المواطن هو المنوط به فقط بتحمل الأعباء الاقتصادية والقرارات الفاشلة لها.
وتساءل المواطنون عن دور البرلمان في التصدي لهذه القرارات المجحفة التي تعلنها الحكومة، مؤكدين أن دور الحكومة تحول من تحقيق الرخاء للشعب إلى جلده تحت سمع وبصر أعضاء السلطة التشريعية الذين لم يحركوا ساكنا رأفة بمحدودي الدخل.
تصريحات العديد من الوزراء جاءت لتزيد من غرابة المشهد، فهل تخطت الحكومة مرحلة إلزام المواطن بالقرارات القاسية، ووصلت إلي مرحلة استفزاز المواطن.
"العربية نيوز" يرصد في التقرير التالي أبرز هذه التصريحات والتي جاء في مقدمتها رفض الشباب لوظائف الحكومة التي تتخطى 6 آلاف جنيه.
القوي العاملة.. حدث ولا حرج
فاجأ الدكتور محمد سعفان وزير القوي العاملة، الشعب المصري، حين قال في تصريحات له، إن الشباب يرفض وظائف تصل بعض أجورها إلى أكثر من 6 آلاف جنيه، ما أدى إلى سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذي يعاني أغلبهم من البطالبة ويعمل بعضهم برواتب لا تزيد عن 1000 جنيه، زادت على إثرها حالة الاحتقان لدى هؤلاء الشباب.
التضامن الاجتماعي
قالت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، والتي يفترض شعورها بآلام المواطن وطبقاته، تحت قبة البرلمان أمام لجنتي التضامن الاجتماعي والقوى العاملة، "إن المواطن المصري الفقير أكثر استعدادًا للتحمل عن المصري الغني، وده ما لمسته من خلال زياراتي الميدانية من خلال مشروع كرامة وتكافل، وأن تحمل المصريين الفقراء يأتي من إحساسهم بأن الحكومة تعمل لصالحهم وتنحاز إليهم".
السياحة والكركدية
وفي إطار هزلي غريب، يصرح يحيى الراشد وزير السياحة، للوفد الصيني بأن "المطبخ المصري ثري، وعندنا مشروب اسمه كركديه مفيد".
التموين
يعتبر خالد حنفي وزير التموين، الوزير الأميز بين زملائه، وذلك للكم الهائل من التصريحات التي يعلن فيها عن ضبط الأسعار واحترام محدودي الدخل، بالإضافة إلى تصريحات أزمة القمح والشون وانتشار الفساد وضبط الأمور، والتي دائمًا ما نتأكد مع مرور الوقت أنها تصريحات في الهواء لا تمت للواقع بصلة.
الخارجية
تختلف تصريحات وزير الخارجية عن غيرها بأنها محبطة للرأي العام ككل بشكل كبير، خاصة عقب تصريح وزير الخارجية سامح شكري، الذي قال فيه، إن مصر ليست دولة رائدة بالمنطقة، ولا لتسعى لأي ريادة مستقبلية.
الكهرباء
أبى وزير الكهرباء محمد شاكر إلى أن يشارك في التحفيل على المواطنين، فصرح أن رفع أسعار الكهرباء الحالية لا تمثل عبئا على محدودي الدخل، وأنها تعادل ثمن كوباية شاي علي القهوة، وإن 57% من المشتركين البالغ عددهم 30 مليونًا لن يدفعوا أكثر من 13 جنيهًا زيادة في الأسعار".
وأكد شاكر في أكثر من لقاء له، أنه لا بديل عن زيادة فواتير الكهرباء، وأنه بحلول 2017 لن تتحمل الموازنة العامة للدولة عبء دعم الكهرباء، وستكون بسعرها الحر.
دراج: حكومة شريف إسماعيل تصريحات لا أفعال.. وبرلمان "عبدالعال" سلبي
وعن هذه الأطروحات يقول الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إن الحكومة الحالية حكومة تصريحات لا أفعال، وهي السبب الرئيسي في تدني الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر، وتردي حال المواطن، موضحا أن المناخ الديمقراطي غائب عن المشهد السياسي بمصر، فالبرلمان جزء من السلطة التنفيذية، ولا نتوقع منه رفضا للحكومة، وعليه فلن يكون هناك دافعا لسحب الثقة منها.
وأضاف دراج، أن البرلمان الحالي برئاسة "علي عبدالعال" ليس بالممثل الحقيقي للشارع المصري، ومن سماته الملحوظة عدم سماع صوت معارضته، التي وإن وجدت على استحياء في بعض النواب إلا أن نسبتها ضئيلة جدًا فلا تظهر بأي قرار، مشيرًا إلى أن البرلمان الحالي يبدو جزءًا من السلطة التنفيذية ولا ينتظر منه شيء،كما أنه غير قادر بأي حال من الأحوال على سحب الثقة من حكومة "شريف إسماعيل".
واختتم أستاذ العلوم السياسية بأنه بقياس دور البرلمان في مناح التشريع والرقابة، فإنه لا وجود له من الأساس.
