هل يخالف "صك الأضحية" الشعائر الإسلامية.. "الأوقاف": يحقق التكافل الاجتماعي.. عميد "شريعة طنطا": يساعد على توصيل اللحوم للمستحقين.. وعضو بـ"الشئون الإسلامية": مخالف للسنة وبه مجازفة
تشهد الفترة الحالية إقبالا على حجز صكوك الأضحية بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وتقوم فكرة الصكوك على تلقي وزارتا الأوقاف والتموين مبالغ مالية محددة نظير بيع صكوك الأضحية للمواطنين والإنابة عنهم في الذبح، وتوزيع الجزء المخصص للمحتاجين والفقراء.
وبدأت وزارة الأوقاف الخطوات التنفيذية للمشروع من خلال خطة دعوية لحث الأغنياء والقادرين ماديا على المشاركة في شراء صك الأضحية.
وأعلنت وزير الأوقاف، أن هذا المشروع يهدف لتحقيق التكافل الاجتماعي، ومساعدة الفقراء في جميع القرى والنجوع، وقيمة الصك 1200 جنيه، موضحه أن جميع العاملين في هذا المشروع، لن يحصلوا على أي مقابل من هذه الأموال، وسوف تتولى وزارة التموين توفير اللحوم، وتغليفها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، في القرى والنجوع بطريقة منظمة، لأن هناك بعض المناطق الفقيرة، قد لا تصل إليها لحوم الأضاحي، بالمقارنة بالمناطق الراقية التي تكثر فيها لحوم الأضاحي، ولذلك جاءت فكرة هذا المشروع، للوصول بلحوم الأضاحي للمحتاجين في جميع أنحاء الجمهورية.
الصكوك ودائرة البحث عن الفقراء
في البداية قال الدكتور سيف رجب قزام عميد كلية الشريعة، بجامعة طنطا، لـ"العربية نيوز"، إن صك الأضحية هو توكيل في الأصل، كما أنه جائز في الشريعة الإسلامية، لافتا إلى أنه يمكن تكليف شخص بشراء الأضحية والعمل على توزيعها وهذا هو معنى الصك، فالهدف من الصكوك هو تسهيل على الناس وتوسيع دائرة البحث عن الفقراء والمساكين وهو من الناحية الشرعية لا يوجد بها أي شك.
وأكد عميد كلية الشريعة بجامعة طنطا، أن الصكوك هو عبارة عن تجسيد للتعاون والتكافل ولكن وجب وضع فيه شروط لتوزيعه لأن من يقوم بالعمل هو وكيل عن المضحي أي وجب علم المضحي بأماكن توزيع أضحيته، لافتا إلى أن الصكوك تهدف إلى توصيل اللحوم إلى المستحقين.
وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحج قام بذبح 63 أضحية وأعطى الوكالة لسيدنا علي رضي الله عنه ليقوم بالباقي وهذا دليل على إمكانية تكليف أحد بالأضحية.
صك الأضحية تجسيد لقيمة التكامل
وأوضح الدكتور جمال عبدالناصر وكيل وزارة الأوقاف السابق لـ"العربية نيوز"، إن صك الأضحية جائز في الشرع، ويمكن تكليف أشخاص بتولي عمل الأضحية عن طريق الوكالة، ويوجد أشكال للتوكيل في الإسلام كما أن الوكالة مسائلة شرعية موثقة، والصك لا يعتبر تطورًا في العمليات الأضحية ولكنه يقوم على مرونة الأحكام الفقهية، ويقوم على استيعاب الفقهاء المعاصرين لمستجدات العصر الحديث ووجب على الفقهاء الانتفاع من هذه الأضاحي فيما يفيد الناس لكي يعود عليهم بأفضل مصلحة.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف، أن جميع الأعمال الخيرية التي جاء بها الإسلام تعتبر تجسيدًا للتعاون والتكافل وهو نوع من أنواع التقارب بين الطبقات وإذابة الضغائن بينهم والصكوك نوع من الأعمال الخيرية لذلك يجسد هذا المبدأ، وليس من المشروط أن يكون صاحب الأضحية هو من يقف على أضحيته كما أن الأعمال بالنيات والنية في بعض الأحيان أفضل من العمل لأن النية هي المنعقد عليها صحة العمل فبذلك صحة العمل معتمدة على النية حتى في الطاعات والعبادات كما أن الشافعية جعل النية ركن من الأركان التي لا تصح العبادة إلا بها ولا تجوز الصلاة إلا معها.
مخالف للسنة
بينما أكد الدكتور عبدالغفار هلال، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر السابق، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لـ"العربية نيوز"، أن مشروع صك الأضحية جائز في الشرع ولكن الأفضل أن يذبح الإنسان بنفسه، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقول للسيدة عائشة رضي الله عنها "قومي فاشهدي أضحيتك فإن لكي في كل قطرة دم صدقة وبكل شعرة صدقة".
وأكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن صك الأضحية فهو يعتبر خلافا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سيما أن مسألة الصك هو لا يدري أي الذباح آخذ، فالأضحية تنقسم ثلاثة، ثلث لصاحب الأضحية ولأهله، وثلث لأصدقائه، وثلث للفقراء والمساكين، فأينما يذبح الأضحية بنفسه أو يشاهد الأضحية فيكون على علم بلحم أضحيته التي ضحى بها، أما مسألة الصك الشراكة ربما لا يعلم صاحب الأضحية لا يعلم أين حقه من حق غيره، لافتا إلى أن الصك فيه مجاذفة ولكن نحن لا نمنعه.
وأضاف "هلال"، أن صك الأضحية لا يعد تطورًا، ولكن كثير من المسلمين غفلوا عنه، الأمر الذي يعكس عدم اهتمام البعض بضوابط الشريعة الدينية.