عام على قناة السويس الجديدة.. الحلم الذي تحول لحقيقة.. شائعات واجهت المشروع أبرزها: "مش هتخلص في سنة".. و"طلع فنكوش".. وتراجع سعر النفط وقناة بنما أبرز التحديات
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الاحتفال بمرور عام على افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، والذي يعد على قمة الوعود القومية التي أنجزها بإضافة التوسعة الجديدة 100 مليون دولار سنويًا للدخل القومي.
"قناة السويس الجديدة.. هدية مصر للعالم"، عبارة أطلقها الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، في كلمته أثناء افتتاح قناة السويس الجديدة، التي افتتحت في 6 أغسطس 2015، مصرحًا بأن ميزانية الدولة لن تمس بتكاليف حفل الافتتاح، ولن يمس رغيف عيش المواطن المصري أو موارد المتطلبات الأساسية؛ فالتمويل من شركات وجهات تتحمل جميع النفقات"، رغم ذلك فقد ساهم الشعب المصري، ودول الأشقاء بـ64 مليار جنيه لإنشاء هذا المشروع لتمكين السفن والناقلات من عبور القناة في كلا الاتجاهين في نفس الوقت.
وأمام تلك الأحلام التي وُعِد بها الشعب، وأمام هذا البذل من جانبهم فقد واجه مشروع قناة السويس تحديات كثيرة جدًا وشائعات لتتوقف حتى بعد مرور عام على تشغيل القناة الجديدة، كان من أهمها:
انهيار حوض ترسيب
في يناير 2015، وقع انهيار جزئي بحوض ترسيب بقناة السويس الجديدة، في القطاع الأوسط لقناة السويس الجديدة شرقي مدينة الإسماعيلية، والذي تسبب في غمر سيارتين نقل لم يكن بهما أحد، كانتا متوقفتين قرب الحوض.
وصرح حينها الفريق مميش أن الانهيار الذي أصاب حوض ترسيب القناة الجديدة، جاء نتيجة قوة دفع المياه من كراكة الحفر العملاقة، فتسبب في غرق سيارتي نقل وتم انتشالهم، وتم ترميم الساتر والسيطرة على الوضع.
عام للتنفيذ
كان موعد افتتاح القناة، محل جدل كبير، فشكك البعض في قدرة القوات المسلحة على الانتهاء من القناة الجديدة في عام واحد كما قال رئيس الجمهورية، ولذلك لن يتحول هذا المشروع إلى حقيقة واقعية، إلا أن الافتتاح تم في السادس من أغسطس خلال العام الماضي.
تراجع الإيرادات
منذ أن تم افتتاح القناة الجديدة والشائعات حول جدواها وعوائدها المالية لم تتوقف، فتداول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى شائعة بانخفاض إيرادات قناة السويس 4% في يونيو الماضي، لتصل إلى 431.6 مليون دولار، مقارنة بـ449.6 مليون دولار في مايو الماضي، مما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي بوصف المشروع بـ"الفنكوش".
جدل بلجنة النقل والمواصلات:
شهد مجلس النواب، لجنة النقل والمواصلات في مايو المنصرم برئاسة وحيد قرقر جدلًا بشأن موازنة وتمويل قناة السويس الجديدة، وهل إيرادات قناة السويس غطت تكاليف إنشاؤها؟، ومن سيتحمل تسديد العائد للمواطنين؟ والآن بعد ما تعانيه مصر من ارتفاع ديونها وانهيار ملحوظ في اقتصادها؛ أعاد إلى أذهان بعض المصريين عن مصير تلك الوعود التي وعد بها الرئيس السيسي لهم مما وضع مشروع قناة السويس الجديدة في تحدي أمام تردي اقتصاد مصر، والذي كان السبب الأساسي لإنشائها هو انتعاش الاقتصاد.
انخفاض سعر النفط
يعتبر انخفاض سعر النفط بالتزامن مع أزمة الدولار أمام الجنيه، كان من أبرز الأشياء التي تهدد جدوى قناة السويس الجديدة، حيث ذهبت بعض الشركات إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح بدلًا من المرور عبر قناة السويس.
فانخفاض أسعار النفط؛ أدى إلى اتجاه السفن البحرية إلى الطريق الطويل، من خلال الالتفاف حول إفريقيا؛ لتجنب رسوم العبور المرتفعة التي تدفعها خلال مرورها بقناتي السويس وبنما.
قناة بنما
ومن العناصر التي شكلت تحدي لقناة السويس، قناة بنما ففي أواخر مايو الماضي اعتزمت بنما توسعة قناتها والتي تربط بين المحيط الأطلسي والهادي والتي ستتيح عبور سفن كبيرة الحجم التي تسع حمولات تقدر بحوالي 13000 حاوية شحن من مقاس 20 قدمًا، وقد عبرت 14 ألف سفينة قناة بنما العام الماضي، محققة دخلًا لبنما مقداره 1.2 مليار دولار. قناة بنما تعد تحديًا ومنافسًا قويًا أمام قناة السويس الجديدة.
إذ ستوفر التوسعة الجديدة ملاحة بحرية تجارية بطول القناة الأساسية، وتعد نقطة التنافس بين القناتين هي السفن التجارية التي تعبر من وإلى أمريكا وآسيا، فأمامهما خيار بين العبور عبر قناة السويس أو العبور عبر قناة بنما.