بريطانيا تتلاعب بالجماعة.. حكومة "صاحبة الجلالة" تفتح باب اللجوء لأعضاء "الإرهابية".. السفارة الإنجليزية: نظرتنا لـ"الإخوان" تتغير.. وباحث سياسي: القرار يحمل تحذيرًا بين السطور
أصدرت الحكومة البريطانية، قرارًا بفتح الباب أمام اللجوء السياسي لأعضاء جماعة الإخوان، كما حذر تقرير صادر عن حكومة المملكة المتحدة، أن جماعة الإخوان نفسها دعت إلى العنف والإرهاب، كما طالب التقرير صانع القرار السياسي في بريطانيا بدراسة طبيعة الأشخلص الذين يتقدمون بطلبات للجوء.
وعلقت السفارة البريطانية بالقاهرة على هذا التقرير، بأنها ترفض تقديم الحماية لهؤلاء الذين ارتكبوا جرائم خطيرة، وأولئك اللذين يمثلون خطرًا على "أمننا القومي ومجتمعنا"، مشيرة إلى أن نظرة بريطانيا إلى جماعة الإخوان تتغير بين الحين والآخر.
فهل تريد بريطانيا أن تتلاعب بأفكار وتوجهات الجماعة، وما يقف وراء إعطاء حق اللجوء السياسي لأنصار الإرهابية؟.
وسيلة ضغط
في البداية، كشف مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، لـ"العربية نيوز"، عن صحة ازدواجية الحكومة البريطانية في تقريرها الصادر بشأن إتاحة اللجوء السياسي لأنصار تنظيم الإخوان، بأنه ليس تخبطًا بل هو تحذير من بين السطور لأنصار الجماعة المحظورة، بشأن إتاحة الفرصة لهم للجوء، شريطة عدم تعدي إرهابي من جانبهم.
وقال مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، إن "بريطانيا الدولة الوحيدة التي لم توقع على اتفاقية تسليم المطلوبين دوليًا، ولذلك هي مخبأ كل الإرهابيين، ومعقل مقر التنظيم الدولي، وكذلك تعتبر الراعي الأول للإخوان المسلمين منذ النشأة، فبالتالي موقف بريطانيا بدعوى اللجوء السياسي ليس موقفًا غريبًا".
وتابع "حمزة"، أن كل من يظن أنه يدخل بريطانيا هو حر طليق فهو مخطئ؛ فبريطانيا حريصة كل الحرص ولا تمنح اللجوء السياسي إلا لمن تثق في مراقبته بدقه، فهو مقيد بقيود لا يراها، فتفاصيل أي اجتماع يتم رصده، واختراقه وتسريبه لأية جهة مصرية تقع في محل ثقه لديهم، مشيرًا إلى أن بريطانيا تستخدم ورقة احتواء هذه العناصر كورقة ضغط على الأنظمة العربية.
ونوَّه إلى أن هناك اتفاقات بين دول أوروبية، منها ألمانيا وبين جماعة الإخوان المسلمين، على وجود نوع من الدعم اللوجستي والمالي مقابل احتواء بعض من عناصر هؤلاء المتطرفين في هذه الدول دون قيامهم بأية عمليات إرهابية في بلادهم، ولكن رأينا في الفترة الأخيرة السياسة الانتقامية التي تتبعها أوروبا في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وهذا معناه أن الإرهاب ليس بعيدًا عن أحد.
الدعوة لغير المتورطين في العنف
ووصف سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، دعوة الحكومة البريطانية اللجوء السياسي لقيادات الإخوان، بأنها دعوة لمن لم يتم تورطهم في قضايا، وذلك من خلال قيامها بعمل دراسة شاملة لمن يطلب اللجوء وفق الضوابط والتشريعات التي تقرها بريطانيا.
وقال "عيد"، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، إن "بريطانيا تعامل عناصر الإخوان كتعامل الدولة المصرية معهم"، مشيرًا إلى أن قيادات من جماعة الإخوان أفرجت عنهم الدولة المصرية غير الآلاف من المنتمين لهذا التنظيم ولم تثبت عليهم أي اتهامات.
وتابع أن التقرير الصادر حاليًا يتساوى مع تقرير أصدرته الحكومة البريطانية من سنتين، ولم يتهموا جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب، وإنما صرحوا بإن جزءًا من الجماعة تورط في دعوات العنف، وجزء تورط في الإرهاب، إنما بشكل عام فجماعة الإخوان ليست إرهابية في نظرهم، والحكومة البريطانية تتعامل مع جماعة الإخوان من الأربعينيات على هذا المبدأ.
وأشار "الباحث في شئون الحركات الإسلامية"، إلى أن بريطانيا تعامل دول الشرق الأوسط كمتهم يتجاوز حقوق الإنسان، وحقوق المحاكمات العادلة، وأن الشرق الأوسط دول عالم تالت وغير صانعي قرار، كما أن من معايير دول أوروبا في إعطاء الجوء سياسي هو انطباق الضوابط والشروط على طالب اللجوء، كما أن السفارة البريطانيا في القاهرة، تدرسه بدقة بالتعاون مع الحكومة المصرية.
بريطانيا على صلة وثيقة بكل جماعات الإسلام السياسي
وأوضح الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في شئون
الجماعات الإسلامية، لـ"العربية نيوز"، أن المخابرات البريطانية على صلة
وثيقة بكل من لهم علاقة بالإسلام السياسي، وهى تتعامل مع جماعة الإخوان منذ أن كان
تنظيمًا سريًّا، واستعانت بهم على ثورات الربيع العربي.
وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن
بريطانيا لا تخشى الاعتراف بذلك فهى مأوى لكل التنظيمات الإرهابية، كما أنها تفتح
أبوابها لكل الأطياف الإسلامية.