عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"خناقات نواب الشعب".. تصفية الحسابات الشخصية مهمة البرلمانيين الجديدة.. واقعة "مرتضى - عبد المنعم" تكشف المستور.. هموم المواطن غائبة.. وضبط المجلس مسئولية جماعية

مجلس النواب
مجلس النواب

منذ الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب وهو لا يكاد يخلو من المشاجرات، حتى اشتهر أعضاؤه فيما بينهم بالطابع الحاد، وكأنهم انشغلوا بتصفية حساباتهم الشخصية عن مهام دورهم المنوطين به، وهو مناقشة وإصدار القوانين التى تحافظ على حق المواطنين، ومراقبة آداء الحكومة، غير مهتمين بصورة البرلمان أمام الرأى العام، ضاربين بوقار المجلس بعرض الحائط، وربما يرجع تكرار تلك المشاهد لعدم وجود رادع أو ضابط.

وكان آخرهم ذلك المسلسل الهزلي هو نشوب مشادة ساخنة بين النائبين مرتضى منصور وعلاء عبدالمنعم، على خلفية مناقشة بطلان عضوية نجل الأول، وتصعيد عمرو الشوبكي مكانه، حيث اندلعت مشادة على خلفية مطالبة علاء عبدالمنعم بعدم حضور مرتضى منصور لاجتماع اللجنة.

وحينها قال النائب بهاء أبو شقة، رئيس اللجنة: "معلش هنسيبه يحضر المرة دي"، وهو ما اعترض عليه النائب علاء عابد، ليرد عليه بعد ذلك مرتضى قائلًا: "أنت متقدم فيك 60 بلاغ من النائب العام"، فرد عليه "عابد" قائلا: "60 بلاغ في إيه"، فقال "مرتضى": "ماتسألنيش أنا روح اسأل النائب العام".

واضطر "أبو شقة" لرفع الجلسة، وبعدها حدثت مشادة كبيرة بين مرتضى منصور وعلاء عبدالمنعم تدخل فيها النواب لفضها، وقال عبدالمنعم لمرتضى: "60 بلاغ إيه اللي بتتكلم عليهم؟.. الناس بقت تضحك عليك في الشارع"، فرد عليه الأخير: "مش هرد عليك أنا هعرف أرد عليك في المكان المناسب"، فرد "عبدالمنعم": "إيه هو المكان ده؟"، وقال مرتضى: "أنت قلت عليّا بلطجي"، ورد عبدالمنعم: "أيوة أنت بلطجي".

وتدخل النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، محاولا تهدئة الموقف وإخراج مرتضى من القاعة، في الوقت الذي حاولت فيه هيئة مكتب اللجنة التشريعية تهدئة النائب علاء عبدالمنعم.

طرد "طنطاوي"

ومن أبرز مشاهد الخناقات تحت القبة أيضًا قصة طرد علي عبدالعال رئيس المجلس، للنائب أحمد طنطاوي من الجلسة العامة بعد مشادة بينهما، خاصة أن تلك لم تكن المرة الأولى التى يطرد فيها النائب الذى وجه رئيس البرلمان له اللوم على سلوكه غير المناسب داخل المجلس، وهو ما رفضه الأخير، معتبرًا ما يفعله عبدالعال معه أحد أنواع الترصد.



توفيق عكاشة وكمال أحمد

كما أثار النائب السابق توفيق عكاشة العديد من المشاكل منذ انطلاق جلسات مجلس النواب 2016، كان آخرها لقائه بالسفير الإسرائيلى، مما أحدث جدلًا كبيرًا بين نواب البرلمان، خاصة بعد إعلان النائب البرلمانى أن لقائه كان لمناقشة أزمة سد النهضة، وهو ما اعتبره نواب البرلمان تطبيعًا مع إسرائيل، والذى يعد إهدارًا لحقوق الشهداء.

وأحال مجلس النواب النائب توفيق عكاشة إلى التحقيق؛ لكن النائب كمال أحمد كان لديه رأى آخر، هو أن يقوم بالاعتداء على توفيق عكاشة فى قاعة المجلس الأمر الذى آثار هرج ومرج داخل المجلس.


لا اجتماع على فكرة

ويقول النائب أحمد سميح، عضو مجلس النواب عن دائرة الطالبية، لـ"العربية نيوز"، إن الخلافات بين النواب تنقسم تحت شقين إما خلافات صحية خاصة بإصدار قوانين تخص الشعب، مشيرًا إلى أن الخلاف من هذا النوع يعكس صورة إيجابية بين الرأي العام، حيث إنها تهدف إلى الوصول لحل نهائي يصب في مصلحة المواطن.

وأضاف "سميح"، أن الشق الثاني فى خلافات النواب يحدث نتيجة فرض الرأي أو يرجع إلى خلافات شخصية، مشيرًا إلى أن تلك الخلافات غير محمودة وغير صحية، موضحًا أن الخلافات الشخصية التي تصدر من النواب يحاسب عليها الشخص نفسه وتعكس صورة العضو نفسه وليس البرلمان ككل، مضيفًا أن مجلس النواب يحاسب على الاتجاه المنوط بها.

وأكد عضو مجلس النواب، أن الخلافات موجودة داخل أى مؤسسة عمل، قائلًا: "مفيش مجموعة بتجتمع على فكرة واحدة أبدًا"، مشيرًا إلى أن أي عضو عندما يتجاوز في أفعاله يعاقب بتحويله إلى لجنة القيم وربما يحرم فترة من ممارسة مهامه كما حدث مع النائب "كمال أحمد".

عدم دراية بالعمل البرلماني

ومن جهتها، قالت الدكتورة هدى راغب، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، لـ"العربية نيوز"، إن كثرة الخلافات التى تصدر من أعضاء مجلس النواب داخل القاعة، نتيجة لعدم درايتهم بخلفية العمل البرلماني، كما أن الخلافات بهذا الحد تدل على عدم خبرتهم السياسية.

وأضافت "راغب"، أن أعضاء مجلس النواب الموقرين انشغلوا بمهامهم المنوطين بها، والتي في الأساس هدفها مصلحة المواطنين، بافتعال الخلافات والتشهير ببعضهم البعض، مشيرة إلى أن تلك الخلافات القائمة بينهم عكست صورة البرلمان بين الشعب، قائلة: "الناس فقدت الثقة في أن البرلمان يقدر يعمل حاجة".

وأكدت أستاذ العلوم السياسية، أن الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، هو المسئول عن إيقاف تلك الخلافات، مشيرة إلى أن استمرار النواب في الخلافات حتى الآن يعكس عدم سيطرة "عبدالعال" على الأعضاء، وفشله فى إدارة البرلمان.


إسقاط العضوية


وأكد الدكتور شوقى السيد، الخبير القانونى، لـ"العربية نيوز"، أن خلافات أعضاء مجلس النواب الشخصية المستمرة بهذا الشكل، وبتلك الألفاظ البذيئة تعكس المظهر غير الحضاري للأعضاء، فضلًا عن الصورة السيئة للمجلس.

وأضاف "السيد"، أنه يجب معاقبة هؤلاء ويتم فى حقهم تطبيق اللائحة بحزم، وإحضاعهم للتحقيق، وعرضهم على لجنة القيم، للمحافظة على صورة البرلمان، مشيرًا إلى أن عقوبة الخروج على مقتضى واجب النيابة والإساءة إلى سمعة مجلس الشعب تصل إلى حد إسقاط العضوية. 

وأشار الخبير القانوني، إلى أن ضبط النظام داخل المجلس مسئولية جماعية، مشيرًا إلى أنه يجب الضبط والنظام بداية من الأعضاء والإدارة حتى اللائحة ورئيس المجلس الدكتور علي عبد العال.