كيف نصنع داعية يجيد مهارات الخطاب الديني؟.. أزهريون: الحل في الاختبارات والمتابعة الحقيقية.. علوم الاجتماع والنفس والتنمية البشرية تثقل مهارات الإمام
انتقادات كثيرة ومستمر للدعاة والأئمة، بوزارة الأوقاف تحاول طوال الوقت ضبط الخطاب الدعوي، ومراقبة الأئمة، من أجل تجديد الخطاب الديني الذي بات مسئولية المجتمع ككل، لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف تتم صناعة الداعية؟.. فكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، هي المسئولة عن مصنع إعداد الدعاة والأئمة لمصر وكل دول العالم الإسلامي، كما يتخرج في هذه الكلية ما يقرب من 100 طالب سنويا الأمر الذي يفتح الباب أمام وزارة الأوقاف لفتح باب المسابقات لتعيين الأئمة والدعاة من خريجي الكليات الشرعية بجامعة الأزهر، إذ ينعكس على مستوى الأئمة العلمي والديني فيما بعد، خاصة وأنهم لم يدرسوا مواد التخصص.
نجاح الأئمة يتوقف على مساعدتهم
الدكتور محمد زكي، الأمين العام للدعوة بالأزهر، أكد لـ"العربية نيوز" أن نجاح الإمام والخطيب يجب أن يتوقف عنده بعض الشروط أولها الإعداد الجيد لأي خطبة يلقيها خلال الأسبوع، لافتا إلى أن إعداد الخطبة للخطيب أفقده الكثير من المهارات العلمية والمعلوماتية، مشيرًا إلى أن نجاح خطبة الجمعة تتوقف على الخطيب فقط.
ورأى أمين عام الدعوة بالأزهر، أن النهوض بالمستوى العلمي والدعوي للأئمة والخطباء يبدأ بإعدادهم بشكل قوي بعيدًا عن التعامل مع أخطائهم الحالية والتكيف معها، فيجب أن يكون هناك رقابة كافية على الأئمة وبالتالي العمل على تحسين أخطائهم وتقديم تقييم مستمر لدائهم حتى نعلي من قيمة الثواب والعقاب.
لابد أن يقتصر خريجو الدعاة على كلية الدعوة الإسلامية
أوضح الدكتور أحمد خليفة شرقاوي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، أن هناك ضعفًا واضحًا في ثقافة وعلم بعض الخطباء والأئمة، سببه عدم الاعتماد بشكل واضح على من يتخرج في كلية الدعوة الإسلامية التي من شأنها إعداد الدعاة والأئمة.
وأكد أستاذ الفقه المقارن، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، أن كلية الدعوة الإسلامية تقوم بتقديم كل الخدمات العلمية للطالب، حتى يصبح داعية وخطيب عالمي وليس داخل مصر فقط، لافتًا إلى أن هناك دعاة مثيرين شرفوا مصر والدين الإسلامي في كل دول العالم، لكن عدد الطلاب المتقدمين إلى هذه الكلية كل عام يكون قليل جدًا وغير متطابق مع المطلوب من الدعاة والأئمة، لافتًا إلى أنه يتم الاعتماد فيما بعد على عدد من الأئمة الخريجين من باقي الكليات الشرعية، الأمر الذي ينعكس على مستوى الإمام فيما بعد.
وأضاف "شرقاوي" أن مسابقات الأئمة والدعاة لم تفرز الأمام المطلوب أو الخطيب، فلا يمكن أن نشكوا من ضعف الإمام تم اختياره عن طريق مسابقة.
الاختبارات والمتابعة الحقيقية تصنع داعية ناجحًا
وأوضح الشيخ فؤاد عبدالعظيم وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد السابق، لـ"العربية نيوز"، إن حل مشكلة ضعف الأئمة والخطباء يرجع إلى قلة عدد المتقدمين إلى كليات الدعوة وكليات أصول الدين، فالطلاب الذين يتخرجون كل عام عددهم قليل جدًا؛ لذلك تلجأ وزارة الأوقاف إلى عمل مسابقات لاستقطاب بعض الدعاة الجدد لتغطية كل مساجد الدولة، لافتا إلى أنه لا يمكن لكل خريج من الأزهر أن يكون داعية ناجحًا.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد السابق، أنه لابد أن يكون هناك اختبارات حقيقية لاختيار من يعمل في الدعوة والخطابه، وإمام المسجد، فلا يمكن الاعتماد على التفوق الدراسي والعلمي فقط، مطالبًا بإجراء مقابلات مستمرة طوال الوقت مع الدعاء والأئمة لمعرفة مدى صلاحيتهم لهذا العمل الذي يتطلب مواصفات كثيرة، مطالبًا بتدريس مجالات كثيرة كعلم الاجتماع وعلم النفس والتنمية البشرية للدعاة والأئمة حتى يتمكنوا من النجاح في عملهم.